تحليل إخباري

تحليل إخباري | حكاية أخطر ثلاثة أيام في مسار قضية الصحراء بين المغرب وإسرائيل

الاعتراف في زمن الحرب

بعض الناس يعتقدون أن الحرب لم تبدأ بعد.. ورغم أنهم يشاهدون تلك المشاهد المرعبة القادمة من أوكرانيا، إلا أن الدعاية الغربية تجعلهم يعتقدون أن الحرب العالمية الثالثة لم تنطلق بعد رغم أن أخبار انتقال السلاح إلى كافة بقاع العالم لا تتوقف، ورغم أن المواجهة فوق التراب الأوكراني تشمل عدة دول أوروبية بالإضافة إلى أمريكا.. وكثيرون لا يريدون التصديق بأن قدرة روسيا على المواجهة تخفي خلفها تنسيقا حتميا مع القوى العالمية الكبرى الصاعدة وعلى رأسها دول “البريكس” والصين..

إعداد: سعيد الريحاني

    هناك من يعتقد بأن الحديث عن الحرب العالمية الثالثة يقتضي الضغط على “الزر النووي”، أو قصف كبريات العواصم العالمية.. لكن مشهدا بهذا الرعب لن يكون إذا تحقق ولو جزء منه، إلا إعلانا عن نهاية الحرب العالمية الثالثة وليس بدايتها..

في ظل الحرب، اختار الديوان الملكي المغربي أن يعلن عن فحوى الرسالة المكتوبة التي توصل بها الملك محمد السادس من إسرائيل عن طريق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، لتنتشر القصاصة مساء يوم الإثنين الماضي مثل النار في الهشيم، متصدرة قائمة الأخبار في المغرب والشرق الأوسط، وتقول القصاصة كما تم تداولها حرفيا: ((توصل صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، برسالة من الوزير الأول لدولة إسرائيل فخامة السيد بنيامين نتنياهو.. ومن خلال هذه الرسالة، رفع الوزير الأول الإسرائيلي إلى العلم السامي لصاحب الجلالة نصره الله، قرار دولة إسرائيل الاعتراف بسيادة المغرب على أراضي الصحراء الغربية.. وفي هذا الصدد، أكد الوزير الأول الإسرائيلي، أن موقف بلاده هذا سيتجسد في كافة أعمال ووثائق الحكومة الإسرائيلية ذات الصلة، وشدد، أيضا، على أنه سيتم إخبار الأمم المتحدة، والمنظمات الإقليمية والدولية التي تعتبر إسرائيل عضوا فيها، وكذا جميع البلدان التي تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية بهذا القرار.

وفي رسالته إلى جلالة الملك، أفاد الوزير الأول الإسرائيلي، بأن إسرائيل تدرس إيجابيا فتح قنصلية لها بمدينة الداخلة، وذلك في إطار تكريس قرار الدولة هذا)).

لا يمكن أن يطلب المغاربة من إسرائيل أكثر من ذلك فيما يتعلق بقضيتهم الوطنية الأولى، إذا تحقق كل ذلك على أرض الواقع، لكن ذلك لا يمنع من الحديث عن سياق هذا القرار، فتوقيت الخروج الإعلامي للديوان الملكي للإعلان عن فحوى رسالة مكتوبة من رئيس الوزراء الإسرائيلي (ما يعني أنها كتبت قبل ذلك بأيام ومرت بمساطر معقدة)، تزامن مع خروجه قبل ذلك بيوم واحد من المستشفى، وفعلا غادر نتنياهو مستشفى شيبا في تل هشومير برامان غات، قرب تل أبيب، بعد أن سمح له الأطباء بالخروج يوم الأحد الماضي.. ماذا لو قدر الله مصيرا آخر لحياة نتنياهو، فقد كان من الممكن أن تتحول هذه الرسالة إلى مجرد وصية(..)، ولكن القضية عاشت، كما عاش صاحب الرسالة بنيامين نتنياهو البالغ من العمر 73 عاما، وهو الذي كانت الصحافة تتابع أخبار وعكته الصحية انطلاقا من المستشفى..

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتناول “المسمن”

فقبل صدور بلاغ الديوان الملكي بيوم واحد، كانت الصحافة قد كتبت: ((غادر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المستشفى يوم الأحد إثر تعرضه لوعكة صحية شخصها الأطباء على أنها حالة إصابة بالجفاف جراء تعرضه للشمس خلال استجمامه في بحيرة طبريا.. وشوهد موكب نتنياهو (73 عاما) وهو يغادر مستشفى شيبا في تل هشومير برامان غات، قرب تل أبيب، بعد أن سمح له الأطباء بالخروج، وقال مركز شيبا الطبي: إن التشخيص الأولي أكد إصابة رئيس الوزراء الإسرائيلي بالجفاف، وأضاف أن الفحوص الطبية الإضافية تضمنت زرع جهاز تحت جلده لمراقبة انتظام ضربات القلب، مشيرا إلى أن قلبه في صحة كاملة.. وكان مكتب نتنياهو قد قال إن رئيس الحكومة دخل المستشفى أمس السبت بعد فقدانه الوعي، وتم إخضاعه للمراقبة طوال الليل.. وبعد ساعات من نقله للمستشفى، ظهر في مقطع مصور وقال إنه كان يقضي عطلة عند بحيرة طبريا دون اتخاذ الإجراءات الملائمة لحماية نفسه من موجة حارة بالمنطقة.. وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، إنه تقرر تأجيل الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية، الذي عادة ما يعقد أيام الأحد والإثنين)) (المصدر: الجزيرة/ 16 يوليوز 2023).

ولا يمكن الحديث عن تسارع الأحداث بهذا الحجم دون الحديث عن أهمية “التلفونات” التي ارتفعت حرارتها بين الرباط وتل أبيب على المستوى السياسي والأمني، خاصة وأن طريق التقارب المغربي الإسرائيلي مليء بالألغام ويخضع لحسابات دقيقة مثل العمليات الجراحية الصعبة، وقد أكدت رسالة الملك محمد السادس المرفوعة إلى نتنياهو، وجود تواصل تلفوني مع هذا الأخير منذ شهر دجنبر 2020، حيث تلقى رئيس الوزراء الإسرائيلي دعوة لزيارة المغرب، قبل تجديد الدعوة مؤخرا، وهو ما يعني أن هذه الزيارة كان من الممكن أن تكون من قبل لولا وجود عقبات حالت دون ذلك، قبل أن تساهم “التلفونات” في حل جميع الإشكالات..

ويبقى أحسن تعليق على القرار الإسرائيلي القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء في زمن الحرب بين القوى الكبرى(..)، هو الذي جاء في رسالة الملك محمد السادس نفسه، حيث أن هذا القرار صائب ومتبصر، وقال: ((… هو قرار صائب كونه يدعم الأسانيد القانونية الحقة والحقوق التاريخية الراسخة للمغرب في أقاليمه الصحراوية))، مشيرا إلى أن ((السيادة الفعلية للدولة المغربية وروابط البيعة القانونية التي ظلت تربط منذ عهود سلاطين وملوك المغرب والسكان المغاربة بهذه الأراضي العزيزة على قلوبهم، هي عناصر ثابتة لا يرقى إليها الشك.. وهو قرار متبصر أيضا كونه ينسجم مع الدينامية الدولية القوية التي اعتمدتها دول عديدة من مختلف جهات العالم في اتجاه دعم حل سياسي نهائي لهذا النزاع الإقليمي الذي طال أمده، على أساس المبادرة المغربية القاضية بمنح الحكم الذاتي لمنطقة الصحراء في إطار سيادة المملكة ووحدتها الترابية.. فمنذ دجنبر 2020 لم تفتأ العلاقات الثنائية بين المملكة المغربية ودولة إسرائيل تتوطد في جميع المجالات)) (المصدر: رسالة الملك محمد السادس إلى نتنياهو).

وللتاريخ دوره في العلاقات المغربية الإسرائيلية، لكن تركيز الرسالة الملكية على تواريخ بعينها يربط الأحداث الحاصلة مؤخرا بالشق الرسمي(..)، وأكثر من ذلك، فقد قال الملك: ((إني لعلى يقين أن الموقف الواضح الذي اتخذتموه باسم دولة إسرائيل بخصوص مغربية الصحراء، سيزيد من تعزيز الروابط بين المغرب وإسرائيل أكثر فأكثر، وبوسعكم، في هذا الصدد، أن تعولوا على التزامي الراسخ والثابت))، وهو ما يعكس حجم الضمانات الملكية في هذا الموضوع، الذي سيتكرس بشكل أكبر بعد “استقبال نتنياهو في المغرب”.

إن الطابع الاستراتيجي للقرار الإسرائيلي، وما يمكن أن يخلفه من تداعيات على المستقبل، يؤكده بلاغ آخر لا قيمة له من الناحية العملية إلا من حيث الاصطفافات الجديدة، وهو البلاغ الذي صدر على هامش زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى الصين، والذي يشدد على وحدة الصين، واعتبار تايوان جزء لا يتجزأ من ترابها.. فهل الصين في حاجة إلى اعتراف الجزائر بصينية تايوان مثلا؟ فما يغيب عن بال الرئيس تبون هو أن عددا قليلا فقط من دول العالم هم الذين يعترفون بتايوان، إذ لا يمكن الاعتراف بهذا “المسخ التايواني” مقابل عدم الاعتراف بقوة عظمى مثل الصين، وهي قناعة جل دول العالم.. ففي سنة 1971، طردت تايوان من الجمعية العامة للأمم المتحدة وتم تعويضها بالصين، بعد سنوات من تجاهل “الحقيقة الصينية”.

ولأن الأمر يتعلق بدولة مثل الجزائر، التي بالغت بالدعاية إلى قدرتها على الانضمام إلى محور “البريكس” قبل أن تصفعها الهند بوصفها بلدا غير مؤهل اقتصاديا لذلك(..)، فقد كان من الطبيعي أن يتم إقحام قضية الصحراء في البلاغ المشترك بين الصين والجزائر ولو عبر التلاعب في الترجمة، حيث يقول البلاغ المنشور على هامش الزيارة: ((بخصوص قضية الصحراء الغربية، أكد الجانبان دعمهما للجهود الرامية للوصول إلى حل دائم وعادل في إطار الشرعية الدولية، لا سيما قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما يكفل لشعب الصحراء الغربية تقرير مصيره في سياق ترتيبات تتماشى مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة ومقاصده، كما عبّر الجانبان عن دعمهما لجهود الأمم المتحدة في هذا الصدد))، وهو كلام عام لا قيمة له من الناحية العملية، مثل الحديث عن التعاون بين الجانبين وكأن الجزائر التي لا يتجاوز عدد سكانها عدد سكان “فيلاج” في الصين، تتخيل نفسها مثل هذا البلد، بينما الواقع هو أن الجزائر تتزلف لمحور الدول القوية حفاظا على نظامها من السقوط(..).

النشرة الإخبارية

اشترك الآن للتوصل كل مساء بأهم مقالات اليوم

‫4 تعليقات

  1. Vous avez tout dit et bien dit et surtout
    sur le régime Harki cocaïne avec leurs gesticulations stériles ils nagent dans le vide c’est ainsi la vie des complotistes vauriens la nature n’a jamais aimé les sous hommes que la trahison c’est leurs raisons d’êtres mais grâce à dieu le maroc restera une montagne infranchissable et une équation très élevé pour les guignols Harkis

  2. حكام الجزائر أصبحوا يثيرون الشفقة بعد أن انغلق عليهم فخ البولساريو ولم يستطيعوا الخروج منه بعد أن ورثوه عن بوخروبة والمهبول القذافي مند نصف قرن
    أن السحر انقلب على الساحر

  3. ” أكد الجانبان دعمهما للجهود الرامية للوصول إلى حل دائم وعادل في إطار الشرعية الدولية، لا سيما قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما يكفل لشعب الصحراء الغربية تقرير مصيره في سياق ترتيبات تتماشى مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة ومقاصده” هذه الفقرة لا توجد في البلاغ الذي نشرته الصين

    1. Les femmes jalouses du régime Harki d’alger elles ont montré au monde entier qu’elles sont petites et elles vont êtres jeter à la poubelles de l’histoire des làches comme des vauriens

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى