تحقيقات أسبوعية

للنقاش | إذلال الخادمات وعاملات الحقول يفرض تحركا عاجلا من الدولة

لا شيء تغير باستثناء تزايد أنشطة البهرجة التسويقية السنوية التي تتنافس فيها الهيئات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية كلما حلت الأيام الوطنية والدولية الخاصة بالجنس اللطيف (المرأة، الفتاة، الأم)، فلا شيء تم على الأرض الواقع بخصوص أوضاع المرأة الفقيرة الكادحة طلبا للعيش الكريم باستثناء ما قد تحظى به بعضهن من ورود بلا جذور تحت أضواء كاميرات الإعلام وما قد يصاحب ذلك من تعابير وإشادة بلا أدنى تقدير ولا إفادة.. شهادات تموت بانتهاء الكلام والمقام، فإن واقع الحال يكذب كل ما يدون من تقارير رسمية، وكل ما تصرح به بعض الجهات المعنية أو المهتمة.

لن نتحدث هنا عن المرأة الفاعلة التي انتزعت (بقوة ذاتية أو بدعم خارجي)، مكانتها ووضعها المهني والاجتماعي، ولا عن تلك التي ركبت ظهر سياسي قريب، أو استفادت من “كوطة” الانتخابات لتلج أبواب المجالس المنتخبة والبرلمان والحكومة، والتي بات لها مركز وكرسي للدفاع والترافع السياسي، وجيوب مالية لتدبير الحياة، بل سأكتفي بالحديث عن النساء الكادحات العاملات في المنازل والحقول، وعاملات النظافة في الإدارات العمومية والخاصة.. عاملات بأجور زهيدة، بعضهن دون ربع الحد الأدنى للأجور، يتجرعن في الذل والمهانة يوميا في صمت، ويتعرضن للتحرش الجنسي والاغتصاب والسخرية..

بقلم: بوشعيب حمراوي

نساء فقيرات خارج تغطية كل لوازم الحياة

    هناك بعيدا عن حماة الجنس اللطيف ورعاة الطفولة البريئة، تعيش نساء فقيرات خارج تغطية كل لوازم الحياة.. فتيات وأمهات ساقهن القدر إلى العمل بجانب الرجال، بين أحضان البؤس وأنياب الجهل واللامسؤولية تذوب شموع أجيال نسوية، تغتصب في أنفسها وأجسادها ومستقبلها من أجل فتات المال والطعام.. لتحيا أسرهن المعوزة، أمهات تنزفن عرقا ودما وشرفا، وتذبلن حرصا على أبنائهن وبيوتهن، وفتيات صغيرات كتب عليهن الحرمان منذ طفولتهن والابتعاد عن أحضان ذويهن، أرغمن على العمل كخادمات بيوت، أو بائعات بالتجوال أو عاملات في الحقول و.. و.. وينتهي بهن المسار إلى الانحراف والمرض والضياع، ساقهن اليتم والحاجة إلى الشقاء وبعضهن رماهن الآباء والأمهات منذ نعومة أظفارهن بعيدا عن الدراسة والتكوين والحضن الدافئ، نحو عالم الشغل والتعذيب اليومي ليرفعن من مدخول أسرهن المالي.

 

أسر ميسورة تفضل تشغيل الفتيات صغيرات السن

    تفضل الأسر الميسورة تشغيل الفتيات صغيرات السن لتفادي وقوع حوادث مخلة بالشرع بينهن وبين أحد الأبناء أو الأزواج، وإذا كانت بعض هذه الأسر تعتني بخادماتها وتقيم لهن مقاما محترما إلى جانب أبنائها، فإن معظم أفراد الأسر تعامل الخادمات بالعنف (عنف في اللفظ والعمل والتغذية والمبيت، وعنف جسدي وتحرش) ينتهي بتحطيم شخصية الطفلة الخادمة التي قد تعرج إلى الانحراف أو قد تصاب بأمراض نفسية أو عضوية، لتعود إلى أسرتها الفقيرة وتزيد من معاناتها.

وتلجأ بعض الأسر إلى الدفع ببناتها للعمل كخادمات في ساعات محددة بالنهار لضمان عودتها إلى المنزل يوميا ومراقبة أحوالها، ويصل معدل الأجر اليومي ما بين 20 درهما و50 درهما يوميا بمعظم المناطق المغربية، حيث تقوم خلاله الخادمة بطهي وجبة الغذاء والتصبين وتنظيف المنزل ورعاية الأطفال والرضع إلى حين عودة الوالدين العاملين.

احذروا سماسرة الخادمات فقد زاد عددهم وضحاياهم تضاعفوا

    لم يكن الجيلالي، الذي رمى بابنته فاطمة القاصر إلى العمل في البيوت بالدار البيضاء، مقتنعا بمدى مشروعية ما فعل، فـ”الزنان على الأذنين” هو الذي جعله ينهار ويؤيد فكرة زوجته وأحد معارفه الذي أكد له أن ابنته ستعشق العيش بمنزل الأسرة التي ستشتغل عندها، وسيعم الخير على الجميع.. مرت الأيام ليكتشف الأب أن قريبه ليس سوى سمسار مهمته تشغيل الفتيات بالمنازل مقابل مبالغ مالية تتفاوت حسب القدرة المالية لكل أسرة مشغلة، وليقف على أن ابنته الطفلة البشوشة التي أبعدها عن مقعدها بمستوى الثالث ابتدائي، باتت تشحت الابتسامة كل ما عانقها أو حدثها عن حالها، فسارع الأب إلى إخراج ابنته من قفص العبودية وأعادها إلى بيتها والدموع تكاد لا تفارق وجنتيه من شدة ما اقترف من ذنوب في حق ابنته البريئة.

مثل فاطمة كثيرات أوقع بهن سماسرة وآباء أنساهم طمعهم في الحصول على المال مصلحة ومستقبل بناتهن، ذقن العذاب ومنهن من لا تزال أسرهن تقتات منه، ومنهن من جاءها الفرج متأخرا، لكن المذنبين وعلى رأسهم سماسرة الخادمات، لازالوا ينشطون داخل القرى والدواوير والمداشر والأحياء السكنية الهامشية، يجالسون الآباء دون الإفصاح عن هويتهم الحقيقية، ويقنعونهم بالتخلي عن بناتهم اللواتي يعشن – حسب قول أحد السماسرة – في الأوساخ والتعفن، وشغلهن كخادمات يخرجهن من جحورهن ليجعلهن فتيات عصريات مرغوبات للزواج من طرف أبناء البوادي والمدن ويظفرن بأزواج ينتشلوهن من الفقر.

بنات ضحايا انحراف الوالدين

    ليس الفقر وحده من اغتصب العديد من الفتيات في طفولتهن، وساقهن عن طريق سماسرة البشر للعمل خادمات في بيوت مغلقة يتجرعن داخلها مختلف أنواع العذاب والمرارة.

فخديجة التي رحلت قسرا إلى مدينة الدار البيضاء لخدمة أبناء انشغل عنهم والداهم في العمل وسنها لا يتجاوز السابعة، كشفت عن شجع والدها مدمن الخمور، الذي امتهن اللعب اليومي بـ”الكارطة” و”الضامة” رفقة أصدقاء الشر من أبناء قريته، وقد قالت: ما يهم أبي هو مبلغ 1000 درهم الذي يصله إلى منزله كل شهر.. فقد تمنى كم مرة لو كان إخوتي الثلاثة كلهم بنات ليضمن عن طريق تشغيلهم خادمات راتبا شهريا يلبي كل نزواته في القمار وشرب الخمر، ورغم ما قيل ويقال بشأن تشغيل الفتيات خادمات بيوت، فإن الكثير من الآباء يستبيحون لأنفسهم التصرف بمستقبل بناتهم وتسخيرهن في خدمات قذرة مقابل المال، وخصوصا بالعالم القروي.

أسر تشغل بناتها خادمات بالمدن المجاورة لها بعدما أبعدتهن عن المدارس بذريعة البعد أو الخوف من الانحراف أو ضعف الإمكانيات المالية.

قال الشيخ امبارك الذي لم يعد يقوى على المشي طويلا، إن لديه أربع هكتارات كان يزرعها سنويا فتدر عليه محصولا مهما يدعمه بين الفينة والأخرى بتربية المواشي، ليجمع مصروفا يكفي أسرته المكونة من زوجته وبنتيه، لكن مع توالي سنوات الجفاف، انتهت به الأقدار ليدفع ابنته الصغرى لتعمل كخادمة مقابل أجر زهيد توسط له أحد السماسرة، محجوبة ابنة امبارك لا يتجاوز سنها العاشرة، لم تلج المدرسة قط، قذف بها والدها لتعمل خادمة لدى أسرة بالبيضاء مقابل راتب شهري لا يتجاوز 500 درهم يستلمه الأب شهريا.

كما تحكي فاطمة الأرملة، التي دفعتها الحاجة إلى طرق أبواب السماسرة، حيث عملت لدى عدة أسر ميسورة كخادمة بأجور مختلفة أغلبها لا يلبي حاجتها وطفلها اليتيم (أربع سنوات) تسعى من أجل شق طريق له يقيه شر مد الأيادي، وقالت ونبرة الحزن تكاد تخنق أنفاسها: قاسيت الكثير في عملي، هناك العديد من الأسر الميسورة لا ترأف بنا نحن الخادمات، نعمل ما باستطاعتنا، لكننا نتحمل خطأ كل فرد من أفراد الأسرة، ننظف مكانا ما ليحل ابن أو زوجة ويلطخ المكان، فيوجه اللوم لنا، وقد يحاول الزوج أو أحد الأبناء العبث بنا، فنرفض، وربما نصرخ ونندد، فنكون نحن المتهمات وهم الأبرياء، وشخصيا كدت أذهب ضحية ابن منحرف أراد اغتصابي لولا شهادة أحد الجيران الذي أكد لوالديه أنه رآه مرارا وتكرارا وهو يغازلني وأنا أدفعه.

عاملات الضيعات والحقول.. “نينجات” تحت رحمة الإقطاعيين والمنحرفين 

    قد تستوقفك لوهلة تلك الفئة من النساء والفتيات المتخفيات تحت أغطية ونقب، حيث لا ترى سوى أعينهن السابحات هنا وهناك، ينتظرن من يدعوهن للعمل الفلاحي.. هذه الفئة المعروفة باسم “النينجا”، يعرضن كل صباح أنفسهن للشغل يوميا على طول مخارج عدة مدن وقرى، مرتديات ألبسة رديئة يواظبن على العمل الموسمي في الحقول والضيعات، يستيقظن يوميا عند الفجر، فيقمن بتنظيف منازلهن قبل أن يعددن فطور باقي أفراد الأسرة المنغمسين في سبات عميق، ويلتحقن بزميلاتهن في الحرفة، حيث يتوجهن قبل بزوغ أشعة الشمس إلى مكانهن المعتاد (موقف أو زقاق أو شارع..)، ينتظرن قدوم أصحاب الضيعات أو الحقول الراغبين في عاملات مياومات، حيث يتم التفاوض على الأجر اليومي وطريقة العمل ومكان وفترة العمل، قبل أن يتم نقلهن بطرق مهينة على شكل مجموعات، على متن سيارات “صطافيط” من الحجم الكبير، أو شاحنات أو عربات مجرورة بجرارات أو أحصنة… في اتجاه مكان العمل، بدون تأمين أو حماية صحية، ومنهن من قتلن أو أصبن بعاهات في حوادث سير، أو بسبب تهور واعتداء داخل أماكن الشغل أو في الطريق إليه.

يشتغلن تحت أشعة الشمس الحارقة أو السماء الماطرة دون كلل ولا ملل إلى غروب الشمس مقابل أجور زهيدة تتراوح ما بين 50 و100 درهم، يتجرعن يوميا الألفاظ السيئة والتحرش من طرف أصحاب الضيعات وأبنائهم، قد يصل إلى حد العنف الجسدي والاستغلال.

 تواظب “النينجا” على التنقل بعيدا عن أسرتها أملا في التمكن من تغطية مصاريف الأكل والشرب والكسوة والتعليم، لكن تلك الحرفة التي كانت تقتنصها من وراء أعين المارة والأهل والأقارب بارتدائها لباس “النينجا” الذي لا يبرز فيها سوى عينين براقتين ويدين خشنتين، لم تعد آمنة ولا ذات جدوى بعد أن تعددت الأسباب واختلفت باختلاف روادها.

فتلك الأم أو الزوجة أو الفتاة التي آمنت بقدسية وسمو “الشغل”، وأدركت أنه السلاح الوحيد لكسب رغيف حلال غير ملوث، والتي اعتبرت أن العمل في الحقول والضيعات خير من الكسل والبحث عن الأموال بطرق مشبوهة، وجدت نفسها أمام إكراهات لم تكن يوما تتوقعها، فبالإضافة إلى ما عرفته الفلاحة العصرية من تطور، بات يفرض العمل بآليات متطورة والاستغناء عن اليد العاملة بجنسيها اللطيف والخشن، تجد بعض العاملات معيقات أخرى تتمثل في الفساد الذي أدمن عليه بعض الإقطاعيين الذين يحاولون مرارا استغلالهن في علاقات غير شرعية، وفرضها ضمن شروط العمل داخل ضيعاتهم، وهو ما جعل العديد من النساء يرفضن الاستمرار في مزاولة هذا “الشغل”.

كما أن هذه الفئة التي تستعمل لباس “النينجا” لكي لا يتعرف عليهن عموم الناس، إما حفاظا على سرية عملهن أو لخجل بعضهن من جيرانهن وأقاربهن، وجدت داخل منازلهن أبناء وبناتا باتوا متذمرين من أعمالهن ومن طريقة لباسهن، ويطالبوهن بوقف العمل في هذا القطاع وبتلك الطريقة المهينة في نظرهم، كحال إحدى التلميذات التي تحصر مشكلتها في مهنة أمها “النينجا”، وقالت: أبي مياوم لا عمل قار له، وكثير المرض، وأمي تعمل في الحقول المجاورة للمدينة، في البداية كانت تغطي وجهها بمنديل (فولار) ولا تظهر سوى عينيها، وهي عادة تسلكها معظم العاملات لكي لا يتعرف المارة عليهن، لكن مع مرور الوقت، افتضح أمر أمي وأصبح الكل يعرفها، خصوصا بعد أن قل العمل وأصبحت وباقي النساء ينتظرن كثيرا في “الموقف” أملا في الحصول على عمل، فأصبحت مجبرة على مجالسة “نينجات” أخريات وضمنهن فتيات يتلفظن بكلام نابي يحفز الرجال على السعي وراءهن(..)، وتابعت بتوتر: في البداية، وبما أنني كنت أتابع دراستي بالمدرسة الابتدائية القريبة من منزلنا الصغير الذي ورثناه عن جدي من أمي، فقد كنت مرغمة على سماع كل ما يقال ويحاك في حق أمي الشريفة، وهي حكايات من وحي خيال أصحابها، لكن مع مرور الوقت، لم أعد أطيق الإهانات التي تقذف بها بعض زميلاتي عن سمعة أمي، وبعضهن ينادينني بـ”النينجا الصغيرة”، فصرخت في وجه أمي واستعطفتها من أجل البحث عن عمل آخر بعيدا عن الحقول، لكن لا شيء من هذا حدث، وجاء الفرج بعد أن حصلت على الشهادة الابتدائية وانتقلت للدراسة بثانوية تبعد كثيرا عن سكننا، ولا يوجد بها زملائي وزميلاتي في الدراسة سابقا، فتبدلت حياتي اليومية وأصبح لي زملاء يحترمونني، لكنني كنت مضطرة في عدة مرات إلى الكذب على بعضهم، خصوصا في العنوان ومهنة الأب، وأتجنب في الكثير من المرات الحديث عن الأسر والمستقبل والإمكانيات المالية لكي لا أجبر على الكذب كثيرا، مما قد يفضح أمري ويعيد علي جحيم الأمس القريب الذي لازال يلاحقني.

قرويات لازلن يعتمدن المنجل في الحصاد لكسب الرزق

    في مثلث جبلي غابوي بإقليم بن سليمان، وفوق أراضي زراعية تئن تحت رحمة الشمس الحارقة، تثير انتباهك مجموعة من النساء يحملن المناجل، يحصدن المحاصيل الزراعية بدلا من آلات الحصاد التي لا يمكنها ولوج تلك الأراضي المرتفعة والمسالك الوعرة، عاملات موسميات يتدفقن على جماعة بئر النصر، أفقر جماعة بجهة الدار البيضاء سطات، ينتظرن بلهفة وشوق حلول موسم الحصاد للتفرغ للعمل الشاق تاركات أمتعتهن وأطفالهن داخل أكواخهن ومنازلهن  الصفيحية المتواجدة بمناطق جد بعيدة، غير آبهات بقساوة الطبيعة وهزالة مدخولهن اليومي الذي يكلف عشر ساعات من العمل ويكلف بعضهن التنقل لمسافات طويلة راجلات أو مستعملات وسائلهن الخاصة من دواب أو مستغلين وسائل النقل التي يمتلكها أصحاب المحاصيل الزراعية، متزودات بالماء والخبز والشاي وما تيسر من كرم أصحاب الأرض، يقضين النهار في العمل والاستماع لأغاني ومواويل بعضهن، وحكايات عن مآسيهن.. فئة الحصادة ذكورا وإناثا لا تقتصر على منطقة بئر النصر بإقليم بن سليمان وامتدادها بإقليم الخميسات وخنيفرة وخريبكة، بل إنها مجموعات منتشرة بعدة مناطق قروية جنوب وشرق وغرب وشمال البلاد، تنتظر سنويا مزارعي الأراضي الجبلية لدعوتها إلى حصد محاصيلها مقابل أجور تزيد وتنخفض حسب العرض والطلب، بل إن بعض المزارعين أنفسهم يضطرون إلى وقف العمل بأراضيهم والخروج رفقة زوجاتهم وأبنائهم وبناتهم للعمل في مزارع وضيعات أخرى، لضمان مصروفهم اليومي، قبل العودة لإنهاء حصادهم و”دراسهم”.

مشاكل تعيق عاملات الحصاد وتحد من عطائهن

    لعل ما يعيق العاملات في مجال الزراعة البورية التقليدية على امتداد آلاف الهكتارات الجبلية الوعرة بالجماعة القروية بئر النصر، قلة الماء وانعدامه ببعض المناطق وكثرة الحرائق التي تلحق الغابات الكثيفة بالمنطقة، وهي غابات في معظمها غير محروسة، تشكل خطرا كبيرا على الساكنة بسبب الخنازير البرية التي تهاجم محاصيلهم الزراعية، وكذا تجار المخدرات الذين يعبرون المنطقة ولصوص المواشي الذين زاد عددهم في الأشهر الأخيرة، كما أن مجموعة من العاملات  في مجال الحصاد تعفنت أياديهن بسبب الجروح والقروح التي تصيبهن أثناء عملهن بالمنجل، ويصاب بعضهن بالضربات الشمسية (السالمة، مينانجيت)، إضافة إلى خطورة تعرضهن للسعات العقارب والأفاعي التي يتضاعف عددها وحجمها خلال فصل الصيف بالمنطقة، وفي ظل غياب مستوصف في المستوى يمكنهن من التداوي باستمرار، وفي غياب أدوية ضد هذه الأمراض الفتاكة وضد سموم الأفاعي والعقارب، وبعدهن عن المستوصف الصغير الذي يديره ممرض تخجل النساء من محادثته في أمور تعتبرها “حشومة وعيب”، ويعتبرها أزواجهن أحد الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى تطليقهن.. تبقى هذه الفئة من النساء عرضة لشتى الأمراض والهلاك، كما أن بعضهن تصاب بخيبة أمل نتيجة سلوكات المزارعين، الذين يفضلون تأدية أجرهن بالتقسيط لضمان استمرار عملهن، فيما يحاول بعضهم استغلالهن أو ابتزازهن بهدف الحصول على خدمات أخرى منهن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى