ملف الأسبوع | تاريخ تفاعل المغرب مع الانقلابات في إفريقيا
الحسن الثاني في مواجهة الاتحاد السوفياتي

في أوج فصل الصيف هذا، أطلت علينا أزمة إقليمية وهي الانقلاب العسكري الذي وقع في النيجر، ورغم ما خلفه ذلك من ردود أفعال دولية، إلا أن المغرب لم يصدر أي بيان، كما أنه لم يعبر عن أي موقف.. ويشبه الوضع اليوم إلى حد بعيد ما كانت تعيشه القارة السمراء خلال سنوات السبعينات من القرن الماضي، عندما كانت الانقلابات شائعة في جل الأدغال الإفريقية، وتزامن ذلك مع انتشار المد الشيوعي في هذه البقعة من العالم، وكانت معظم الانقلابات تقع بدعم سوفياتي وكوبي حتى أصبح المغرب يعتبر أمنه القومي مهددا.
وبخلاف ما يحدث اليوم، فإن المغرب في تلك الفترة تدخل من أجل وقف مسلسل الانقلابات تزامنا مع بداية قضية الصحراء المغربية، وقد تدخل عسكريا في جمهورية الزايير سابقا (الكونغو الديمقراطية حاليا)، من أجل حماية هذا البلد من انقلاب عسكري، ونهدف من خلال هذا الملف إلى إعطاء نظرة عن كيف تعامل المغرب مع ملف جمهورية الزايير عندما كادت أن تشهد هي الأخرى محاولتين انقلابيتين في مناسبتين متتاليتين، ويتعلق الأمر بسنتي 1977 و1978 ؟
أعد الملف: سعد الحمري
التمرد الأول سنة 1977.. عندما تدخل الجيش المغربي في الزايير لإنقاذ البلاد من انقلاب على الحكم
بعد صعود أنظمة شيوعية في أنغولا وفي عدة دول في إفريقيا، أصبح الدور على الزايير، وفعلا واجهت حكومة الجنرال موبوتو سيسي سيكو ثورة في بداية سنة 1977، وكانت مدعومة من طرف أنغولا، وهنا كان على بعض الدول أن تتدخل من أجل وقف المحاولة الانقلابية، خصوصا بعد أن تمكن الثوار من الدخول إلى مدينة شابا (كاتنغا سابقا)، وخاصة المملكة المغربية، التي أصبحت ترى أنها مطوقة بالأنظمة الشيوعية التي تسيرها كل من كوبا وليبيا، وبطبيعة الحال خلفهم الاتحاد السوفياتي، الذي كان يرى في إفريقيا مجالا حيويا، ومن هنا تدخل المغرب، حيث أرسل 1200 جندي، إلى جانب مصر، التي أرسلت خبراء عسكريين، فيما ساهمت فرنسا بعمليات نقل عسكرية نفذتها القوات الفرنسية.
ولم يمكث التمرد في إقليم شابا طويلا حتى تم القضاء عليه، وبعد ذلك، استقبل الملك الحسن الثاني الرئيس موبوتو سيسي سيكو يوم 16 يونيو 1977 بالرباط.. يومها صرح الرئيس الزاييري قائلا: ((إن تدخل المغرب الفعال للمحافظة على وحدتنا الترابية يستحق تنويها خاصا، وإن الزايير تعرف اليوم أن المغرب يعتبر حليفا أكيدا، ويمكن أن يعتمد عليه في الأوقات الحرجة، كما أن تدخل المغرب في الزايير قد نسج بالدم روابط الصداقة التي تجمع بين الشعبين المغربي والزاييري، وبالنسبة لإفريقيا، فإن هذا التيار الجديد من التضامن يشكل نموذجا للتعاون الفعال داخل قارتنا من أجل أمن واستقرار دولنا، ولقد جسد المغرب بهذا تعلقه بالمبادئ التي كانت أساس إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية، كما أبرز إرادته في الدفاع بكل قوة عن استقلال وأصالة إفريقيا، وإن تاريخ إفريقيا لن يتردد في تسجيل هذا العمل الشجاع من جانب جلالتكم بحروف ذهبية)).
وتابع الرئيس الزاييري كلامه قائلا: ((أنتهز كذلك هذه الفرصة لأؤكد علانية شجاعة وكفاءة وإقدام فوق المستوى القتالي لجنود القوات المسلحة الملكية، الذين استحقوا تقدير الشعب الزاييري وقواته المسلحة، والذين شرفوا كل الشعب المغربي وعاهله)).
عندما رفض الحسن الثاني الذهاب وحده إلى الزايير ورفض إنشاء قوات عسكرية خلال تمرد 1978
لم تطل فترة الهدوء بعد ذلك، إذ بدأ تمرد جديد في منطقة شابا في ماي 1978، يومها وجه رئيس منظمة الوحدة الإفريقية نداء إلى جميع الدول الإفريقية، يطلب من خلاله باسم المنظمة اتخاذ موقف تجاه الأحداث الجارية في الزايير، وكان أول من تفاعل مع القرار هو المغرب، حيث أرسل الملك الحسن الثاني رسالة إلى رئيس المنظمة القارية يوم 19 ماي 1978، أعلن من خلالها عن استجابته للقرار، وأكد الملك الحسن الثاني أن المغرب يؤكد حرصه على تلبية النداء، وعليه، فإنه يضع رهن إشارة المنظمة جميع ما تطلبه من وسائل في حدود إمكانياته، كما أضاف العاهل المغربي من خلال رسالته، أن المغرب على استعداد لتحمل مسؤولية تنظيم ونقل جميع القوات الإفريقية التي ستوضع رهن إشارة المنظمة.
وبعد أيام من الرسالة الملكية إلى رئيس منظمة الوحدة الإفريقية، أعرب الحسن الثاني لمراسلة جريدتي “واشنطن بوست” و”نيوزويك” يوم 26 ماي من نفس السنة، عن أنه لن يذهب بمفرده إلى الزايير، وأنه يرفض إرسال قوات مغربية محاربة إلى إقليم شابا كما فعل سنة 1977 عندما ساعد الرئيس موبوتو من أجل استعادة إقليم شابا، وتابع الملك كلامه قائلا: ((إن المغرب على استعداد لإرسال قوات للزايير، لكنه يريد من الدول الصديقة المجاورة لها أن تقوم بمجهود رمزي لإثبات أن المشكلة لا تخص الرئيس موبوتو فقط وشخص الملك الحسن الثاني، وإنما هي مسألة استراتيجية للمنطقة بأجمعها)).
وبالموازاة مع الموقف الجديد للمغرب من تقديم دعم عسكري للزايير، كان هناك حديث داخل أروقة الاتحاد الإفريقي تحول إلى اقتراح بخلق قوة إفريقية دائمة في الدول التي تندلع فيها حركات تمرد أو اضطرابات، غير أن الملك الحسن الثاني رفض هذا المقترح، وقد أكد رفضه من خلال حوار لمجلة “الإكسبريس” الفرنسية، يوم 14 يونيو 1978، وقال بأن خلق قوة إفريقية دائمة للتدخل هو أمر مستحيل وخطير في نفس الوقت، معللا ذلك بكون منظمة الوحدة الإفريقية لا تملك الوسائل المادية كما تملكها مثلا منظمة الأمم المتحدة لخلق قوة إفريقية دائمة تتدخل لحل النزاعات ولا تشكل أمرا خطيرا، واعتبر أن البلدان التي يطلق عليها اسم الدول المعتدلة، ويعني المغرب، لن تكون في مستوى الدول التقدمية المسلحة بصورة مبكرة، في إشارة منه إلى ليبيا والجزائر، وبخصوص عدم الاستقرار الذي كان يسود في القارة الإفريقية، فقد علق عليه الملك الراحل بأنه عدم استقرار أوروبا في الواقع، على اعتبار أن الذي سيحرم أوروبا من المواد الأولية ويضاعف من مصاعبها الاقتصادية ويقلل تزويدها بالطاقة، هو الذي سيمتلكها.
وفي ظل رفض المغرب خلق قوة إفريقية دائمة، عاد مرة أخرى وتدخل عسكريا، وهذه المرة بعد مساعدة كل من فرنسا وبلجيكا ومصر، حيث أن بلجيكا أرسلت 250 مظليا لمساعدة قوات موبوتو في فبراير 1979، ووقع موبوتو مع مصر على اتفاقية تعاون عسكري وفني وتبادل وتدريب عسكريين في العاصمة الكونغولية كينشاسا في 8 فبراير 1980.

هكذا أصبح المغرب يلقب بـ”المدافع عن إفريقيا من المد الشيوعي”
بعد ذلك، بدأ الحديث عن أن المغرب وقف ضد التغلغل السوفياتي في إفريقيا، وفي هذا الإطار، أجرى الملك الحسن الثاني، يوم 17 يناير 1980، حوارا مع مبعوث الأسبوعية الفرنسية “لوفيغارو مغازين”، الصحفي ميشيل دروا، وعندما انتقل الحديث عن مشاكل إفريقيا، كانت أول قضية طرحت على الملك هي أن المغرب وقف عائقا في وجه التغلغل السوفياتي والكوبي في إفريقيا، وسأله الصحفي عما إذا كان المغرب مستعدا لإعادة الكرة إذا ما اقتضى الأمر ذلك؟ فأجاب الحسن الثاني بأنه ((عندما ذهب المغرب إلى شابا، كان واثقا مما يفعل، فقد اعتبر أن الزايير لم تكن وحدها المستهدفة، بل كل الدول الإفريقية القريبة منها والبعيدة والتي كانت حليفة وصديقة للمغرب)).
وخلال ذات الحوار، أوضح الحسن الثاني أن السودان كانت مستهدفة، علما أن السودان يعني منابع نهر النيل والمنفذ الأهم على البحر الأحمر، وأكد أنه من هذا المنطلق، فإنه إذا ما فرض على المغرب من جديد القيام بعملية مماثلة للعملية التي قام بها في الزايير، وإذا ما فرض على المغرب أن يكون عائقا في وجه التغلغل الكوبي والسوفياتي مرة ثانية، وثالثة، فيمكن الاعتماد عليه، اللهم إذا قدر له أن يتحرك وحده، في إشارة إلى ضرورة المساعدة الفرنسية والأمريكية.
وبعد ثلاثة أشهر من هذا التصريح، أعاد الملك التأكيد على التزام المغرب بالدفاع عن إفريقيا ضد المد السوفياتي، حيث خصص حيزا هاما من خطاب العرش ليوم 3 مارس 1980، لهذا الأمر، حيث قال فيه: ((كنا نشعر ونحن نأمل أن تفيء الأحلام إلى الصواب، بأن المكابرة والعناد وليدا خطة مبيتة تستهدف اضطراب حبل الأمن في قارتنا، وزلزلة الأوضاع هنا وهناك، تمهيدا لبسط النفوذ وممارسة الهيمنة، وتحقيق الاستيلاء والاغتصاب، وحدثت أحداث بعد ذلك أكدت صحة الشعور، ونفاذ الحدس، فوقع الانقضاض على الزايير مرتين، وتطاول العدوان إلى بيت الله الحرام، وسرى جيش هام فانتشر غازيا في رحاب أفغانستان، ثم اتجهت الخطة المبيتة تكشف شيئا فشيئا عن مقاصدها ومراميها، واتضح أن الهجوم المتكرر على أراضينا في الصحراء ما هو إلا جزء من مؤامرة ترمي من وراء الهجوم والاعتداء، إلى استبدال وضع بوضع))، وتابع الحسن الثاني قوله: ((.. وإلى جانب الأعمال العسكرية العدوانية التي يباشرها أعداء وحدتنا الترابية، فإن هناك مبادرات متعددة تتخذ بمناسبة المؤتمرات واللقاءات الدولية على اختلاف مواضيعها وأغراضها، ولا يراد بها سوى مضايقة المغرب وإحراجه، وكسب الأنصار لمزاعم أطروحة خصومنا)).
مطالب بالتدخل الأمريكي لمواجهة النفوذ السوفياتي في القارة الإفريقية
رغم التدخلات السوفياتية في القارة الإفريقية، فإن المغرب كان يقيم علاقات طبيعية مع الاتحاد السوفياتي، بل إن الملك صرح خلال لقاء صحفي سنة 1978، بأن العلاقات بين المغرب والاتحاد السوفياتي كانت ممتازة وستظل كذلك، وأكد أن الطرفين على وشك التوقيع على صفقة القرن، والقاضية بتصدير المغرب للفوسفاط إلى الاتحاد السوفياتي، غير أنه وبعد دعم السوفيات للبوليساريو علنا في منظمة الأمم المتحدة، أدلى الحسن الثاني بتصريح صحفي يوم 28 نونبر 1979 لمراسل مجلة “التايم”، أكد من خلاله أن تصميم المغرب على الاحتفاظ بالصحراء المغربية لا يستند فقط إلى أسباب تاريخية، وأوضح أن المغرب إذا غادر الصحراء، فستقوم هناك دولة للبوليساريو على حدوده، أي دولة تابعة للسوفيات، وأضاف أنه في ظل هذا المستجد.. كيف يستطيع المغرب الحياة على هذا النحو والمحيط الأطلسي يحده غربا والبحر الأبيض المتوسط شمالا وفي الجنوب الروس، ناهيك عن وجود الجزائر في الشرق، وأكد أنه لم يحدث من قبل مطلقا أن وضع المغرب في قفص على هذا النحو.
والواقع أن الملك الحسن الثاني كان مقتنعا بأن الاتحاد السوفياتي يقف وراء مسألة الصحراء المغربية، وتساءل قائلا: ((ضد من نحارب نحن في الصحراء.. إن جميع الأسلحة تأتي من ليبيا التي تحصل عليها من الاتحاد السوفياتي لهذا الغرض، والكوبيون هم الذين يقومون بالتخطيط التكتيكي، بل إنهم يقودون هجمات البوليساريو؟)).
وشبه الملك التكتيك السوفياتي في إفريقيا بببغاء متسلق، فهو يضع قدما ثم يضع القدم الثانية ويعتمد على منقاره لكي يتسلق الشجرة، إنه يتسلق كما يفعل عامل التلغراف عندما يتسلق عمودا للتلغراف، وتابع أن هذا هو التكتيك الروسي.. فقد حصل أولا على أنغولا، ثم على الكونغو برازافيل، ثم إثيوبيا، وأخيرا الصحراء المغربية، وعندما يصلون إلى الصحراء، فسيكون لديهم منفذ على المحيط الأطلسي ومفتاح البحر المتوسط.
ومن هنا بدأ يطرح الموقف الأمريكي من قضية الصحراء المغربية، والذي من طبيعة الحال سيكون مناقضا لنظيره السوفياتي، وهو ما كان موضوع حوار للملك الحسن الثاني مع مبعوث “لوفيغارو مغازين”، الصحفي ميشيل دروا، يوم 17 يناير 1980، حيث تركز الحديث على الموقفين السوفياتي والأمريكي من مشكل الصحراء المغربية والتغلغل السوفياتي والكوبي في إفريقيا، وقضايا أخرى، وكان من بين الأسئلة، سؤال بخصوص الموقف السوفياتي الجديد من قضية الصحراء المغربية، وهو الذي ساند بقوة توصية في هيئة الأمم المتحدة لمصلحة البوليساريو، فأجاب الملك بالقول: ((صحيح، كان بالإمكان أن أفاجأ بهذا الموقف السوفياتي الجديد، كان بالإمكان أن أفاجأ وأن يساورني القلق إذا ما اعتبرنا – كما تقولون – أن الحياد السوفياتي كان دائما بيننا وبين الجزائر حيادا لا هوادة فيه، ولكن على ماذا يدل هذا إن لم يدل على أن الأمور هنا وهناك سائرة في طريق التغير، وأنا مقتنع تماما منذ ذلك الحين، بأن ملف الصحراء كما كنت دائما أعتقد ذلك في خلدي، يوجد بموسكو وليس بالجزائر، علما أن مساندة الاتحاد السوفياتي لهذه التوصية جاءت بعد المقابلة بين مارشي بالنيجر وكاريو في موضوع الصحراء المغربية.. ألا ترون الصلة بين هذين الحدثين؟ إنني أعتقد أننا لسنا في نهاية المطاف والاستغراب بخصوص هذه المسألة)).
وحول ما إذا كانت أمريكا مدركة للتحركات السوفياتية في الصحراء المغربية، أكد الملك أنها ليست مدركة لذلك تماما، إلا أنها نضجت كثيرا في الآونة الأخيرة، وأضاف أنها بدأت تدرك تماما أن الانفراج شيء والسذاجة شيء آخر، وفي هذا الإطار قام الملك يومي 14 و15 نونبر 1978 بزيارة رسمية إلى أمريكا، وخلال كلمة الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، أثناء استقباله للحسن الثاني، ذكر بأن المغرب أول بلد في العالم اعترف بأمريكا، وعبر عن الامتنان الدائم لأمريكا تجاه المغرب بفعل هذا الصنيع الذي لن تنساه أبدا، وخلال نفس الكلمة، أوضح الرئيس أن والدته تزور المغرب باستمرار وتفضله على كل بلدان العالم، كما قال: ((أريد أن أكشف بكل صراحة بأننا نحن الأمريكان استفدنا كثيرا من علاقاتنا مع المغرب أكثر من استفادة المغرب من هذه العلاقات))، وأضاف: ((إنها مناسبة عظيمة تتاح لنا لاستقبال ضيف اليوم، رجل يعرف القارة الإفريقية، المنطقة التي بدأت تظهر مصالحنا بصورة بناءة، وعندما ظل العالم أجمع مكتوف الأيدي أمام تهديد غزو الزايير من طرف قوات خارجية، ظهرت مرة أخرى أمة أبدت شجاعتها وزعامتها، إنها الأمة المغربية، فقد مارست تأثير الاستقرار وقامت بعمل في حينه بكل ثقة وعزم، وهذا يشكل مثالا يجب الاحتذاء بما قدمه صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني للعالم أجمع))، أما كلمة الملك، فقد أوضح من خلالها أن الرئيس الأمريكي شدد على تاريخ العلاقات بين البلدين، وطالب بأن يكون تاريخ علاقات البلدين المعاصر في نفس مستوى تاريخ علاقات البلدين في الماضي، ورغم ذلك، فإن أمريكا ظلت مكتوفة الأيدي بخصوص دعم المغرب في إفريقيا.
وهكذا، فإن واقع اليوم وتغير ميزان القوى تغير بشكل كبير.. فرغم كثرة الانقلابات في إفريقيا في الآونة الأخيرة، إلا أن المغرب لم يخرج بأي تصريحات مؤيدة أو مستنكرة كما أنه لم يعلن عن دعمه لأي خطة تقتضي التدخل العسكري.