جهات

السياحة الداخلية مغيبة في جهة الرباط

الرباط. الأسبوع

    بعد أزمة “كورونا” وتداعياتها التي لم تنته بعد، اغتنم الرباطيون الوضع شبه المستقر وبطء انتشار الوباء، وفكروا في الترويح على أنفسهم وأبنائهم بعطلة خارج الرباط ولو لأيام معدودة حسب إمكانياتهم المتواضعة، للتخلص من الضغط النفسي الذي سكن دواخلهم منذ سنتين دون الحديث عن الإكراهات الأخرى..

وفي هذا السياق، نذكر بأن المشرع لم يلزم مجلسي الجماعة والعمالة بالتفكير في تنظيم وتهييئ ناخبيهما لقضاء عطلة استجمام كما هو معمول به في البلديات الأوروبية، ولكنه لم يمنعهما من ذلك، فراجعنا قانون الجهة رقم 14-111 المتعلق بالجهات، وفي فقرة الاختصاصات المشتركة، خُتمت المادة 91 بـ”إنعاش السياحة” كمرفق يمكن تنشيطه مع من يهمه الأمر، وهذا مدخل واسع لتتكفل الجهة بتنزيل وتحقيق وتسهيل تنقل وتجول وإقامة المنتسبين إلى جغرافيتها، وهي جغرافيا من 7 عمالات وأقاليم هي: الرباط، سلا، تمارة الصخيرات، الخميسات، القنيطرة، سيدي سليمان، وسيدي قاسم، مناطق طبيعتها خلابة وغنية بالشواطئ والغابات والبحيرات والعيون والهضاب والجبال، والصناعة التقليدية، والفلكلور، والتقاليد المحلية، والمهرجانات الشعبية، والفنون، والطبخ، والأزياء، والفلاحة… إلخ، إضافة إلى كرم أناسها وحسن استقبالهم ونبل أخلاقهم وتنوع مناخ جهتهم، فعندما يسجل الطقس 40 درجة في سيدي قاسم مثلا، تكون في الرباط 20 درجة وعلى كل الشريط الساحلي، وعندما تخنق الرطوبة في بعض المرات قاطني الساحل، يُنصحون بقضاء أيام في منطقة جافة كسيدي قاسم وسيدي سليمان، أو غابات المعمورة بإقليم الخميسات، وبما أن الجهة موكول إليها “إنعاش السياحة في أقاليمها وعمالاتها”، كان عليها “إيقاظ” المندوبية الجهوية والمندوبيات الإقليمية لوزارة السياحة والمكتب الوطني للسياحة، لإنعاش “شغلهم” الذي يحتضر بين أيديهم ليتكلف مجلس الجهة بمراسيم دفنه.

فلو طبق هذا المجلس ما جاء في المادة 91 و”جبد” آذان المسؤولين عن السياحة في منطقته، لما “انتحرت” السياحة الداخلية احتجاجا على إهمالها وسوء “إنعاشها”، لذلك، على الجهة القيام بمهامها في “الإنعاش” لإنقاذ 3 ملايين “جهويين” ينتمون إلى مناطق تابعة للعاصمة لم يوفر لهم المنتخبون “يا حسرة” ظروف التمتع بالراحة والاستجمام داخل جهتهم، بل إنهم – مع الأسف – يتعاملون مع السياحة وكأنها مصنوعة للخارج، فعليها تنفق الملايير من أموال الشعب للدعاية وتبليغ الدعوة الملحة في شكل “ضيافة” للأجانب، بينما يهمل المحليون في بلدهم للتمتع بخيراته، وكان على الحكومة استبدال اسم وزارة السياحة بـ”وزارة السياحة للأجانب” وحذف “إنعاش السياحة” من اختصاصات الجهة واستبدالها بـ”الإنعاش المهمش”.

فنحن ندافع عن أقاليم جهتنا المهمشة والمنسية لعل مجلس الجهة يهتم بها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى