المنبر الحر

المنبر الحر | كان الله في عون البيضاويين

     كان الله في عون البيضاويين والبيضاويات الذين قدر لهم أن يتخذوا هذه المدينة العملاقة مسكنا ودارا وقرارا. وكان الله في عون طلاب العلم وأطفاله، وكان الله في عون البؤساء والبائسات والمحرومين والمحرومات، وكان الله في عون السائقين والسائقات، وكان الله في عون العاملين والعاملات وكان الله في عون المرضى والمريضات، وكان الله في عون الأطباء والطبيبات(..) وكان الله في عون المسافرين لهاته المدينة العملاقة، جمع الله في البيضاء ما تفرق في غيرها، مترفون إلى حد التخمة وفقراء لا يجدون خبزا لإشباع بطن، ولا مشربا لإزالة عطش، ولا مسكنا لوقاية برد.

ويشاء الله أن أسافر لهاته المدينة لعيادة مريض بمستشفى 20 غشت، وفي الطريق إلى المستشفى عانيت المرائر، ولا أقول الأمرين بالتثنية، فلكي تقطع من رصيف إلى رصيف عليك أن تنتظر كثيرا، وحتى لو وقف أحدهم وكان فارغا قال لك: أنا ذاهب إلى طريق آخر، أو ينتظرني أحدهم أو أنا ذاهب لأتغذى إلى غير ذلك من الأكاذيب الظاهرة والباطنة.

فخلال يوم واحد قضيته في البيضاء تبين لي مدى معاناة الساكنين فيها، سواء كنت راجلا أو راكبا أو واقفا تنتظر حافلة، فما عليك ألا أن تصبر صبر أيوب عليه السلام، ولذلك بمجرد عيادة المريض أطلقت ساقي للرياح لأخذ القطار، والرجوع إلى الديار، وأنا أتذكر قول الله تعالى: “باطنه/ فيه الرحمة، وظاهره من قبله العذاب” (سورة الحديد الآية 13).

وهذا حال البيضاء.

مالكي علوي مولاي الصادق (سلا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى