جهات

الرباط تتطلع إلى لقب إفريقي جديد في أفق 2025

بعد "عاصمة الثقافة الإفريقية"

الرباط. الأسبوع

 

    لا رقي بدون ثقافة ولا ثقافة بدون مثقفين متمكنين من أمانة إيصال العلم التي على عاتقهم، فبالعلم أوصلوا الرباط إلى أعلى الألقاب الوطنية والإفريقية والعربية ويناضلون اليوم وغدا لانتسابها إلى رائدات العواصم المتوسطية.

والكل يشهد بالتغيير الصارخ الذي التزمت به عاصمة المملكة طبقته والتزمت به بفضل المشروع الملكي وعلى جميع مرافقها، مما انعكس بالإيجاب على إنسانها الذي وظف التطور المكتسب ليحلق بمدينته على أجنحة الثقافة الهادفة الأقرب إلى الإنسان والمقبولة في الأذهان، والمسموعة في جل البلدان، التي انبهرت من شيوع أنشطة غيورين على رباط الفتح، مجاهدين لفصلها عن الجهل، مناضلين لجذب اهتمامات سكانها إلى الندوات والمحاضرات والمناقشات الأدبية والحقوقية والاقتصادية التي صارت ضمن الأجندة اليومية للمهتمين.

وهكذا توجت الرباط عاصمة للثقافة الوطنية والإفريقية والإسلامية، ولم يكن هذا التتويج إلا حافزا للانطلاق في شق معبر نحو الاقتصاد الذي هو خلية من الثقافة، فعند عبور قنطرة رباط الفتح غرب العاصمة، شيدت طرقات خصيصا لتربط الرباط بأعلى برج في إفريقيا على ضفة وادي أبي رقراق الذي كان له ميناء في القرن 19 هو الأول من نوعه على المحيط الأطلسي، المغربي والإفريقي، في ذلك الوقت.

وعمارة شاهقة بطوابق عدد الدول الإفريقية على ضفة ميناء سابق لتأمين التجارة بين المملكة والقارة الإفريقية وبعض الدول، لن تكون إلا للمساهمة في إحياء أمجاد هذه المنطقة التي كانت عاصمة اقتصادية قبل أن تسلمها إلى جارتها الدار البيضاء.. فهل تعود الرباط إلى الانشغال بما ضاع منذ قرن وهذه المرة كعاصمة اقتصاد للعالم الإفريقي؟

فمنذ سنة، مع انطلاق ورش بناء برج محمد السادس، راج في الصالونات الاقتصادية بأنه سيحتضن كبريات الشركات الإفريقية والأبناك، وفندق، ومكاتب، وإقامات، وبالتالي، سيتحول هذا البرج الشاهق إلى نبض الحياة الإفريقية من خلال أنشطة المؤسسات الاقتصادية الرائدة في القارة السمراء والتي بعضها عبرت عن رغبتها من الآن في طوابق لإدارة أعمالها، وكان قرب المطار الدولي الرباط سلا من هذا الصرح الاقتصادي المنتظر وربطهما بطريق سريع على مسافة 10 دقائق بينهما، حافزا لاستقطاب أهم الشركات في القارة لتحجز مكانها في هذا البرج وتكون على أبواب أوروبا والمشرق العربي.

فالرباط تهيأت وتجهزت بالفنادق الفخمة والنقل المريح والطرقات السريعة، وأيضا بالمدارس التجارية العليا الوطنية والإفريقية، والأحياء الجامعية، لتكوين الأطر اللازمة لقيادة الاقتصاد الإفريقي وتحلق به من مطار الرباط إلى مختلف اتجاهات المعمور، لينضاف إلى مدينتها لقب جديد: “الرباط عاصمة الاقتصاد الإفريقي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى