جهات

الرباط | أيها المنتخبون.. “الفالطة بالكبوط”

    نحن الناخبون في العاصمة، استجبنا لنداء الأحزاب، فصوتنا بكثافة غير مسبوقة على مرشحيها وبرامجها، فعاقبنا عقابا تاريخيا تلك التي غدرت بنا وتنكرت لوعودها وأخلت بالتزاماتها تجاهنا، واخترنا طواعية وبدون حسابات حزبية: 3 أحزاب منها “المنبوذ” من الحزب الأغلبي السابق، ورددنا له اعتباره بانتصار لم يكن يحلم به، فأهدينا له 50 مقعدا في المقاطعات الخمس، وعززناه بحزبين معارضين يتقاسمان ما تبقى من مقاعد بحوالي نفس العدد المحصل عليه من طرف الحزب القائد للعاصمة، وبهذه الصفة، يكون المسؤول الأول عن كل مشاكلنا التي تراكمت كالجبال، ومنها ما هو اجتماعي واقتصادي وتنموي، وما هو إداري محلي، ومالي جماعي من المالية بخصوص “الكنانيش” وأقلام الرصاص والرسوم الجبائية، وضرائب الأزبال التي تلتهم مداخيلها نفقات تعويضات عن الأوساخ و”الأشغال الشاقة”، وأكبر مورد مالي جماعي هو عن رسم المهن ومبلغه حوالي 20 مليارا، يضيف إليه المجلس 5 مليارات يقدمها إلى شركة مكلفة بالنفايات، في حين تشكل الأزبال في عواصم عالمية، ثروة لا تقدر بثمن، بإعادة تكريرها وتصنيعها لدعم الاقتصاد، بينما نحن نقدمها للمحظوظين بالمجان، ونزيد عليها 25 مليارا.. قمة الغباء بدون شك.

ومنتخبونا غارقون في وزيعة المناصب ومداخيل الضرائب واقتسام المكاتب الوثيرة وسيارات “جابها الله” والتلفونات آخر طراز، والبحث عن عضوية ولو حتى في مجلس إداري لـ”خيرية” أو مركز للمسنين، لضمان تعويض مما يمنح للمقهورين واليتامى والبؤساء لسد رمق جوعهم، فهذه الأمور وإن كانت تافهة، فإنها كونت تافهين يطمعون في مال اليتيم والمسكين وابن السبيل والمحروم من كل شيء، ولو بعضة في المنح المخصصة لهم، في حين أن أعضاء المجالس الإدارية لهذا الصنف من المؤسسات الاجتماعية، كانوا هم الذين يبحثون عن الموارد ويتبرعون من أموالهم لصالح المحتاجين، وكان من بينهم المحسنون مثل الحاج محمد حكم وعباس القباج وعبد الحكيم كديرة والحاج علال كراكشو والحاج المومني تغمدهم الله برحمته.

إننا فعلا نأسف لهذا الريع الجديد الذي توغل في منتخبينا حتى حجب عنهم كل مشاكلنا.. فهل تصل الرسالة إلى الحاليين لإشعارهم بنهاية عهد الريع واللامبالاة بشؤون العاصمة، وبداية العمل بشعار: “الفالطة بالكبوط” كما يقول الرباطيون ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى