جهات

حديث العاصمة | المملكة المغربية تاج فوق رأس إفريقيا

بقلم: بوشعيب الإدريسي

    هكذا ميزها الله تعالى: مملكة شريفة بمثابة تاج على رأس القارة الإفريقية، يتلألأ بمحيط وبحر، به تعانق مثيلتها على الجسم الأوروبي مزهوة بتلاقي مملكتين على حدود أوروبية-إفريقية، تتقاسمان الأمجاد التاريخية والأصالة الإنسانية والحضارة التي تأسست منذ 8 قرون على التراب الأندلسي بأيادي إفريقية من المملكة المغربية.

هذا هو رأس القارة السمراء، الشامخ بتاريخه، وهو ليس كـ”الذيل” الذي يترنح كالمعتوه لإثارة الانتباه إلى موقعه أمام الأمواج العاتية الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود مشوه.. إنها طبيعة المنطقة المعزولة، فكان لابد لـ”الذيل” أن ينقب عن “مساخيط” أوطانهم ليحركهم في لعبة يظن أنها لاستفزاز وإغاظة “الرأس”، إما حسدا وإما ابتزازا، أو خدمة لأجندة مدفوعة الثمن من طرف الذين أوكلوا له مهمة اللعب القذر، لعله يثير الشفقة لدى المغفلين الذين يصفقون تحت الطلب مقابل الدفع المسبق.

وقدس الله روح مبدع المسيرة الخضراء، المغفور له الملك الحسن الثاني، عندما قال: ((إنها شجرة المغرب المباركة أصلها ثابت في إفريقيا وفروعها باسقة يجري فيها ماء دافق جديد وتنتعش زهورها بنسائم الحضارات)).

وفعلا، فالمغرب اليوم شجرة القارة الإفريقية، يناضل من أجل انتشالها من براثن العملاء والوكلاء المرتزقة لشغل “الرأس” بلعبة الكراكيز حتى يتفرغ لها، لكنه تجند لتخليص القارة من مصاصي خيراتها ومن مؤامراتهم الدنيئة للاستمرار في استعباد الشعوب الإفريقية ونسف ثرواتها وتهميش إنسانها.

هذا هو صراعنا مع الوكلاء، صراع من أجل الكرامة الإفريقية وهو حديث كل الرباطيين، حديث العاصمة السياسية في أيام يستعدون فيها للاحتفاء بعيد المسيرة الخضراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى