تحليلات أسبوعية

ملف الأسبوع | المحاولات الجزائرية لإفساد العلاقة بين المغرب وروسيا

تطورات قضية الصحراء في قصر المرادية

على سبيل المزح، يعرف شهر أبريل بأنه شهر الكذب، حتى أصبح الكل يقول على أي مستجد أنه كذبة أبريل، وقد ظل الأمر كذلك حتى في المغرب، رغم أن الـ 20 من هذا الشهر عادة ما يكون شاهدا على عرض القضية الوطنية الأولى على أنظار مجلس الأمن، ورغم ذلك، فإننا تعودنا أن تكون جلسات مجلس الأمن مثل سابقاتها، شكلية وروتينية يكتفي خلالها المبعوث الأممي للصحراء بقراءة تقرير حول نشاطاته، ويتحدث فيها رئيس البعثة الأممية هناك عن الأوضاع على الأرض، ثم لا يأخذ بعدها المجتمعون أي قرار حاسم وقاطع في الموضوع.

 

أعد الملف: سعد الحمري

 

    لقد أصبح شهر أبريل بالنسبة للمغرب شهر الحزم والجد منذ سنة 2013، عندما قدمت واشنطن مقترحا يقضي بتوسيع مهام بعثة “المينورسو” لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء، وهو الأمر الذي أغضب المغرب، ورغم تراجع الولايات المتحدة الأمريكية عن اقتراحها، إلا أن الأمر استمر سنوات بعد ذلك حتى أصبح كلما حل هذا الشهر إلا وتُحبس أنفاس المغاربة في انتظار قرار مجلس الأمن، وأصبحت تحاك المناورات من كل جانب ضد المغرب، وهو ما عبر عنه الملك محمد السادس في خطابه في القمة المغربية الخليجية التي افتتحت يوم الأربعاء 20 أبريل 2016 بالعاصمة السعودية الرياض، عندما قال: ((ومع التمادي في المؤامرات، أصبح شهر أبريل الذي يصادف اجتماعات مجلس الأمن حول قضية الصحراء، فزاعة ترفع أمام المغرب، وأداة لمحاولة الضغط عليه أحيانا، ولابتزازه أحيانا أخرى)).

وهكذا، حاول المغرب حل هذا الإشكال بتنويع شركائه الاقتصاديين والسياسيين وأهمهم الصين وروسيا، حيث قال الملك محمد السادس في نفس الخطاب: ((ومن جهته، فالمغرب رغم حرصه على الحفاظ على علاقاته الاستراتيجية مع حلفائه، قد توجه في الأشهر الأخيرة نحو تنويع شراكاته، سواء على المستوى السياسي أو الاستراتيجي أو الاقتصادي، وفي هذا الإطار تندرج زيارتنا الناجحة إلى روسيا، خلال الشهر الماضي، والتي تميزت بالارتقاء بعلاقاتنا إلى شراكة استراتيجية معمقة، والتوقيع على اتفاقيات مهيكلة، في العديد من المجالات الحيوية، كما نتوجه لإطلاق شراكات استراتيجية مع كل من الهند وجمهورية الصين الشعبية، التي سنقوم قريبا، إن شاء الله، بزيارة رسمية إليها)).

لقد ضمن تنويع الشركاء للمغرب توازن القوى، وأثر ذلك على ملف الصحراء، واستمر الأمر كذلك إلى أن قامت الولايات المتحدة الأمريكية بالاعتراف بمغربية الصحراء، وبخصوص الشركاء الاقتصاديين الجدد للمغرب، فقد كانت الصين وما زالت محايدة في ملف الصحراء المغربية، في حين أنه رغم التقارب المغربي الروسي على المستوى الاقتصادي منذ سنة 2014 والزيارة الملكية إلى موسكو سنة 2016، ظل الموقف الروسي قريبا من الجزائر، إلى أن امتنعت روسيا عن التصويت في جلسة مجلس الأمن الأخير حول تمديد بعثة مهمة “المينورسو” في الصحراء المغربية.

غير أن تحولا وقع مؤخرا، وهو الحرب الروسية الأوكرانية التي من شأنها أن تغير العديد من المواقف، وقد بدأت ملامح ذلك تظهر من خلال صراع خفي بين المغرب والجزائر من أجل كسب ود روسيا.. فكيف سيكون الموقف الروسي من قضية الصحراء المغربية بعد هذه المستجدات؟

بلينكن رفقة بوريطة

هكذا انقلب الموقف السوفياتي من الحياد إلى دعم البوليساريو رغم توقيع المغرب اتفاقية اقتصادية وصفت بـ”صفقة القرن”

    نود تقديم لمحة تاريخية عن تحول الموقف في الاتحاد السوفياتي بخصوص قضية الصحراء خلال المرحلة الممتدة ما بين سنة 1977 و1982.. فقد كان الوضع مشابها لليوم، إذ بعد اندلاع قضية الصحراء مباشرة، ظل الاتحاد السوفياتي محايدا في هذا الملف، وكانت تربطه بالمغرب علاقات اقتصادية قوية كما اليوم، واستمر الأمر على ما هو عليه إلى سنة 1978، عندما بدأ الحديث عن سعي البلدين إلى توقيع اتفاقية اقتصادية كبيرة، وفي خضم المفاوضات المغربية السوفياتية، صدر بيان جزائري سوفياتي دعا إلى حق تقرير المصير لحل الخلافات في شمال إفريقيا، حيث كان من شأن هذا المستجد أن يعكر صفو العلاقات بين البلدين، ولأجل ذلك، خص الملك الحسن الثاني، يوم 20 يناير من نفس السنة، جريدة “النهار” اللبنانية، بحديث صحفي وحاوره مبعوثها الصحفي جلال كشك، ومن الأسئلة التي طرحت على العاهل المغربي العلاقات المغربية السوفياتية، وبخصوصها أكد الحسن الثاني أنه ((بعد البيان السوفياتي الجزائري الذي أشار إلى حق تقرير المصير لحل الخلافات في شمال إفريقيا، فإن المغرب لا يعلق أهمية كبيرة على هذا الأمر))، وأوضح أن ((السوفيات هم أسرى قاموسهم السياسي، فهناك مفردات يحرم حتى على الزعيم السوفياتي أن يستخدمها ومفردات أخرى يجب استخدامها ومفردات أخرى يجب استخدامها في كل مناسبة ومنها تقرير المصير، الذي يعتبر عند الروس كالبسملة عند المسلمين))، يضيف العاهل المغربي.

وتابع الملك الحسن الثاني حديثه بالتأكيد أن ((المغرب يهتم بحق تقرير مصير الفلسطينيين، ولكن لا يسمح لهذه الشكليات أن تغير سياسته، لأن علاقته مع الاتحاد السوفياتي جيدة)) وأشار إلى أن ((المغرب سيبرم معهم قريبا اتفاقية القرن في مجال الفوسفاط، وذلك لمدة ثلاثين سنة يستورد بمقتضاها الاتحاد السوفياتي عشرة ملايين طن من الفوسفاط سنويا)).

وبعد توقيع الاتفاقية المغربية السوفياتية في مجال الفوسفاط والصيد البحري، خص الملك الحسن الثاني وليد أبو ظهر، المدير العام لمجلة “الوطن العربي” التي كانت تصدر في باريس، يوم 19 شتنبر 1978، بحديث صحفي، طرح عليه المحاور السؤال التالي: “ما هي طبيعة العلاقة القائمة حاليا بين المغرب والاتحاد السوفياتي في ضوء اتفاق الاستثمار المشترك للفوسفاط والصيد البحري الذي وصف بأنه “اتفاق العصر”؟ و”هل يمكن أن يؤدي هذا الاتفاق إلى تطور يطرح احتمال تنويع مصادر التسليح المغربي في حالة تعذر الحصول على الأسلحة من المصادر الغربية؟”، فأجابه الملك بأن ((العلاقات المغربية السوفياتية كانت دائما طيبة جدا جدا))، وعلل جوابه بالحفاوة التي تم الاحتفال بها بمناسبة مرور عشرين سنة على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين موسكو والرباط، وتابع الملك تصريحه بالقول: ((إن الاتفاق الاقتصادي بخصوص الفوسفاط لم يكن إلا تتويجا لعمل عميق جدا ومثمر وصريح بين الجانبين)) وأضاف أن ((موسكو تعرف أنه ليس في إمكان النظام المغربي أن يصبح يوما ما شيوعيا)).

وختم الملك الحسن الثاني جوابه عن هذا السؤال بالقول: ((نحن نعتقد شخصيا أنه لا بد من تنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية بيننا وبين الاتحاد السوفياتي دون أن يتنازل أي من الطرفين عما يؤمن به من معتقدات وما يعتنقه من مذاهب، أما فيما يخص التسلح، فلم تمنع روسيا قط عنا السلاح أبدا، فهي كانت وما زالت على استعداد في المستقبل لتزويدنا بأي نوع من الأسلحة، فالمسألة متعلقة بطلبنا نحن)).

لكن علاقات الود بين المغرب والاتحاد السوفياتي لم تستمر طويلا، فرغم قوة العلاقات الاقتصادية بين البلدين، إلا أن الوضع انقلب رأسا على عقب في سنة 1980، وذلك عندما أيد الاتحاد السوفياتي بقوة توصية في الأمم المتحدة تساند جبهة البوليساريو، وتميزت المرحلة بتزايد الدعم للبوليساريو بعد نشاط كثيف قامت به الجزائر، وعلاقة بهذا التحول، خص الملك الراحل يوم 27 يناير من نفس السنة، مبعوث الأسبوعية الفرنسية “لوفيغارو ماغزين” بحديث صحفي، وطرح عليه السؤال التالي: “موقف الاتحاد السوفياتي في الأمم المتحدة وهو يساند بقوة توصية لفائدة الصحراويين، يعتبر على أي حال أمرا مدهشا، فالاتحاد السوفياتي ظل إلى ذلك الحين ملتزما بالحياد في هذه القضية، بل والأكثر من ذلك، يحتفظ بعلاقة طيبة معكم.. ما قولكم؟”، فكان جواب الملك واضحا وصريحا، حيث قال: ((صحيح، كان بالإمكان أن أفاجأ بهذا الموقف السوفياتي الجديد، كان بالإمكان أن أفاجأ وأن يساورني القلق إذا ما اعتبرنا – كما تقولون – أن الحياد السوفياتي كان دائما بيننا وبين الجزائر حيادا لا هوادة فيه، ولكن على ماذا يدل هذا إن لم يدل على أن الأمور هنا وهناك سائرة في طريق التغير، وأنا مقتنع تماما منذ ذلك الحين، أن ملف الصحراء كما كنت دائما أعتقد في خلدي، يوجد بموسكو وليس بالجزائر، علما أن مساندة الاتحاد السوفياتي لهذه التوصية جاءت بعد مقابلة بين مسؤولين من البلدين في موضوع الصحراء، ألا ترون الصلة بين هذين الحدثين؟ إنني أعتقد أننا لسنا في نهاية المطاف والاستغراب بخصوص هذه المسألة)).

بلينكن رفقة لعمامرة

نشاط جزائري روسي مكثف.. هل تكون له انعكاسات على يوم 20 أبريل؟

    حدثت مؤخرا مستجدات مهمة، سواء على المستوى الدولي، أو بشأن ملف الصحراء المغربية.. فبخصوص ملف الصحراء، أصبح المغرب أقوى من أي وقت مضى، بعد التطورات الأخيرة، بداية من إعلان الولايات المتحدة الأمريكية بشكل رسمي عن اعترافها بسيادة المغرب على كافة صحرائه، مرورا بدعم ألمانيا لمبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب، بعدما كانت أول من عارض القرار الأمريكي، ودعت لعقد جلسة لمجلس الأمن، أما التحول الذي اعتبر مهما لدرجة كبيرة، فهو موقف الجارة الشمالية للمملكة، على اعتبارها القوة الاستعمارية السابقة، فبعد أزمة دامت سنة كاملة، أعلنت إسبانيا أخيرا عن دعمها لمبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب كحل نهائي لنزاع الصحراء المفتعل، وهو ما شكل صدمة كبيرة للجزائر وجبهة البوليساريو.. فقد أعلنت هذه الأخيرة عن قطع علاقاتها مع إسبانيا، في حين حاولت الجزائر تقليد المغرب في تدبير الأزمة مع إسبانيا، عندما استدعت سفيرها من أجل التشاور وبدأت تلوح بقطع علاقاتها مع المملكة الإيبيرية.

وعلى الصعيد الدولي، تعتبر الأزمة الروسية الأوكرانية أهم قضية تشغل الرأي العام الدولي، لعدة اعتبارات استراتيجية، غير أنه لوحظ أن هناك ارتباطا وثيقا بين الحرب الروسية الأوكرانية وقضية الصحراء المغربية.. فبقدر ما تحولت روسيا وأوكرانيا إلى محط أنظار العالم، قابلتها حركة دبلوماسية نشيطة قادتها كل من أمريكا وروسيا في البلدين المعنيين بقضية الصحراء: المغرب والجزائر، بدء من زيارة نائبة وزير الخارجية الأمريكية وزيارة وزير الخارجية الأمريكي للمنطقة، والتي تلاها إعلان إسبانيا عن تأييدها لمبادرة الحكم الذاتي.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فبالتزامن مع النشاط الأمريكي الملحوظ في كل من المغرب والجزائر، بادرت روسيا للقيام بنشاط مكثف في الجزائر قبيل زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى المغرب والجزائر، وقد زار الجارة الشرقية وفد عسكري روسي رفيع المستوى بقيادة مدير المصلحة الفيدرالية للتعاون العسكري والتقني، ديمتري شوقاييف، ما بين 22 و25 مارس الماضي، أي قبيل أيام فقط من زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن للبلد الشمال إفريقي، واستقبلهم قائد أركان الجيش الجزائري، الفريق السعيد شنقريحة، وقال بيان لوزارة الدفاع الجزائرية: ((إن اللقاء جرى بحضور ضباط ألوية وعمداء من أركان الجيش الوطني الشعبي ووزارة الدفاع الوطني، وسفير روسيا بالجزائر، وكذلك أعضاء الوفد الروسي)).

لقد دفع هذا الأمر مراقبين ومتتبعين للأحداث، للتساؤل عن طبيعة زيارة الوفد الروسي للجزائر، هل كانت زيارة عادية أم استثنائية؟ لتؤكد وزارة الدفاع الجزائرية أن ((زيارة الوفد الروسي التي دامت 4 أيام هي زيارة عادية ومبرمجة، لحضور أشغال الاجتماع العادي للجنة الحكومية المشتركة الجزائرية الروسية، المكلفة بالتعاون العسكري والتقني))، ولفتت إلى أن ((مباحثات الطرفين تناولت حالة التعاون العسكري بين البلدين، كما تبادلنا التحاليل ووجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك)).

وعندما حل وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن بالجزائر، كان يعلم علم اليقين أن زيارة الوفد الروسي للجزائر بالتزامن مع زيارته ليست عادية ومبرمجة كما روجت لها وزارة الدفاع الجزائرية، ورغم أن المسؤول الأمريكي البارز انتقى كلماته ومواضيعه بعناية بالجزائر، حيث حاول أن يتجنب الخوض في موضوع دعم بلاده لمغربية الصحراء ومبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب، مكتفيا بالقول إن بلاده تساند جهود المبعوث الأممي للصحراء، غير أنه وجد في المقابل أنه من المناسب أن يشدد أمام مضيفيه الجزائريين، على أن الصراع في أوكرانيا يجب أن يدفع جميع الدول إلى إعادة تقييم العلاقات مع روسيا، والتعبير بقوة عن دعمها لوحدة أراضي الدول الأخرى، مشيرا إلى أنه يعلم أن هذا شيء يشعر به الجزائريون بقوة، قبل أن يضيف أن هناك أوقاتا تظهر فيها قضية واحدة واضحة للغاية، إما أسود أو أبيض، ومن المهم الوقوف إلى جانب الضحية والوقوف مع المبادئ التي تم انتهاكها أيضا، ولم يكن بلينكن ساهيا أو غافلا بالطبع عما يمكن أن يعنيه مثل ذلك التصريح لبلد كالجزائر تربطه علاقات قديمة ووثيقة بموسكو.

يبدو أن دعوة وزير الخارجية وقبله نائبته التي زارت الجزائر في بداية شهر مارس المنصرم، لم تجد صدى لدى الجزائريين الذين مضوا في توطيد علاقاتهم مع الروس.. فقد كانت البداية بتجاهل دعوة نائبة وزير الخارجية الأمريكية إلى إعادة تشغيل خط أنابيب الغاز المغاربي من أجل تمويل السوق الأوروبية بالمادة الحيوية وتخفيف التبعية الطاقية لموسكو، ثم تجاهل المسؤولين الجزائريين دعوة وزير الخارجية الأمريكي، عندما مضوا في توطيد علاقاتهم العسكرية مع روسيا.. فقد قام وزير الخارجية الجزائري رمطان العمامرة بزيارة إلى موسكو بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي بأيام قليلة للجزائر، وأعلن بعدها وزير الخارجية الروسي عن رغبته في القدوم إلى الجزائر، وخلال الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية الجزائري، أعلنت المنطقة العسكرية الجنوبية الروسية عن تنظيم مناورات مشتركة لمكافحة الإرهاب للقوات البرية الروسية والجزائرية في خريف هذه السنة، وأشار بيان أذاعته وكالة “تاس” الروسية إلى “انعقاد المؤتمر التخطيطي الأول في مدينة فلاديقوقاز الروسية للإعداد لمناورات القوات البرية الروسية الجزائرية المشتركة لمكافحة الإرهاب، والتي من المقرر إجراؤها في شهر نونبر من هذا العام في قاعدة حماقير في الجمهورية الجزائرية”.

جدير بالذكر، أن الإعلان عن هذه المناورات جاء بالتزامن مع المناورات العسكرية المغربية الفرنسية في منطقة الراشيدية جنوب شرقي المملكة، والتي دامت 25 يوما من فاتح مارس إلى الـ 25 منه، وذلك بعد إعلان المملكة عن إحداث منطقة عسكرية شرقية.

يظهر أن التقارب الروسي الجزائري الذي توطد بقوة هذه الأيام، بدأت تظهر بعض انعكاساته مؤخرا، وذلك عندما عبر السفير الروسي في الجزائر، إيغور بيليايف، عن استغرابه مما اعتبره “التغير المفاجئ” في موقف إسبانيا من قضية الصحراء المغربية، بعد الخطوة التي اتخذتها حكومة بيدرو سانشيز والقاضية بالاعتراف بالحكم الذاتي، وأشار الدبلوماسي الروسي، في حوار أجرته معه قناة “النهار” الجزائرية المقربة من النظام الجزائري، إلى أن إسبانيا تاريخيا تتحمل مسؤولية خاصة تجاه “شعب الصحراء”، باعتبارها كانت تستعمر المنطقة، مبرزا أن “الحكومة الإسبانية كانت تؤيد حق الشعب الصحراوي”، واعتبر المسؤول الروسي أن إسبانيا تتعرض لضغوط من جهات (لم يسمها) من أجل تعديل موقفها من قضية الصحراء المغربية.

ولا يبدو أن الحرب الأوكرانية ستشغل روسيا عن الاهتمام ببعض المناطق التي وسعت نفوذها مؤخرا فيها ومنها إفريقيا، ذلك أن توطيد العلاقات بين البلدين في هذه الفترة بالذات، يعني أن روسيا ماضية في الحفاظ على مصالحها في شمال إفريقيا.. فهل يعني ذلك معاكسة موسكو لواشنطن في ملف قضية الصحراء المغربية؟ وتبني موقف معادي لمصالح المملكة في الـ 20 من أبريل القادم؟

قام المغرب بمبادرتين تحسبان في مصلحة روسيا، وذلك عندما لم يحضر جلسة مجلس الأمن في مناسبتين للتصويت على مشروعي قرارين ضد روسيا، بينما الجزائر ساندت روسيا بقوة في المحطتين.. فهل تكون المبادرتان كافيتان لضمان حياد روسيا، أم أننا سنشهد مفاجئات غير متوقعة ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى