بين السطور | يا لطيف من عبد اللطيف..
في إطار الشكاية التي رفعها وزير العدل السيد عبد اللطيف وهبي واتهم فيها الناشط السيد رضى الطاوجني بـ”التشهير” على خلفية استغلاله لملف “إسكوبار الصحراء” للهجوم على شخصه وحزبه، وبعد ما يزيد عن تسع ساعات من المناقشات، تمسك فيها الطاوجني بما جاء في تصريحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرا ذلك ممارسة لحق النقد الموجه لوزير العدل عبد اللطيف وهبي، لم يقصد بها لا إهانة ولا انتقاصا من أي شخص، حجزت محكمة الاستئناف الجنحية التلبسية بأكادير ملف الناشط محمد رضى الطاوجني للمداولة يوم 23 أبريل، للنطق بالحكم، ورفضت السراح المؤقت بعدما حضر أمامها المدعى عليه في حالة اعتقال يوم 16 أبريل الجاري، بعد أن عملت هيئة الدفاع على هدم المتابعات المسطرة في حقه، وأن القانون الواجب تطبيقه على القضية هو قانون الصحافة والنشر وليس القانون الجنائي.
الذكرى الوحيدة لي والتي تسكن ذهني مع الأستاذ عبد اللطيف وهبي، هي لما حضرت له وهو يترافع – جزاه الله خيرا – بمحكمة الاستئناف بالرباط، لصالح والدي مصطفى العلوي رحمه الله، عندما كان متابعا عام 2003 في قضية “الصاعقة” بمقتضى قانون الإرهاب، بعد نشره لرسالة تبنت فيها مجموعة حاملة لنفس الاسم، الأحداث التي ضربت الدار البيضاء في نفس العام، هناك كانت لي الذكرى الواحدة والوحيدة مع الأستاذ وهبي وهو يبني مرافعته على أن مصطفى العلوي يجب متابعته بقانون الصحافة وليس قانون الإرهاب، وقد أبهرتني حينئذ فصاحته في المرافعة، ونبرات صوته المهيبة، وجاذبيته في التعبير، تماما كما نرى في الأفلام الأمريكية، حيث يتوجه المحامي بدلائله اليقينية للقاضي وللحضور، بشكله المهيب، وسلوكه المثير.
وبعد أن دعا أقطاب الاتحاديين التقدميين عبد اللطيف وهبي، كواحد من الشباب السياسي(…) إلى تحمله للمسؤولية يوما، فكر المحامي المناضل، في السياسة(…)، وتحدث بصراحة عن الانتقال المغربي من الديمقراطية إلى العصبية القبلية، إلى حد أن ظن وقتا أن انضمامه لحزب الهمة آنذاك كان خطئا فادحا، لدرجة أن عبر عن فقدان آماله وصرح بنفسه عام 2018 بأن: “المغاربة مستقبلا لن يثقوا في أولئك الذين تحدثوا عن أحلام 2007-2012، وأنهم سيخرجون سنة 2021 عن الديمقراطية”.. تصريحات وتوجهات جرت عليه توالي محاولات إبعاده من فريق حزب الأصالة، بسبب ارتدائه لقناع البرلماني “المجرب”.
مرت الأيام على المغاربة(…)، و”شكون يقول” أن نفس الرجل، ذلك المحامي الفصيح الذي طالما دافع عن الصحفيين، وعن المظلومين، المحامي الرقيق الذي طالما دعا القضاة إلى الاختصاص(…)، سيتحول يوما من الأيام إلى الوزير الغليظ، والمسؤول القوي، ولا حول ولا قوة إلا بالله، حتى بدأ يضرب كل من في طريقه، دون اختصاص..