تحليلات أسبوعية

ريم شباط | المعنى الحقيقي لـ”الإسلام السياسي”

( يأتي هذا المقال في إطار الملف الأسبوعي: “الأبناء الذين ورثوا أمجاد الأحزاب المغربية “)

      عندما اشتد الخناق على نوفل شباط، ابن حميد شباط، وكاد يدخل السجن بتهمة تجارة المخدرات قبل عامين(..)، كانت أخته ريم تعبئ الجماهير الفاسية لمساندته، وكانت تلك هي المرة الأولى التي تظهر فيها البنت الوحيدة لشباط وهي تقرأ آيات بينات من سورة آل عمران، إلى أن وصلت إلى قوله تعالى “… حسبنا الله ونعم الوكيل”.

حقق شباط القادم من مدينة تازة كل أحلامه في فاس، وأخذت “ريم” عن الفاسيين سحنتهم، بل إنها استطاعت أن ترث عن والدها فن مغازلة الكلمات، “أتكلم اليوم عن نوفل شباط، بصفته مواطنا، قبل أن يكون أخا أو شقيقا وأذكر به وهو ابن العشر سنوات، وهو في مخافر الشرطة، ابن المناضلة، فاطمة طارق (أمها)، والتي كانت تمر على معاقل المناضلين في 14 دجنبر، وهي محاصرة من طرف السلطات، ابن حميد شباط الذي كاد يحكم عليه بالإعدام لأنه انتفض ضد الفساد”، انتهى كلام ريم التي كانت تتحدث لأول مرة أمام مهرجان خطابي حاشد.

تلعب أحداث 14 دجنبر 1990، دورا كبيرا في حياة “الشباطيين”، سواء داخل عائلته، أو خارجها، (رغم أن كثيرا من أسرار تلك المرحلة دفنت مع الاستقلالي ثيتنا العلوي، زعيم الاستقلاليين في فاس)، غير أن انشغال أبنائه الذكور كل بقضيته وتهمته(..)، يمهد الطريق أمام ريم دون غيرها للتربع على أمجاد سياسة أبيها، وأمها.

سبق لحميد شباط أن حمل لإلياس العماري المسؤولية في كل التهم التي حوكم بها ابنه نوفل (موقع يا بلادي، 10 ماي 2012)، وسبق له أن اتهم المدير العام للأمن الوطني بتهم خطيرة (الشرقي اضريس)، ولكن ابنته الآن تكتفي بالظهور في بعض الأنشطة الخيرية، تماما كما تفعل الأميرة ريم ابنة الملياردير السعودي الوليد بن طلال، وقد سطع نجمها بشكل كبير بمناسبة الحديث عن طلاقها من زوجها الأول الصحافي(..)، عندما تصدرت أخبارها كل المواقع الإلكترونية، مثل ما يحدث مع المشاهير، غير أن سرعان ما وجدت من يخطب ودها من جديد، لتظهر قبل أيام رفقة والدها حميد وهما يحتفلان بمولودها الجديد.

تحرص “ريم” على استعمال آيات بينات من الذكر الحكيم عندما تتحدث، غير أن شكلها لا يوحي بأي “تزمت” أو التزام ديني. مثلها مثل والدها فكلاهما يجسد المعنى الحقيقي لـ”الإسلام السياسي”.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى