جهات

ما دور لجان الشباب في مجالس العاصمة ؟

الرباط. الأسبوع

    ونحن على بعد شهر من عيد الشباب، وهو الأول في انتداب المجالس المنتخبة الحالية، ودون شك سيكون مغايرا في احتفالاته عن الأعياد السابقة في عهد وزارة الشباب والرياضة والمجالس السابقة، لذلك، ننتظر من وزارة الشباب والثقافة ومندوبياتها والجمعيات الممنوحة من ميزانياتها، أن تضع لها خارطة الاحتفالات بنكهة الثقافة المستمدة جذورها من العلم والبرمجة الهادفة المعبرة عن أفراح الشباب، وفي نفس الوقت عن الهدايا المقدمة لهم.

وبما أن الشباب لهم عيد، ووزارة، ولجان في كل مجالس العاصمة.. فماذا يستفيدون منها؟ فقد كانت لجان الشباب تهتم وتناضل من أجل حصتها من الكرات توزعها على بعض فرق الأحياء، وتنتزع لها بعض البدلات الرياضية لا تكفي حتى لفريقين وينتهي الأمر، وهذه الأكذوبة يمكن أن “تنطلي” على شباب الأمس، أما شباب اليوم، فآخر اهتماماتهم هي تلك الكرات وما في حكمها، فهم يتفحصون ما يخفيه لهم المستقبل في مسارات العلم الجامعي، والأسفار، والشغل المؤقت في العطل الدراسية، والمشاركة في الاقتصاد الوطني بإحداث مقاولات ومؤسسات تكون المجالس شريكة بتوفير أحياء صناعية، وتشييد عمارات سكنية اجتماعية للمقبلين على الزواج، وإنشاء أبناك للمعلومات الشبابية تمنحهم الأمل في أجوبة عن تساؤلاتهم، فالأحزاب استغلت شبابنا في الانتخابات بمبرر لوائح الشباب، وغامرت بهم في تلميع اقتراحاتها للمناصب العليا، وفاوضت بهم لإنشاء صناديق قروض “فرصة” لولوج عالم التشغيل و”البزنس”، وجعلتهم في الصفوف الأمامية كـ”أدرع نجاة” لانتزاع ما يمكن انتزاعه باسم هؤلاء الشباب الذين تلونوا بكل ألوان الأحزاب لعلهم يجدون لقمة عيش شريفة، فيعودون أدراجهم إلى وحدتهم بعد سلب حقوقهم ومنحها لجهات أخرى، حتى أنهم يئسوا من الوعود التي تتبخر بعد كل انتخابات.

وقد كان هذا الكابوس قبل ظهور أحزاب جاهرت بالمحتالين وسلمت “الأحجار” إلى الشعب لرجمها وعلى مسؤولياتها إذا خانت التزاماتها وبرهنت عن فراغ جوفها من آليات تبتكر الحلول لتسعد بها الأشقياء الذين يتزايد عددهم مع كل نهاية سنة دراسية جامعية، ولن نحملها من الآن فشلها الحكومي والجماعي على الأقل هنا في العاصمة، فالحكومة أمامها “فرصة” حقيقية لتدشين “تستاهلوا أحسن يا شباب الرباط”، بنيل ما لم ينالوه من الحاكمين السابقين، الذين لعبوا معهم الكرة واستمر هذا اللعب طيلة عقود.. فهل ستنهيه الصافرة المذوبة لنهاية حصة التحرك بالكرات في عهد وزارة الشباب ومشاكلهم وهمومهم، وتترك لوزارة الرياضة اللعب بـ”الألعاب”؟ وهل ستحدو لجان الشباب في مجالسنا الثمانية حدوها وتتخلى عن تدبير شؤون هذا الشباب بـ”تخدير الكرات والعتاد الرياضي”؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى