تحليلات أسبوعية

ملف الأسبوع | هل تصنف البوليساريو منظمة إرهابية ؟

المغرب ينجح في ربط الانفصال بالإرهاب

لا يختلف اثنان حول التقدم الكبير الذي أحرزه المغرب خلال السنتين الأخيرتين في ملف الصحراء المغربية، بداية من اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، مرورا بتأييد عدد من الدول لمبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب كحل نهائي ودائم لقضية الصحراء المغربية، وصولا إلى دعم عملاقين أوروبيين لمبادرة الحكم الذاتي هما ألمانيا وإسبانيا، ومؤخرا انضافت إليهما هولندا.

ولا يبدو أن نفَس الدبلوماسية المغربية الحركية والنشطة سيتوقف على استقطاب الدول من أجل دعم مبادرة الحكم الذاتي، بل يظهر أنها عازمة كل العزم على الانخراط في مشروع جديد، وهو ربط الحركات الانفصالية في إفريقيا بصفة عامة، وجبهة البوليساريو بصفة خاصة، بالتطرف والإرهاب، وهو ما ظهرت نواياه منذ مدة، وتوجت هذه المجهودات خلال مؤتمر التحالف الدولي لهزيمة “داعش” في العراق وسوريا، المنعقد مؤخرا في مراكش، ويبدو الهدف واضحا، هو السعي لتصنيف حركة البوليساريو، أو على الأقل جناحها المسلح، حركة إرهابية.

 

تتمة المقال بعد الإعلان

أعد الملف: سعد الحمري

 

    منذ بداية مؤتمر مراكش ضد الإرهاب،، عبرت الجزائر عن قلقها من مخرجاته.. فقد شكلت إشادة كبار ممثلي العواصم العالمية على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد “داعش” بمدينة مراكش، بالحكم الذاتي في الصحراء المغربية، غضبا لدى النظام الجزائري، حيث أطلقت وزارة خارجيته بيانا رسميا تتهم فيه أولا الرباط بـ”تضليل عدد من المشاركين”، وأن ذلك الدعم “حاد بهذه المبادرة الدولية عن هدفها المعلن”، وفي رد فعل انفعالي، أدانت وزارة الخارجية الجزائرية، في بيان لها يوم الخميس الماضي، ما وصفته بـ”تحويل المغرب إلى موضوع المؤتمر الدولي لمحاربة الجماعة الإرهابية داعش، الذي انعقد بمراكش، إلى حدث مخصص لقضية الصحراء”.

تتمة المقال بعد الإعلان

ورغم اعتراض الجزائر، فقد حقق المؤتمر نجاحا كبيرا وانتصارا للدبلوماسية المغربية، ويتضح ذلك من خلال البيان الختامي الذي وقعت عليه 85 دولة عضوا في التحالف الدولي لهزيمة تنظيم “داعش”، والذي نص صراحة على أن الحركات الانفصالية في إفريقيا تغذي الإرهاب عندما ((أكد الوزراء على أهمية مواجهة القضايا الكامنة وراء انعدام الأمن في القارة الإفريقية، مع التأكيد مجددا على أن أي حل دائم يعيق توسع “داعش” (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا) في هذه القارة، سوف يعتمد بالأساس على السلطات الوطنية، فضلا عن الجهود والمبادرات الإقليمية والشبه إقليمية والتي تعترف بدوافع الصراع السياسية والاقتصادية وتتصدى لها))، وأشار الوزراء بقلق إلى انتشار الجهات غير الحكومية الفاعلة، بما في ذلك الحركات الانفصالية، وانتشار الشركات العسكرية الخاصة في إفريقيا والتي تزعزع الاستقرار وتحدث مزيدا من الضعف للدول الإفريقية، وأن ذلك من شأنه أن يخدم في نهاية المطاف التنظيم المتطرف “داعش” وغيره من المنظمات الإرهابية والعنيفة المتطرفة، كما ذكر الوزراء بأن ((هزيمة “داعش” (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا) سوف يقودها المدنيون من قِبل، ومع، ومن خلال دولنا الإفريقية الأعضاء تماشيا مع مبادئ تولي مقاليد الأمور على الصعيد الوطني، ووفقا للحاجات الخاصة للدول الأعضاء الأفارقة))، ووجه الوزراء التحية لدولة بينين، لانضمامها إلى تحالف هزيمة تنظيم “داعش”، مما رفع عدد الدول الأعضاء إلى خمسة وثمانين، حيث تشكل جهود التحالف جزء لا يتجزأ من هيكلية مكافحة الإرهاب العالمية.

ويحاول هذا الملف رصد أهم المحطات التي جعلت المغرب يربط بين الانفصال والإرهاب، حتى اقتنعت عدة قوى بهذا الطرح.. فهل سيتوج ذلك بتصنيف جبهة البوليساريو منظمة إرهابية ؟

ثوابت دبلوماسية قائمة على محاربة الحركات الانفصالية ودعم الوحدة الترابية لكل دول العالم

تتمة المقال بعد الإعلان

    بنى المغرب دبلوماسيته، القائمة على عدم دعم الحركات الانفصالية منذ مدة، ولم يحاول ابتزاز بعض الدول بهذه الورقة، وقد عارضت المملكة بشدة أي حركة انفصالية في العالم وكانت دائمة الحرص على التأكيد على دعم الوحدة الترابية لكل البلدان، وعلى رأسها مسألة انفصال كتالونيا عن المملكة الإسبانية، التي اشتدت مطالبها ووصلت أوجها سنة 2017، حيث نظم الإقليم يوم 10 أكتوبر من نفس السنة، استفتاء شعبيا يدعو إلى الانفصال عن المملكة الإيبيرية، ووقتها خرج المغرب بصريح العبارة، وصرح الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، مصطفى الخلفي، قائلا: ((إن المغرب مع الموقف الذي أعلن على مستوى إسبانيا إزاء استفتاء كتالونيا))، موضحا أن ((البلد له ثوابت تحكم سياسته الخارجية، ولهذا نحن مع الموقف الذي أعلن على مستوى إسبانيا إزاء استفتاء كتالونيا))، وهو الإقرار بعدم شرعيته.

ورغم الأزمات المتعددة بين البلدين بسبب دعم إسبانيا لجبهة البوليساريو، إلا أن المغرب لم يعلن يوما عن دعمه لاستقلال كتالونيا، وعندما قامت الأزمة الأخيرة بين المملكتين، وحاولت إسبانيا إقحام الاتحاد الأوروبي في الأزمة، وجه وزير الخارجية ناصر بوريطة، الاتهام إلى إسبانيا بما وصفه “الهروب إلى الأمام” عبر محاولة إقحام الاتحاد الأوروبي في الأزمة بين البلدين، وتابع بوريطة: ((لا يمكن لإسبانيا رفض الانفصال داخليا وتشجعه في بلد جار)) (في إشارة إلى إقليم كتالونيا).

وقبل أيام من عودة العلاقات المغربية الإسبانية إلى طبيعتها، أعلنت فيكتوريا ألسينا، وزيرة العمل الخارجي في كتالونيا، عن افتتاح مندوبيات حكومية جديدة في أوروبا وإفريقيا وأمريكا وآسيا خلال العام الجاري، وأعادت السلطة التنفيذية الكتالونية (غير معترف بها) تحديد الولاية الجغرافية للتمثيليات الحالية، وتغيير اسم العديد من المندوبيات لتعكس نطاقها بشكل أفضل، ومن ضمن هذه التغييرات نقل تمثيليتها السياسية والدبلوماسية من تونس إلى الرباط بالمغرب، وتمت إعادة تسميتها باسم المندوبية الحكومية في شمال إفريقيا، غير أن الرباط لم تظهر أية نوايا في إمكانية قبول نقل مقر تمثيلية الحكومة الكتالانية الانفصالية في شمال إفريقيا من تونس إلى المغرب، وقال مصدر مسؤول بأن ((موضوع نقل مقر حكومة الكتلان من تونس إلى المغرب ليس من أجندات الخارجية المغربية في الوقت الراهن)) (المصدر: هسبريس/ 10 مارس 2022).

تتمة المقال بعد الإعلان

وقبل هذا الموقف بأيام، كانت الأزمة الروسية الأوكرانية قد انطلقت، وعلى هذا الأساس أصدرت المغرب بيانا رسميا أكد أن المملكة المغربية تتابع بقلق تطورات الوضع بين روسيا وأوكرانيا، وجددت المملكة المغربية، حسب البيان، دعمها للوحدة الترابية والوطنية لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.

نجاح المغرب قبل شهرين من مؤتمر مراكش في جلب دعم الدول العربية لإصدار بيان يدين تمويل إيران لحركة انفصالية هدفها ضرب الوحدة الترابية للمملكة

تتمة المقال بعد الإعلان

    وإذا كانت الدبلوماسية المغربية قد انخرطت منذ مدة في دعم الوحدة الترابية لكل دول العالم وعدم التدخل في شؤونها، فإنها في المقابل، عملت على معارضة دعم الحركات الانفصالية، ومحاولة بعض الدول التوسع في منطقة شمال إفريقيا، وعلى رأسها التصدي للنفوذ الإيراني في شمال القارة السمراء.. فقد عملت الدبلوماسية المغربية بالنفس الطويل بخصوص علاقة إيران مع جبهة البوليساريو، وكما هو معلوم بأن العلاقات بين المغرب وإيران كانت متوترة على الدوام، فقد دامت هذه القطيعة بين البلدين سبع سنوات من سنة 2009 إلى 2016، غير أن الوضع عاد إلى الانفراج وعادت المياه إلى مجاريها بين الدولتين في سنة 2016 لتعود معها العلاقات الدبلوماسية بشكل طبيعي.

ورغم ذلك، ففي ظل مطامح إيران التوسعية في شمال إفريقيا، وعلاقاتها المشبوهة والقوية مع النظام الجزائري، وفي ظل سعي جبهة البوليساريو إلى الخروج من عزلتها، بدأ الحديث في الخفاء والعلن عن وجود علاقات بين النظام الإيراني وجبهة البوليساريو، وهو ما أدى إلى نشوب أزمة جديدة بين المغرب وإيران مطلع شهر ماي سنة 2018، وقتها، أعلن وزير الخارجية ناصر بوريطة، عن قطع المملكة المغربية لعلاقاتها مع الجمهورية الإيرانية، وأوضح أن الرباط طلبت من السفير الإيراني مغادرة الرباط، بعد حصول المغرب على معلومات تكشف دعما ماليا ولوجستيا وعسكريا قدمه “حزب الله” اللبناني للبوليساريو، وفي اتصال مع شبكة “الجزيرة”، قال بوريطة أن ((أسباب القرار مرتبطة بتهديد الأمن الوطني للمملكة المغربية، وتهديد المواطنين المغاربة، من خلال أدلة دامغة ومعطيات دقيقة توفرت لدى المغرب تثبت أن “حزب الله” وبتنسيق مع سفارة إيران في الجزائر، قدم كل المساعدات لجبهة البوليساريو لتكوين قيادة عسكرية، وتدريب عناصر من الجبهة على الحرب، فضلا عن تسليمها أسلحة)) (المصدر: شبكة “الجزيرة”/ 2 ماي 2018).

وأضاف ناصر بوريطة، أن ((هذه المعطيات تم تقديمها إلى نظيره الإيراني جواد ظريف في العاصمة طهران، إلا أنها لم تلق أجوبة بشأن هذه الأدلة))، مشيرا إلى أنه كان لا بد من رد حازم تجاه هذا الدعم العسكري، كما أن المغرب قرر استدعاء سفير المملكة في إيران، وإغلاق السفارة المغربية في طهران، في المقابل، نفت إيران اتهامات المغرب لها بتسهيل عمليات إرسال أسلحة إلى جبهة البوليساريو، وذلك غداة قطع الرباط علاقاتها الدبلوماسية مع طهران على خلفية هذه المسألة، وأفاد بيان للخارجية الإيرانية بأن التصريحات الصادرة عن وزير الخارجية المغربي بشأن وجود تعاون دبلوماسي بين إيران وجبهة البوليساريو “كاذبة”، وقال المتحدث باسم الوزارة بهرام قاسمي: ((إن المسؤولين الإيرانيين أكدوا خلال الاتصالات بين مسؤولي البلدين في الأيام الماضية، أن الاتهام مرفوض ولا أساس له من الصحة))، وأوضح قاسمي أن ((من أهم مبادئ السياسة الخارجية لإيران هي احترام سيادة الدول وأمنها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية)).

وفي سياق متصل، نفى “حزب الله” اتهام المغرب له بدعم وتدريب جبهة البوليساريو، وأصدر بيانا بالمناسبة جاء فيه: “تعليقا على القرار المغربي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران وحول مزاعم وزير خارجيتها بقيام “حزب الله” بدعم وتدريب جبهة البوليساريو، ينفي “حزب الله” هذه المزاعم والاتهامات جملة وتفصيلا)).

إذن، دخل المغرب وإيران في قطيعة منذ سنة 2018، غير أن ما أثبت أن اتهام المغرب لإيران لم يكن مجرد حسابات سياسية، هو إعلان إيران عن دعمها لجبهة البوليساريو بشكل علني سنة 2021، عندما أكد المستشار الأول للبعثة الدائمة لإيران لدى الأمم المتحدة، محمد رضا سهرايي، يوم 20 مارس من نفس السنة، على دعم بلاده لجبهة البوليساريو، مصرحا أن إيران تقف إلى جانب “حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير”، ودعا المغرب إلى ((وقف انتهاكاته لحقوق الإنسان في الأجزاء المحتلة والكف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى والطعن في سلامتها الإقليمية، وأن يفي بالتزاماته تجاه الشعب الصحراوي، ويوقف انتهاكاته لحقوق الإنسان وينفذ قرارات الأمم المتحدة))، وفق تعبيره.

غير أن الرباط لم تقم بالرد على الدعم الإيراني الواضح والصريح لجبهة البوليساريو، بل إنها تصرفت بذكاء وحكمة وانتظرت سنة كاملة لتجيب عن طريق جامعة الدول العربية، وذلك يوم 20 مارس من السنة الجارية.. فقد عبر مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، عن رفضه قيام إيران بتسليح عناصر انفصالية تهدد أمن واستقرار المغرب.

وأقر الاجتماع الوزاري العربي قرارا اتخذته اللجنة الوزارية العربية الرباعية المعنية بمتابعة تطورات الأزمة مع إيران وسبل التصدي لتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية، والتي اجتمعت على هامش المجلس، (قرار) يقضي بالتضامن مع المملكة المغربية في مواجهة تدخلات النظام الإيراني وحليفه “حزب الله” في شؤونها الداخلية، خاصة ما يتعلق بتسليح وتدريب عناصر انفصالية تهدد وحدة المغرب الترابية وأمنه واستقراره، وأكدت اللجنة أن هذه الممارسات الخطيرة والمرفوضة تأتي استمرارا لنهج النظام الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار الإقليمي، وترأس أعمال اللجنة المملكة العربية السعودية، وضمت في عضويتها كلا من الإمارات والبحرين ومصر والأمين العام لجامعة الدول العربية، وهو القرار الذي قبلته الجزائر على مضض في ظل الإجماع على دعم المغرب.

أبرز معالم علاقة البوليساريو بالمخدرات والإرهاب منذ مطلع الألفية الثالثة

    بقدر ما ينظر الخبراء إلى أن إفريقيا تعتبر مستقبل العالم بقدر ما ينظر إليها كمصدر مشاكل العالم مستقبلا.. فعلى الأقل أصبحت منطقة الساحل وساحل غرب إفريقيا، منطقة تتزاحم فيها كل الأشياء التي من شأنها تهديد الأمن والسلم العالميين، وعلى رأسها الإرهاب والمخدرات وتهريب البشر إلى غير ذلك من الموبقات الأخرى…

فبخصوص مشكلة المخدرات، قام الصحفي والمحقق الفرنسي، آلان جوردن، ببحث مهم حول علاقة جبهة البوليساريو بالمخدرات والإرهاب وترجمه الإعلامي المغربي عبد العزيز كوكاس، ومن ضمن ما جاء في البحث، أن التقديرات تشير إلى أنه في سنة 2012 فقط، عبر هذه المنطقة أكثر من 18 طنا من المسحوق الأبيض تتجاوز قيمته 1.25 مليار دولار، وفي ذات السياق، كشفت وثيقة نشرها موقع “ويكيليكس” في فبراير 2012، عن التواصل الخطير بين البوليساريو وأباطرة الكوكايين في أمريكا اللاتينية.

وفي ذات السياق، دعا مدير المركز الدولي للدراسات حول الإرهاب، يونا ألكسندر، إلى عدم التقليل من شأن هذا التواطؤ الذي يتوسع ليشمل تنظيم “القاعدة” في بلاد المغرب الإسلامي، ورغم هذه التحذيرات، فقد أصبح الساحل وساحل غرب إفريقيا أحد الطرق العالمية لعبور الكوكايين القادم من الأمريكتين، وبذلك، ساهم الاتجار في المخدرات في تأجيج تدفق الأسلحة، حيث أصبحت منطقة الساحل، خلال السنوات الخمس الأخيرة، مجالا خصبا لاستقبال خزائن الأسلحة الليبية. (المصدر: هسبريس/ 28 نونبر 2020).

وفي إطار علاقة جبهة البوليساريو بتجارة المخدرات، اعتقلت الشرطة الموريتانية، في يونيو 2016، أربعة عناصر من البوليساريو بحوزتهم خمس كيلوغرامات من المخدرات خلال حملة أجريت في شمال البلاد، كان من ضمنهم مجيدي إيدا إبراهيم حميم، ابن إيدا إبراهيم حميم، الوالي السابق لمخيم “السمارة” في تندوف والوزير الحالي للتنمية في جبهة البوليساريو.

وبعد عام واحد، ألقي القبض على عضوين آخرين من البوليساريو في يونيو 2017، أثناء عملية لمكافحة المخدرات بحوزتهما أسلحة وذخيرة حية، ووسائل الاتصال عبر الأقمار الصناعية ومركبات صالحة لكل التضاريس ومبالغ هامة من المال من العملتين المغربية والجزائرية، ويعطي هذا الاكتشاف المصداقية لتقارير المخابرات الغربية حول الاتصالات القوية بين تجار الأسلحة والمخدرات ووسطاء الهجرة غير المشروعة والجماعات المتطرفة المسلحة في منطقة الساحل.

أما علاقة الجبهة بالإرهاب، فقد بدأ التنبيه إليها منذ حوالي عقد من الزمن، وقد جمع الباحث الفرنسي أهم التحذيرات التي نبهت إلى ذلك.. فقد لاحظ خوسيه ماريا جيل غار، الخبير الدولي في شؤون الإرهاب والجريمة المنظمة، خلال تدخله أمام لجنة الأمم المتحدة الرابعة في 4 أكتوبر2011 بنيويورك، أن ((البوليساريو عامل لزعزعة الاستقرار في جنوب صحراء الساحل الإفريقي لارتباطاتها الثابتة مع تجار المخدرات والشبكات الإرهابية التي تتطور في المنطقة))، وهو الرأي الذي يشاركه فيه السفير الأمريكي السابق، إدوارد غابرييل، عندما قال: ((إن تكاثف الأنشطة الإرهابية وتهريب المخدرات والاتجار بالبشر، تشهد على أن عدم حل قضية الصحراء هو عامل لعدم الاستقرار في منطقة الساحل الصحراوي))، كما سبق لتقرير نشره المركز الأوروبي للاستخبارات الاستراتيجية والأمن تحت إشراف كلود مونيكيه عام 2008، أن قدر بأن ((الحركة (جبهة البوليساريو) أصبحت تشكل أكثر من أي وقت مضى تهديدا لاستقرار المنطقة)).

وفي ذات السياق، فإن حميتي رباني، أحد القادة السابقين للحركة الانفصالية ووزير العدل السابق لدى جبهة البوليساريو، يقول بشكل رسمي: ((لقد وصلت الحركة اليوم إلى الباب مسدود، ولكي لا يرتمون في أحضان اليأس، انتقل بعض عناصرها إلى الدين.. لقد ملأ الله الفراغ الذي خلفته الإيديولوجية العتيقة لقيادة البوليساريو)) كما سبق لعبد الحق الخيام، مدير المركز الوطني للأبحاث القضائية سابقا، أن صرح في أبريل 2017، لقناة “فرنسا 24″، بأن ((ما لا يقل عن مائة عضو من البوليساريو انضموا إلى تنظيم الدولة الإسلامية)).

و((لعل أخطر الإرهابيين الذين خرجوا من رحم الجبهة وبايعوا “داعش”، هو “أبو الوليد الصحراوي”، زعيم فرع تنظيم “القاعدة” في بلاد المغرب الإسلامي الموجود في شمال مالي وجنوب الجزائر، والذي قدم ولاءه لـ”أبي بكر البغدادي” في ماي 2015، وأصبح يشكل خطرا حقيقيا على المغرب، حيث دعا في ماي 2016 إلى مهاجمة ممثلي بعثة “المينورسو” في مدينة العيون، وثكنات الجيش المغربي والمنظمات الدولية، كما حرض على استهداف السياح الغربيين الموجودين في مختلف المنتجعات الساحلية في جميع أنحاء المغرب، وهذا التهديد أخذ على محمل الجد، فمجموعته منتشرة في منطقة غاو على الحدود مع النيجر، مع حدود بوركينافاسو وفي وسط مالي، وفي نهاية عام 2016، أخذت السلطات المغربية التهديد الذي أطلقه “أبو وليد الصحراوي” على محمل الجد، ومن أبرز العمليات التي قام بها نصب كمين أودى بحياة أربعة جنود أمريكيين وأربعة نيجريين في النيجر، بتاريخ 4 أكتوبر 2017، واستمر في أعماله إلى أن قتل في صيف 2020)) (المصدر: هسبريس/ 29 نونبر 2020).

في ظل هذه التطورات، وفي ظل التواطؤ المفضوح للجبهة مع الحركات الإرهابية وشبكات المخدرات العالمية.. هل ينجح المغرب في كسب التأييد الدولي لتصنيف جبهة البوليساريو حركة إرهابية ؟

يبدو أن هذا هو المشروع الذي تعمل عليه المملكة.

‫5 تعليقات

  1. Mais le vrai nom de cet organisation terroriste c’est le régime Harki terroriste làche d’alger qui ce cache derrière les voyous marionnettes du sahel et çà tout le monde le sait mais leurs gesticulations et surtout leurs lâchetés ne peuvent rien faire contre la détermination et la puissance du marocune équation très élevé pour les Charlots ramassés caporaux des années vingt qui ne changeront rien ou quelques choses sur les terrains des braves

  2. Oui la vraie marionnette a genoux devant ces maîtres Harkis depuis 1962 ce n’est pas étonnant du peuple le plus marionnette du monde arabe qui chante pendant les grèves au lieu d’une révolution bon courage marionnette on vous connaît bien le bla bla et le vide total ya Rakhiss et la queue pour demi litre de lait aux diables toi la marionnette et et vôtres Harkis làches

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى