جهات

الرباط | المغرب يقود إفريقيا للانعتاق من سطوة الغرب على ثروات القارة

الرباط. الأسبوع

    أخيرا وبعد “أمطار” من التعليقات على ابتعاد العاصمة الرباط عن قارتها الجنوبية واهتمامها بالقارة الشمالية، التي مبدئيا تحيا بموارد جارتها المحاصرة في عقر دارها حتى تبقى “منجما خاصا” تتزود منه لإعادة تصنيع موارده وصقلها وعرضها كمنتوج يحمل علامات مصانعها وتعاد بهذه الصفة إلى موطنها الأصلي وكل ما أضيف عليها هو التعليب واسم مخترعه مع الحرص على ربط انتمائه بخارج ذلك الموطن.

والمملكة عاصمتها هي أول عاصمة إفريقية على الحدود الأوروبية، فكان ولا بد من الانعتاق من سلاسل وقيود من استعمر واستغل ونهب خيرات قارتنا التي تصارع من أجل تكسير أغلال وقيود كبلت ترابها لعقود طويلة.. وها قد عدنا إلى الأصل، إلى وطننا الكبير، إلى أمنا إفريقيا التي ما فتئنا ننادي ونطالب بإحياء الرحم معها والدفاع عنها والارتباط بها ليس فقط بعلاقات كل يوم في شأن، ولكن بصلة تجيد أخوة وصداقات دائمة، تحرسها وترعاها الروح الإفريقية الوفية لهذه الأخوة التي يلقب بها الأفارقة بعضهم البعض.

فإذا كانت الدبلوماسية الوطنية منخرطة حتى النخاع في هذا الاتجاه، فإن فرعها المحلي الشعبي عندنا والموكول إلى الجماعة، قاسينا معه سنين ليتذكر واجب الأخوة على إخواننا في القارة السمراء، التواقين إلى معانقتنا والاستفادة من تبادل خبراتنا وصناعاتنا وتعليمنا وطرق الدفاع وحماية القارة من الدخلاء، الذين لا يعرفون سوى امتصاص دمنا وتخريب عقائدنا وتغيير أفكارنا حتى لا نفكر في جعل الفكر الإفريقي موحدا قويا ومتفتحا ومسالما، وقد اختبرت الرباط هذا الفكر في سنة الثقافة الإفريقية لسنتين 2021 و2022، فلمست تقاربا في الرؤى وتوحيدا في التحليل وإيمان بالمصير المشترك، فقامت الجماعة بـ”ململة” قسمها الساهر على العلاقات الدولية، لفتح المجال الإفريقي كأولوية في وظيفته، وكنا منذ حوالي شهر، قد طالبنا في أحد أعداد “الأسبوع”، بحل هذا القسم لعجزه التام عن مسايرة الدبلوماسية الوطنية، كقيمة مضافة، لجموده وشروده، وابتعاده عن القيام بخلخلة المواضيع العالمية وغربلة منها الشؤون الإفريقية.

ويظهر أن هذا القسم استوعب ما نقصده، فأدرج في دورة الجماعة لهذا الشهر، رزمة من المبادرات للاقتراب أكثر من عدة عواصم إفريقية جد مهمة، وصادق عليها المجلس بالإجماع.. إنما كيف تنفذ؟ وهو يعلم بأن الإجراءات جد متشعبة وتتطلب قرارات عليا للبدء في تطبيقها، لكن يمكن تسريعها بطلب زيارات مجاملة لبعض السفراء وهذه الزيارات لها طقوسها الإدارية، إذا ما احترمت يكون نجاح مهمتها المرجوة نصف مضمون والنصف الآخر مع العواصم المعنية التي تختلف عن العواصم الشمالية والشرقية، فلها تقاليد يجب مراعاتها وينبغي تجنب الارتكاز على “العلاقات” بل تطويرها إلى “الأخوة”، فهي المفتاح الحقيقي لكسب الثقة والاستدلال بأخوة الرباط لكل عاصمة من تلك العواصم التي جاءت في جدول أعمال مجلسنا بأن لها شوارع تحمل أسماءها وأسماء دولها، ويمكن تقديم صورها للسفراء لرفعها إلى الجهات المعنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى