عين على خبر

جريدة الجرائد | وثائق من الأرشيف تكشف سبب تخلي إسبانيا عن المطالبة بجبل طارق

   أفرجت بريطانيا عن وثائق تعود إلى الثمانينيات تؤكد أن إسبانيا تخلت عن مطالبتها بالسيادة على جبل طارق، كي لا يطالب المغرب بسبتة ومليلية، في تفاهم سري لتهدئة الرأي العام في البلدين.

وكان العاهل الإسباني الملك كارلوس، بريطانيا قد أكد بأن إسبانيا لا تريد استعادة جبل طارق، لأن ذلك سيكون سابقة تؤدي إلى مطالبة المغرب بأراضٍ تسيطر عليها إسبانيا في شمال إفريقيا، كما كشفت ذلك وثائق من الثمانينيات، نشرتها وزارة الخارجية البريطانية بعد رفع السرية عنها.

واعترف العاهل الإسباني في لقاء مع السفير البريطاني في مدريد وقتذاك، السر ريتشارد بارسونز، بأنه “ليس من مصلحة إسبانيا أن تستعيد جبل طارق في المستقبل القريب”، لأنه إذا استعادتها فإن الملك الحسن سيتحرك على الفور لتفعيل مطالبة المغرب بسبتة ومليلية، كما جاء في إحدى الوثائق، مشيرة إلى أن اللقاء عُقد في العاصمة الإسبانية في يوليوز  1983.

ونشر الأرشيف الوطني البريطاني تفاصيل اللقاء ضمن مجموعة من الوثائق الحكومية السرية التي ينص القانون على رفع السرية عنها بعد 30 عامًا. ويرى مراقبون أنها من المرجح أن تسبب قدرًا من عدم الارتياح، بعد أن شهد العام 2013 دعوة الحكومة الإسبانية مجددًا إلى إجراء محادثات بشأن استعادة السيادة على جبل طارق.

وتكشف الوثائق أن الملك كارلوس اقترح إجراء محادثات سرية بين وزيري خارجية البلدين، لكي لا تنشأ عقبات بسبب القضية في طريق انضمام إسبانيا إلى ما كانت تسمى حينذاك المجموعة الاقتصادية الأوربية، قبل أن تصبح الاتحاد الأوربي.

تفاهم خاص

وكتب السفير بارسونز في رسالة سرية من مدريد إلى جيفري هاو وزير الخارجية البريطاني يومذاك، يقول فيها: “ان الملك أكد، كما أكد لي من قبل، أن ذلك يتطلب اتخاذ خطوة بشأن جبل طارق تُبقي الرأي العام هادئًا خلال هذا الوقت، وسيكون مفهومًا للدولتين أن اسبانيا في الواقع لا تسعى إلى حل مبكر لقضية السيادة، فإذا استعادت إسبانيا جبل طارق سيبادر العاهل المغربي الملك الحسن فورًا إلى تفعيل مطالبته بسبتة ومليلية”.

وتابع السفير في رسالته: “على وزيري خارجية البلدين أن يتوصلا إلى تفاهم خاص بين أحدهما والآخر، يميز بين هدفهما الحقيقي والطرق المعتمدة لتهدئة الرأي العام على الجانبين”.

وفي مذكرة لاحقة أُرسلت في اليوم نفسه، أضاف السفير بارسونز: “قد لا يكون أمرًا سيئًا أن يكون الرأي العام الإسباني والحكومة الإسبانية يفهمان أن الهدف الرئيسي للسياسة الخارجية الإسبانية، أي الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية الأوربية، يمكن أن يتحطم على صخرة جبل طارق”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى