جهات

قنطرة جيش السلطان مولاي إسماعيل بمكناس تعيش الإهمال

محسن الأكرمين. مكناس

    مكناس تفيض حقا بموروث من التراث العمراني المادي واللامادي لا مثيل له على الصعيد الوطني، يتنوع فيها التاريخ عبر استحضار ذاكرة وليلي الأثرية (الرومانية) ومدينة المولى إدريس زرهون (إدريس الأكبر)، والمدرسة البوعنانية (المرينية)، فضلا عن التاريخ الشامخ وفخر ساكنة مكناس بكل القلاع والأسوار والإسطبلات والأبراج، وصهريج سواني، وعن تلك الهندسة المائية الفريدة بالتميز عالميا بمدينة السلاطين.

ومن بين الحسنات الملكية السابغة بالعطف والرعاية، البرنامج الملكي لتثمين المدينة العتيقة، والذي بات في سنته الثانية، بدت معالم التجديد والإحياء تظهر ملامح تاريخ مكناس بالجمالية (باب بني امحمد، باب التيزيمي الصغيرة، برج بيبي عيشة، الدار الكبيرة، أسوار قصر المحنشة (أسراك))، رغم تلك التي تعرف توقفات اضطرارية (باب الخميس، صهريج سواني) وبطء في الإنجاز (باب القزدير، الأبراج المحاذية للعويجة)، وتأخر في شروع العمل (قصر المنصور مثلا).

اليوم معلمة تاريخية من الطراز العالي، وهي تلك القنطرة المسماة “قنطرة الفرسان” والتي تربط ما بين حي تواركة والسباتا، وتسمية قنطرة الفرسان آتية من استغلالها لمرور فرسان جيش السلطان المولى إسماعيل بين مخازن الروى (الهري) والإسطبلات قبل سنة 1727، حيث خضعت قنطرة الفرسان للترميم (2010) من مالية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في عهد والي جهة مكناس تافيلالت (قديما)، محمد فوزي، مع التفكير في تسويق قنطرة الفرسان سياحيا واقتصاديا من خلال إنشاء دكاكين (على بعض أقواسها) تكون مدرة للدخل، لكن هذا التوجه لم يتم الإبقاء على نفس تصوراته الأولى، حيث أهملت وأغلقت تلك الدكاكين لأسباب متعددة، وباتت أقواسها الأرضية مطارح للنفايات والمهملات والأتربة.

قد ننتقد شركة النظافة في شق تنظيف تلك الأقواس باستمرار، وبنفس النقد نوجه اللوم للساكنة المحاذية للقنطرة والبعيدة عنها، والتي جعلت من أرضية القنطرة (الأقواس) مطرحا للنفايات المتنوعة، نوجه اللوم لمديرية السياحة والثقافة بمكناس على كفافهما في الوقوف عند تلك المعالم وبناء تصورات التوظيف والإحياء يوازي القيمة التاريخية لقنطرة الفرسان، التي باتت اليوم شبه مهملة من جوانب النظافة، والتتبع السياحي التسويقي، باتت تجمع متسكعين يشكلون خطرا أمنيا على الساكنة والمارة، باتت تلك الدكاكين في خبر كان، كما أن أبوابها طالها التخريب.

تعليق واحد

  1. زرت مدينتي مكناس مؤخرا و بصدق بكيت رثاء لحالات احتضارها البيئي و الثقافي و الاثري و حتى النمو الحضاري. لضيق المجال ليس لي الا ان اقول هذا حرام و هذه جريمة في حق العاصمة الاسماعيلية و التاريخ سيحاكم كثيرا ممن تقاعس في مهمته و ساهم في جعل مكناس كتلك الجلباب الجميل و الذي اصبح متسخا ملوثا به ثقب جد معيبة ويتحاشى رؤيته او حمله. فالذنب كل الذنب على مصالح وزارة السياحة و الثقافة و المجالس المنتخبة و الباقي من مسؤولين جد مقصرين و هم ادرى بحالهم و مسؤوليتهم امام الله و امام عاهلنا المفدى محمد السادس نصره الله عظيمة. فابكي يا جفوني عسى ياتيك الفرج القريب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى