جهات

الدار البيضاء | شباب البرنوصي يطلقون مبادرة لتأسيس أسواق القرب

بدل احتلال الملك العمومي والصراع مع السلطة

الدار البيضاء. الأسبوع

    تعاني عمالة البرنوصي من ظاهرة الباعة المتجولين لعدة سنوات وظلت السلطات المحلية في معركة مع الباعة “والفراشة” في الطرقات والأزقة، في ظل شكاية أرباب المقاهي والمحلات التجارية والسكان بسبب الاحتلال الكبير للملك العمومي من قبل هؤلاء الباعة الذين يأتون من أحياء ومناطق أخرى، الشيء الذي يعتبره المتضررون اعتداء عليهم.

لهذا السبب، جاء تفكير بعض الشباب، بتنسيق مع سلطات العمالة بالبرنوصي، في إنشاء فضاءات القرب التجارية، لحل هذه المعضلة وتنظيم الباعة المتجولين في إطار مراكز منظمة تنهي ظاهرة احتلال الملك العمومي والفوضى التي كانت سائدة خلال السنوات الماضية خارج الإطار القانوني في الترامي على الطرقات والأرصفة، حيث تم إحداث مركز تجاري للقرب تحت اسم “الفضاء التجاري للقرب طارق” بعمالة البرنوصي، من خلال تأسيس تعاونية تجمع “الفراشة” والباعة المتجولين بهدف تنظيمهم في سوق منظم ومهيكل.

في هذا السياق، يقول الكاتب العام لتعاونية البرنوصي لتجارة القرب: “في الأول، قررنا تأسيس تعاونية منظمة لأجل بناء سوق للقرب بحي طارق، يجمع الباعة المتجولين والفراشة، عشت سنوات طويلة مع الفراشة وعانينا كثيرا، إذ نتعرض للطرد من الشارع.. نحن نعترف أنه احتلال للملك العمومي، إلا أننا كنا مضطرين لذلك، لكسب قوت العيش والهروب من البطالة، لهذا فكرنا في سوق للقرب يجمع جميع الباعة الذين لم يستفيدوا من سوق القرب الأول”، وأضاف: “تم تأسيس التعاونية في البداية وتسجيلها لدى السلطات للحصول على الوصل، ثم فتح باب التسجيل للباعة المتجولين القاطنين داخل تراب العمالة والذين تتوفر فيهم الشروط المعمول بها، وهناك باعة آخرين لم يستفيدوا لأنهم يقطنون في عمالة أخرى، وتم إحصاء المستفيدين بشكل شفاف دون محسوبية، ووفق الشروط التي حددتها السلطات المحلية، وقد تم تمويل المشروع بمساهمة كبيرة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بنسبة 70 في المائة، و30 في المائة من مساهمات المنخرطين بمبلغ 6 آلاف درهم لكل شخص، بحيث طلبنا أن نتمتع بالاستقلالية التامة، وألا تتدخل السلطات في تسجيل المستفيدين وتوزيع المحلات، وأن تقوم التعاونية بكل الترتيبات والتواصل مع المنخرطين”.

من جهته، قال مدير الفضاء التجاري بالبرنوصي، أن “الشباب عليهم أن يؤسسوا تعاونيات في إطار منظم لإقامة أسواق للقرب والابتعاد عن احتلال الملك العمومي، وتجنب الدخول في صراع مع السلطات التي تقوم بواجبها في تنظيم الشارع العام، فهناك شبان لديهم الكفاءة لكي يأخذوا مثل هذه التجربة الفريدة ويتم إنشاء مراكز للقرب مثل الفضاء التجاري طارق”، وأضاف: “هذه التجربة يمكن تعميمها في جماعات ترابية ومقاطعات أخرى بهدف تنظيم الباعة المتجولين وإتاحة الفرصة للشباب للانخراط في القطاع التجاري والتنظيم في إطار تعاونيات، مشيدا بالعمل الذي تقوم به تعاونية البرنوصي لتجارة القرب من أجل السهر على تسيير هذا الفضاء التجاري”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى