جهات

الرباط | فوضى الطوبيسات والتاكسيات تفضح المكلفين بتدبير القطاع

        إلى أين يسير قطاع النقل الحضري في العاصمة؟ هذا القطاع الحيوي الذي ترتكز عليه الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، والتربوية، يوجد في وضعية العشوائية والفوضوية والتقهقر في الخدمات التي يقدمها للمواطنين.

وها هي الطوبيسات أمامكم عبارة عن خردة من القصدير المتحرك الذي تعلوه الأوساخ وتحيط به الأعطاب، ويشتغل بدون ضوابط تليق بمدينة هي عاصمة المملكة، مواقف بدائية وبدون أدنى خدمة للركاب، الشمس الحارقة تحرقهم والأمطار تعذبهم، وداخل الطوبيسات وكأنكم في عربات بدوية تربط دواوير قرية، فلا مقاعد مخصصة للنساء الحوامل والعجزة والمعاقين، ولا أزرار لطلب الوقوف للنزول ولا حتى إعلانات صوتية تخبر بالمحطات، ناهيكم عن غياب “مقبضات” الأمان للركاب الواقفين والتي تعد ضرورية خصوصا عند الفرملة، فأما خريطة الشبكة الطرقية، فهي غير مدروسة ويغلب عليها طابع الربح على حساب عزلة أحياء ومرافق إدارية واجتماعية.

أما التاكسيات، فلا تزال خدماتها غير مقننة ولا منظمة ومع الأسف لا تليق بعاصمة حقوق الإنسان، فهذه التاكسيات الكبيرة، تكدس الركاب وكأنهم بضائع، 3 ركاب في المقعد الأمامي و4 ركاب في المقعد الخلفي في سيارات جلها بدأت الخدمة في سنة 1980، وتجازف وتخاطر بأرواح الركاب دون التطرق لراحتهم وكيف يقضون سعير جحيم أثناء تنقلهم، فيتساوى في ذلك المرأة الحامل والعجوز والطفل والمعاق. تاكسيات بدون محطات ومواقفها هي أبواب عمارات السكان وممرات الراجلين والطريق العام.

وفي مدينة طنجة أخيرا تم تنظيم هذه التاكسيات بالتخلي كليا عن الأسطول القديم المتهالك، والشروع في استخدام تاكسيات تتسع لـ 7 مقاعد من صنع وطني، وتدخلت أبناك وشركات لإنجاح المشروع وتأطير العاملين في النقل الحضري. أما التاكسيات الصغيرة عندنا في الرباط، لم تبعث عليها “الحضارة” بعد، ولم يزعزعا أناقة الطرامواي ولم تتمكن بعد حتى من إحداث محطات خاصة بها ومجهزة على الأقل بما “يستر” الناس من الشمس والأمطار، ثم كيف يعقل أن تلزم بعض التاكسيات ركابها لقبول زبناء أثناء الطريق دون مراعاة لما يمكن أن يحدث خصوصا إذا كانت الراكبة زوجة محافظة، وطالب الركوب رجل.

هذه المصائب والتي لا وجود لها حتى في القرى النائية اجتمعت كلها في عاصمة المملكة يا حسرة، وفيها قسم مكلف بالسهر والتدبير المعقلن للنقل الحضري، فإن كان هذا صحيح، فما سر كل هذه الفوضى الضاربة أطنابها؟ وهل هذا القسم عاجز عن ضبط ما هو مكلف به أم هو مشجع ومتواطئ لإغراق هذه الخدمات الاجتماعية فيما آلت إليه؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى