جهات

حديث العاصمة | أي اهتمام لطلبة الرباط من الجماعة ؟

بقلم: بوشعيب الإدريسي

    عشرات المدارس العليا والمعاهد والكليات بآلاف الطلبة، تتموقع في مختلف مقاطعات عاصمة الثقافة، أغلبها تتمركز في مدينة العرفان بحي أكدال.. فهل من رابط يربط الطلبة بجماعة مدينتهم ومقاطعاتها ؟

ففي الماضي، كان هذا الرابط متينا بين البلدية وطلاب الجامعة، إذ كانت تخصص لهم مناصب مؤقتة طيلة عطلة الصيف مقابل تعويضات مالية يستعينون بها لسد نفقات متنوعة من جهة، والتعرف والاطلاع على مهام المنتخبين والإكراهات التي تواجههم من جهة ثانية، وكانت تستقبل في مكاتبها الباحثين منهم في شؤون واختصاصات الجماعة، وتمدهم بالإحصائيات والقرارات اللازمة للوصول إلى مبتغاهم، ولم يقتصر الأمر على “هذا الرابط”، بل تعداه إلى إشراك الطلبة في مختلف تظاهرات مدينتهم، الفنية والثقافية، وقد نظمت بالحي الجامعي السويسي 1، استقبالا وحفل عشاء على شرف وفد رسمي من بلدية إشبيلية عاصمة إقليم الأندلس، المشارك في مراسيم توأمة العاصمتين، وقدمت فرقة “الفلامينكو” عروضا موسيقية داخل الحرم الجامعي.

وبمناسبة تآخي العاصمة الليبية مع أختها الرباط في طرابلس، شارك طلبة من ثانوية مولاي يوسف، مؤطرين بأساتذتهم، وفي عاصمة المملكة الأردنية عمان، وأثناء التوقيع على اتفاقية التآخي معها، نظمت زيارة للوفد الرباطي إلى مقر الجامعة، كان ولا يزال مدينة تتمتع بمقومات حاضرة علمية بأحيائها التجارية ومكتباتها المعفية بضائعها من الرسوم والضرائب، لخدمة الطلبة، لكن مع الأسف، “هذا الرابط” بين الجماعة والطلبة تم إقباره ودفنه، لفتح المجال لبدع جديدة يستفيد منها بعض المنتخبين.

فأي اهتمام توليه جماعة العاصمة ومقاطعاتها لأبنائها طلاب العلم ؟

فقد كانت البلدية – على سبيل المثال – تتدخل ماديا لتخفيض تعريفة بطاقة التنقل عبر حافلات النقل العمومي الخاصة بأبنائها، وتدعم الجمعيات الطلابية لتنظيم “خرجات” ورحلات دراسية.

وما يصرف على الريع والمحسوبية من قبل هذه المجالس، يفوق مائة مرة ما كان يتمتع به الطلاب في الماضي، لذلك، فلن تكتمل قواعد العاصمة الثقافية إلا إذا عاد الاعتبار إلى طلابها وأساتذتها.    

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى