الرأي

كرونيك | إنتباه: نكون أو لا نكون.. محامون في قضية الريف “يهدرون” دم المغرب في الأمم المتحدة

          بقلم: سعيد الريحاني

       نجح الفيس بوك، في ترهيب عدد مهم من المواطنين مما يجري في الحسيمة، بل إن ضحايا “الدعاية القصوى”، أصبحوا يتحدثون عن ضرورة تعيين لجان للوساطة بين الملك والشعب، وبين الشعب والشعب..، بعد أن أصبحت الموضة السياسية هي الحوار خارج المؤسسات.. لذلك لا غرابة أن تسمع المتشائمين والإنقلابيين يتحدثون عن “حكومة المنفى” أو”المعارضة الوطنية في الخارج” أو”مجلس دعم الحراك”، أو يطالبون بتدخل الأمم المتحدة، وربما سيطالبون غدا بتدخل حلف الناتو.. وهذه الفئة الأخيرة أصبحت مقتنعة، أن سقوط النظام مسألة وقت فقط.

      إطمئنوا، لا داعي لهذا التضامن الزائف، والخائف.. لا شيء سيحدث في المغرب، فهناك ما يكفي من العقلاء لإخراج الشوكة من اللحم دون دم، وهناك ما يفي من المجانين لتحويل الشوارع إلى بركة دم، وهناك ما يكفي من الإنتهازيين لبيع الوطن بكامله، وهناك ما يكفي من المتطرفين لتأسيس جماعات متطرفة أخطر من داعش وبوكو حرام.. وهناك ما يكفي من التعقل لكي يصدر الملك قراره بالعفو عن الجميع، وهناك ما يكفي من الحزم لكي يذهب الجميع إلى السجن.. هناك ما يكفي من الشجاعة للعلاج وهناك ما يكفي من الشعبوية للإنتحار الجماعي والسقوط.. المغرب هو “لعبة التوازن” التي حيرت الجميع.

      بالأمس نقلت عدسات المصورين، إنحرافا غير مسبوق في حراك الريف، وظهر عدد كبير من المراهقين، وهم يجتاحون أزقة الحسيمة، مستغلين سوء الفهم، ليعيثوا في الأرض فسادا، ولم تتجرأ أية جهة على المطالبة باعتقالهم.. وبينما يقضي المنطق أن يتحمل الجميع مسؤوليته ضد التخريب، ذهب دفاع المعتقلين في قضية الريف، وقد يكون من بينهم أبرياء كما جرت العادة في الإعتقالات الجماعية، التي تلجأ لها كل الدول لمعرفة الخيط الأبيض من الخيط الأسود في كل إحتجاج كبير (..)، ذهب هذا الدفاع، ليطلب تدخل الأمم المتحدة للإشراف، على عملية التحقيق، تماما كما فعلت البوليساريو في قضية اكديم إزيك، ومعلوم أن التشكيك في الدولة، ليس سوى مقدمة للمطالبة بسقوطها (..).

       ما معنى أن يذهب محامي ليطلب وساطة الأمم المتحدة، في منطقة مغربية، شاركت في الإنتخابات، وصوتت على الدستور، وأصحابها يقولون بأنهم ليسوا إنفصاليين، أليس معنى ذلك أن بعض المحامين، الذين تسربوا للحسيمة، يصطادون في الماء العكر، هل تم منع الدفاع من لقاء المتهمين؟ هل تم منعهم من الإطلاع على المحاضر؟ هل تم منعكم من ممارسة الحق في الدفاع.. ما معنى أن يدخل المحامي عند موكل، لم يقم بتوكيله، ويخرج بعدها ويدلي بتصريحات للصحافة يقول فيها إن موكله، المفترض، يتوفر على معنويات عالية، فيما تفيد المعنويات، أمام تهم قانونية ينبغي دحضها بالقانون، ما معنى أن يحاول المحامون الركوب على الجميع، وهم يتاجرون بالتقاط الصور مع أم الزفزافي، المكلومة في ولدها، أو والده المندهش من صدمة الاعتقال.. ألا يعني لجوء المحامين إلى الأمم المتحدة، سحب إعتراف بالدولة المغربية، فكيف لمن لا يعترف بدولة، أن يدافع عن حقوق أبناء هذه الدولة؟ ماذا استفاد المغرب من وساطة الأمم المتحدة في نزاع الصحراء، طيلة أربعين سنة.. ألم نقضي كل هذه المدة في المناورات والتلاعبات التي لم يفطن إليها بعض المغاربة إلا أخيرا، عندما وصفنا بان كيمون أمام العالم بالدولة المحتلة للصحراء.. عن أي وساطة تتحدث يا سعادة المحامي.. كيف تطلب العفو من الملك باليد اليمنى وتدبج “التقارير” التي لا تعترف بالدولة المغربية باليد الأخرى..

     الآن وبقدرة قادر، إكتشفنا أن أقدم إنسان يوجد في المغرب، ومعناه أن أصل كل المشاكل في العالم، من المغرب..وهي الإشارة التي لم يلتقطها كثيرون (..)، فليس الخوف من سقوط المغرب، بل الخوف كله من التوسع، والمغرب ليس دولة آيلة للسقوط، بل دولة آيلة للتوسع.. في إفريقيا، ولم لا أروبا بعد سقوطها.. طالما أن السقوط الكبير مسألة وقت فقط، ونحن لا نتنافس الآن من أجل التطور، بل العالم كله يتسابق من أجل تجنب السقوط.. فمن يسقط أخيرا، ينجح كثيرا..

في الصورة: المحامي البوشتاوي، عضو هيئة الدفاع عن معتقلي الريف، وأحد المطالبين بتدخل الأمم المتحدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى