نفخت الجزائر خلال الأيام الأخيرة، في موضوع انتخابها لكسب العضوية في مجلس الأمن، بل إن رئاسة الجمهورية قالت في بلاغ لها إن هذا التصويت يعكس تقدير دور الجمهورية في منطقتها(..)، والواقع أن دولة مثل الجزائر لم تكن لتحصل على 184 صوتا لولا الأوراق العالمية المرتبة، وفي الترتيب لا يمكن النظر إلى الوجود الجزائري بمعزل عن الدور الذي لعبته روسيا وقوى عظمى أخرى، علما أن المصوتين في الجمعية العامة للأمم المتحدة صوتوا على 5 دول هي الجزائر وغويانا وسيراليون وسلوفينيا وكوريا الجنوبية، لكن الدعاية كانت من نصيب الجزائر(..)، ليطرح السؤال عن دور المغرب في هذه المحطة، التي ظهر فيها اسمه إلى جانب إسرائيل والإمارات وجيبوتي وليبيريا وأوكرانيا، باعتبارها 5 دول عارضت التصويت على الجزائر، وهنا يطرح سؤال أين هي الولايات المتحدة الأمريكية؟ ولماذا لم تتحرك لمنع نتيجة من هذا النوع، علما أن فرنسا لعبت بالتأكيد دورا كبيرا ضد المغرب(..)؟
إعداد: سعيد الريحاني
من الجزائر يأتي “الشر” كله بالنسبة للمغرب.. فقد وقفت دولة تبون وراء تنظيم لقاء تنسيقي عسكري خطير، بمثابة تهديد للأمن القومي المغربي، رغم أن البعض حاول التقليل من أهميته، حيث كتبت الصحف عن “أول لقاء عسكري جمع ليبيا ومصر مع جبهة البوليساريو”، وتقول التفاصيل: ((اجتمع قادة عسكريون من ثلاثة دول عربية، هي الجزائر ومصر وليبيا، إضافة إلى قائد عسكري في جبهة البوليساريو، أمس السبت، في العاصمة الجزائرية.. ويندرج الاجتماع في إطار اللقاء الـ 11 للجنة رؤساء الأركان، والاجتماع العاشر لمجلس وزراء الدفاع للدول الأعضاء في قدرة إقليم شمال إفريقيا، التي تتبع الاتحاد الإفريقي، علما أن الاجتماع يخصص لمناقشة مسألة التعاون الإقليمي في مجال مكافحة الإرهاب في المنطقة، وفضّ النزاعات، وعمليات إحلال السلام.. وهذا اللقاء هو الأول من نوعه الذي يجمع قادة عسكريين من ليبيا ومصر مع قيادات عسكرية من جبهة البوليساريو، وبالإضافة إلى قائد أركان الجيش الجزائري، الفريق أول السعيد شنقريحة، حضر الاجتماع كذلك مساعد رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، اللواء أركان حرب عصام الجمل، ورئيس هيئة الأركان العامة لحكومة الوحدة الوطنية الليبية، الفريق أول محمد علي الحداد، ورئيس أركان جبهة البوليساريو محمد الولي أعكيك.. وقد ناقش الاجتماع عددا من الملفات المرتبطة بحالة التعاون العسكري وبناء القدرات لجيوش دول المنطقة، وآليات تطوير التعاون بين مكوناتها)) (المصدر: العربي الجديد/ 7 ماي 2023).
لا مجال للقول أن لقاء من النوع سالف الذكر، كان عبثا، خاصة فيما يتعلق برمزية التواجد المصري، فهذه “رسالة غير ودية” إزاء المغرب، خاصة وأن مصر تسير على خطى الجزائر في الآونة الأخيرة، علما أن باحثين مغاربة يقللون من أهمية هذه الخطوة، ربما بحسن نية، ولا مجال لحسن النية في “الدبلوماسية والعلاقات الدولية”.. فقد ((قلل المحامي والخبير في القانون الدولي ونزاع الصحراء، لحو صبري، من أهمية الصورة المتداولة لجلوس قيادات عسكرية مصرية وليبية جنبا إلى جنب مع البوليساريو في اجتماع عسكري بالجزائر، وقال صبري: إن هذه الخطوة لا تخرج عن سابق ما تقوم به الجزائر من خطوات من أجل إبراز البوليساريو على أنها دائمة الحضور، وأنها مقبولة من دول إفريقية، وأن الجزائر تمارس أيضا التضليل والتزييف والتزوير للحقائق، وقد تكون مارست الخداع وأخفت حقيقة أنها تريد صناعة صورة أو سرقة مظهر من المظاهر المعنية)) (المصدر: موقع العمق المغربي/ 8 ماي 2023).
بخلاف ما يقوله الباحث، فإن الاجتماعات العسكرية لا يمكن الحديث فيها عن محاولة توريط طرف لطرف آخر، ولا مجال للقول مثلا إن مشاركة العسكر المصري في اجتماع الجزائر بحضور البوليساريو، تم دون إذن من القيادة في القاهرة، بل إن تفسير هذه الخطوة يكمن فيما يعتقده البعض من محاولة جزائرية لمحاصرة المغرب عن طريق بناء اتحاد جديد خارج عن اتحاد المغرب العربي.
وليس غريبا أن ينتج عن التقارب الجزائري المصري تقارب آخر من نفس النوع بين مصر وموريتانيا، وانظروا إلى المسافة الكبيرة بين البلدين، بل إن الرئيس ولد الغزواني قام بزيارة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأكثر من ذلك، عقدا مؤتمرا صحفيا أكدا من خلاله أن ((المباحثات بينهما تناولت مختلف الموضوعات الثنائية والإقليمية والدولية، وعكست إرادتنا السياسية لتعزيز العلاقات بين البلدين والارتقاء بها في مختلف المجالات، كما:
- اتفقنا على تطوير التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية؛
- اتفقنا على سرعة الإعداد لعقد الدورة المقبلة للجنة العليا المشتركة المصرية الموريتانية لتعميق الشراكة الثنائية بين البلدين؛
- ناقشنا تطورات القضية الفلسطينية، وتوافقنا في الرؤى على ضرورة عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بليبيا بالتزامن مع خروج جميع القوات الأجنبية؛
- أكدنا أهمية التوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار والحفاظ على المؤسسات الوطنية السودانية؛
- تناولنا ملف “سد النهضة” الإثيوبي وتبعاته الخطيرة على الأمن المائي لدول مصب حوض النيل؛
من جانبه، اعتبر ولد الشيخ ولد الغزواني، أن لمصر مكانة خاصة في وجدان الشعب الموريتاني، إضافة للدور البارز الذي تلعبه القاهرة في القضايا الكبرى.. وأكد الرئيس الموريتاني، أن مباحثاته في القاهرة تطرقت للأوضاع في ليبيا والسودان، وكذلك مياه النيل، مشيدا بما وصفه بـ”صبر مصر” في التعاطي مع أزمة السد الإثيوبي)) (المصدر: عدة وكالات).
ما علاقة موريتانيا بليبيا؟ وكيف يمكنها أن تلعب دورا في قضية “سد النهضة”.. اللهم إلا إذا كانت جزء من حسابات خفية، حول وجود محور يتحرك لتأليف تنسيق جديد يحاول إقصاء المغرب من محيطه، ولا داعي للتذكير بأن دولة مثل مصر، لم تقدم إلى حدود اليوم عربونا للصداقة مع المغرب، حتى يتم محو الصورة التاريخية عنها، بل إن التطورات الأخيرة تعطي الانطباع بأن مصر تحن لأيام زمان، إذ ((لم تكن العلاقات المغربية المصرية بالجيدة في يوم من الأيام منذ استقلال المغرب إلى عهد الرئيس المصري أنور السادات.. فقد كان بين البلدين خلاف كبير، ونزاع دائم، وكانت مصر لا تتوقف عن التدخل في الشؤون المغربية حتى قبل استقلال المغرب، وقد كان لكل الأحداث التي تعرفها مصر تأثيرا كبيرا في المغرب، فمنذ استقلال المغرب، كان النظام القائم يتأثر بما يجري في مصر.. ولما أقدم عبد الناصر على تأميم قناة السويس في يونيو سنة 1956، وكان المغرب آنذاك قد حصل على استقلاله، فقد توقع الأمريكان والفرنسيون أن تؤثر تلك الخطوة في المغرب، وفي النظام القائم، ولمحوا إلى إمكانية أن يقوم حزب الاستقلال بالذهاب إلى ما ذهبت إليه مصر، وأن يقوم بتأميم كل المؤسسات التابعة للدولة، وأن يقوم بانقلاب على محمد الخامس، وقد وجدنا في بعض الوثائق الفرنسية، ومن بينها رسالة وجهها ديلون (Dillon)، سفير فرنسا في مصر، إلى بيناي (Pineau)، وزير خارجية بلاده، يقول له فيها بأنه: “في حالة ما إذا تمكن عبد الناصر من السيطرة على القناة، فإن مهمة الحبيب بورقيبة ومحمد بن يوسف ستكون صعبة، وسيستولي عليهم المتطرفون، وستكون فرنسا مجبرة – من خلال نتائج ذلك – على التخلي عن الجزائر، وبهذا سيضيع شمال إفريقيا من الغرب بصفة نهائية”.. ولقد استمر التوتر في العلاقات بين البلدين بعد ذلك، وكان الأمير مولاي الحسن دائم الحذر من جمال عبد الناصر، منذ تلك الأيام، وقد قام عبد الناصر بزيارة إلى المغرب في أواخر الخمسينات، وأقام الملك محمد الخامس حفل عشاء على شرفه، وكان الأمير مولاي الحسن يجلس قريبا منه، وقد لاحظ هذا الأخير أن جمال عبد الناصر يجد صعوبة في أكل الديك الرومي بالشوكة والسكين، فقال له بدهاء: “لا أظن أن أكل الديك الرومي أصعب من قلب حكم الملك فاروق”.. وعندما نشبت حرب “الرمال” بين المغرب والجزائر سنة 1963، استمرت مصر في معاداة المغرب، وأرسل جمال عبد الناصر حوالي ألف جندي لدعم الجيش الجزائري ضد المغرب، إضافة إلى عتاد حربي ومعدات، ومن بين هؤلاء الجنود، كان هناك الرئيس المصري المخلوع، حسني مبارك، الذي أرسله عبد الناصر لمعرفة وضعية وحاجيات الجيش الجزائري، غير أن الطائرة التي كانت تقله رفقة ضباط آخرين، سقطت داخل الحدود المغربية واعتقل ركابها…)) (المصدر: أرشيف الأسبوع).
أكثر من ذلك، فإن مصر غدت أقرب أكثر إلى خصوم المغرب، وعلى سبيل المثال، علاقاتها الأخيرة مع جنوب إفريقيا، بل إن هاتين الدولتين وصلتا إلى حد تنسيق مبادرة للوساطة بين أوكرانيا وروسيا.. فقد أعلن رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، يوم الثلاثاء، أن ستّة زعماء أفارقة يعتزمون زيارة روسيا وأوكرانيا في أقرب وقت ممكن، للمساعدة في إيجاد حل للنزاع بين البلدين.. وقال رامافوزا، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وافقا على استقبال البعثة ورؤساء الدول الإفريقية في كل من موسكو وكييف، وأوضح أنه أجرى مكالمات هاتفية منفصلة مع بوتين وزيلينسكي خلال نهاية الأسبوع، قدم خلالها مبادرة صاغتها زامبيا والسنغال وجمهورية الكونغو وأوغندا ومصر وجنوب إفريقيا)) (المصدر: عدة وكالات).
وعلى غرار التنسيق الروسي الجزائري، والذي بلغ مستوى غير مسبوق في التعاون العسكري(..)، فإن مصر بدورها تتجه لتتحول إلى قاعدة روسية، بعد أن أعلن المسؤولون الروس عن الرغبة في تحويلها إلى “مركز للحبوب في منطقة الشرق الأوسط”، ومعلوم أن الذين يتعاونون في مجال الحبوب، يمكن أن يتعاونوا في مجالات أكبر(..).
في الجزائر، وفي مصر، وفي جنوب إفريقيا، وفي تونس، ومن إيطاليا تكرر عزف أسطوانة البوليساريو، ونفس الأمر حصل في القارة الأوروبية (البرلمان الأوروبي نموذجا)، وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة تم التصويت لصالح الجزائر(..)، وكلها مبادرات تصب في غير صالح المغرب(..) رغم الإنجازات الكروية والبنية التحتية لبلاد أسود الأطلس.. وهو ما يطرح السؤال حول سبب تمسك المغرب بحلفائه التاريخيين علما أنهم يتجهون به نحو العزلة، ولا سيما المناورات الأمريكية(..)، والفاهم يجب أن يفهم قبل فوات الأوان.
Vous avez tout dit et bien dit et surtout prudence et jamais de confiance dans les pays de tiers monde surtout soi disant arabes qu’il faut être très ferme pour être respecté
L’équation marocaine très élevé pour les pays complotistes le maroc d’aujourd’hui n’est plus le maroc d’avant
تحليل جيد على المغرب الحدر ولكن لا يمكن ان يحشر المغرب في الزاوية ويبقى يتفرج فهنا توجد عدة حلول كبرها تصغار شمال افريقيا يوجد فيه 80/100 شباب وكلهم يحلمون بالظفة الاخرى فالنترك كل شباب افريقيا ان يذهبوا الى الظفة الاخري من المتوسط وكدلك شباب دول الساحل والصحراء لمادا المغرب يتحمل حراسة السواحل ليرتاح الخبتاء لا زم تتخلط الاموربرجل كلب وعلينا وعلى الاعداء لازم المنطقة تترون لا يمكن ان نقبل بالابتزاز والحكرة بركا اكلوا وشربوا ولازال يريدون المزيد لازمنتعلم نقول كفى من ظلم الاوروبي للافارقة