تحليلات أسبوعية

ملف الأسبوع | أسرار تاريخية عن العلاقة بين الملكية ورؤساء فرنسا

من جيسكار ديستان إلى ماكرون

منذ الاستقلال.. ظل ما يحدث في فرنسا يؤثر بشكل كبير على المغرب، خصوصا عند صعود أي رئيس جديد لقيادة بلاد الأنوار، وكان لذلك تأثير على المغرب بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، كما ميزت مرحلة حكم كل رئيس فرنسي علاقات خاصة بالعاهل المغربي، سواء في شقها الإيجابي أو السلبي.. فقد تميزت العلاقات بين البلدين على عهد الرئيس شارل ديغول، أول رؤساء الجمهورية الخامسة الذي استمر في حكمه من سنة 1959 إلى سنة 1969، تميزت بمنعطفين: في مرحلة أولى، كانت العلاقات بين البلدين عادية وطبيعية، إلى أن جاءت حادثة اغتيال الزعيم الاتحادي المهدي بنبركة فوق الأراضي الفرنسية، وفي مرحلة ثانية، أدى هذا الحادث إلى قطيعة بين البلدين استمرت إلى ما بعد وفاة الجنرال ديغول، ولم تنته إلا سنة 1972، عندما استأنفت العلاقات بين البلدين من جديد بقيام الملك الحسن الثاني بزيارة رسمية إلى فرنسا بالتزامن مع المحاولة الانقلابية الثانية التي قادها الجنرال أوفقير.

 

أعد الملف: سعد الحمري

 

فاليري جيسكار ديستان صديق الحسن الثاني.. أول رئيس فرنسي يزور المغرب

    بدأ النسق التصاعدي يعود للعلاقات بين المغرب وفرنسا، وبلغت ذروتها عندما تم انتخاب رئيس جديد، هو فاليري جيسكار ديستان سنة 1974، والذي خلال مرحلة حكمه اكتسبت العلاقات بين البلدين زخما كبيرا.. فبعد سنة من توليه سدة الحكم، عقد العزم على القيام بزيارة رسمية إلى المغرب، ومن هنا بدأت وسائل الإعلام الفرنسية تبدي اهتماما كبيرا بالعلاقات المغربية الفرنسية، ونظمت الصحافة الفرنسية سلسلة من اللقاءات مع العاهل المغربي، ومن ذلك التصريح الذي خص به الحسن الثاني محطة ”فرانس الدولية” يوم 28 أبريل 1975، وكان من أهم الأسئلة التي طرحت على الملك الراحل: “هل للمغرب مشاكل مختلفة مع فرنسا؟”، فأجاب بالنفي، وأكد أنه خلال نقاشه مع السفير الفرنسي حول تطور العلاقات بين البلدين، تمهيدا للزيارة التي كان مقررا أن يقوم بها الرئيس فاليري جيسكار ديستان، تبين أنه لا توجد أدنى مشكلة معلقة بين فرنسا والمغرب تكون في مستوى أن تطرح على رئيسي الدولتين، أما المشاكل الموجودة، فهي بسيطة تحل على مستوى المستشارين.

وخلال حوار ملكي مع التلفزة الفرنسية يوم 2 ماي 1975، اعتبر الملك أن زيارة رئيس الجمهورية الفرنسية للمغرب تدخل في إطار تاريخي وتقليدي يتلاءم مع العلاقات العريقة التي تربط البلدين، وأوضح أنه من المؤكد أنه لم يكن مفاجئا في الماضي لو سمحت بذلك وسائل المواصلات بأن يأتي لويس الرابع عشر إلى مكناس أو أن يذهب المولى إسماعيل إلى فرساي.

وبخصوص النتائج التي كان ينتظرها الملك من زيارة الرئيس الفرنسي، أكد الحسن الثاني أنه يتوقع أن يفتح مع جيسكار ديستان سجلا جديدا من العلاقات بين فرنسا والمغرب، وأن الأمر لا يعني كتابة صفحة جديدة، لأن ذلك غير كاف، ولا يعني الأمر كذلك إعطاء منطلق جديد للعلاقات المغربية الفرنسية، لأن هذا المنطلق شرع فيه منذ مدة طويلة، ولكن الأمر يعني بكل بساطة، أن يعطى للحياة المشتركة طابع يتناسب مع عبقرية الشعبين، ومع الرغبة التي عبر عنها واستشعرها بإخلاص وعمق، كل من فخامة رئيس الجمهورية الفرنسية والملك الحسن الثاني شخصيا.

وهكذا قام الرئيس الفرنسي بأول زيارة للمملكة، واعتبرت أول زيارة لرئيس فرنسي منذ استقلال المغرب، حيث حل يوم 3 ماي 1975 بالرباط، وصدر على إثرها بيان مشترك، نوه من خلاله بالعلاقات المغربية الفرنسية على جميع الأصعدة، كما تضمن تعهد الشركات الفرنسية المستثمرة في المغرب بأن تساهم في مخطط التنمية بالمملكة.

مباشرة بعد هذه الزيارة، قام الحسن الثاني، رفقة ولي العهد حينها، محمد السادس، والأمير مولاي رشيد، بزيارة رسمية سنة 1976 إلى باريس، كرد لزيارة الرئيس جيسكار ديستان، عبر خلالها الملك الراحل عن قوة العلاقة التي تربط بين المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية، وإعجابه بالنموذج الفرنسي.. وهكذا استمرت العلاقات بين البلدين في حالة ممتازة.

فرانسوا ميتران // فاليري جيسكار ديستان

فرانسوا ميتران بين صراع حزبه مع الحسن الثاني ومصالح فرنسا في المغرب

    غير أن الأمر لم يستمر على نحو جيد.. فقد عانى المغرب منذ بداية ثمانينات القرن الماضي من عدة مشاكل، منها أزمة خانقة على المستويين الداخلي والخارجي.. فعلى المستوى الداخلي، شهدت أسعار السلع الأساسية ارتفاعا صاروخيا، أما على المستوى الخارجي، فقد كانت مشكلة الصحراء المغربية في أشدها، إضافة إلى أن الجارة الشرقية كانت تمر بأحد أفضل فتراتها على المستوى الاقتصادي منذ تأميم الغاز والبترول انطلاقا من سنة 1979، الأمر الذي حدا بها، وأمام توافر الأموال، إلى الضغط على المغرب في منظمة الوحدة الإفريقية، معتمدة في ذلك على القوة المالية الكبيرة التي كانت تتمتع بها، كما بدأ الإعداد لانتخابات الرئاسة الفرنسية، والتي كانت تؤشر على فوز الاشتراكيين، مما كان يعني مشاكل جديدة للمغرب، خاصة وأن المرشح الاشتراكي كان قد توعد خلال حملته الانتخابية بزيارة الجزائر، والتقارب معها على حساب المغرب.

وفي خضم هذه التطورات، زار الملك الحسن الثاني فرنسا يوم 6 مارس 1981، والتقى الرئيس الفرنسي فاليري جيسكار ديستان، وأجرى معه محادثات استغرقت ساعة وربع الساعة، تداولا خلالها حول القضايا الثنائية والقضايا الجهوية، وبطبيعة الحال، قضايا يمكن أن تهم فرنسا والمغرب على حد سواء دون أن يكون البلدان معنيان بها بصورة مباشرة.

ومباشرة بعد ذلك، عقد الملك ندوة صحفية أكد من خلالها أنه لم يأت ليناقش وساطة فرنسية بين المغرب والجزائر، وشدد على أن فرنسا مستعدة للعب دور الوسيط، إلا أنه لم يطلب منها أحد القيام بذلك، وخلال زيارته، ربطت وسائل الإعلام الزيارة الملكية بصفقة أسلحة مغربية فرنسية، إلا أن الحسن الثاني أجاب بأن الرجل الحكيم هو الذي يبحث دائما عن النصائح أولا، فالأسلحة موجودة في كل مكان.

بعد هذه الزيارة بشهرين، جرت الانتخابات الرئاسية الفرنسية، وانتهت بفوز فرانسوا ميتران، الذي هزم فاليري جيسكار ديستان، صديق الملك الحسن الثاني، وبهذا أصبح ميتران يوم 10 ماي أول رئيس اشتراكي للجمهورية الفرنسية، وهو الأمر الذي مهد لتحول جديد في العلاقات بين الدولتين.

في مؤتمر صحفي، قدم الملك الحسن الثاني رأيه في الرئيس الجديد، وكان السؤال المطروح عليه كالتالي: ”صاحب الجلالة، لقد قلتم ذات يوم أن السيد جيسكار صديقكم.. فهل سيكون الرئيس ميتران صديقا لكم كذلك؟”، فأجاب الملك بأنه ((من المؤكد.. فإذا أراد الرئيس ميتران أن نصبح أصدقاء، فإنني أقبل ذلك بكل ما أكنه له من تقدير، سيكون أكبر مني سنا، ولكني لا أرى أي سبب يمنعنا من أن نصبح صديقين، إننا نحب معا التاريخ والثقافة، إنه رجل يؤمن بالإنسانية وأنا كذلك، ثم إننا – زيادة على هذا وذاك – نتعارف منذ سنة 1956، إلى أن انقطع خبر بعضنا عن بعض لأسباب أجهلها، لقد عرفته عند الأستاذ إيزار سنة 1956 صحبة السيد كاستونديفين، والتقينا مرارا بعد ذلك، وحتى لما خيمت بعض السحب على العلاقات المغربية الفرنسية، مثل اختطاف طائرة بن بلة، وأحمد الله على أنه لم يكن في الحكومة آنذاك، وإذا أراد أن أصبح صديقه الحميم، فعليه أن يقرر، لأنه أكبر مني سنا، ومهما يكن.. فليس هناك من مشكل)). 

وفور انتخاب الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا ميتران، أرسل الملك الحسن الثاني برقية تهنئة له يوم 11 ماي 1981، وقد جاء فيها: ((يطيب لنا أن نوجه إليكم تهانينا الودية بمناسبة انتخاب فرنسا لكم لتبوء أسمى منصب فيها، لقد طبع العلائق بين بلدينا باستمرار طابع المثالية ونحن حريصون أشد ما يكون الحرص على أن تنمو هذه العلائق متسمة بسمة الانسجام لخير دولتينا وصالحهما، ولن يدخر المغرب من جهته أي وسع لوقاية العلاقات الفرنسية المغربية من كل سوء، وجعلها في مأمن من كل مكروه)).

بالمقابل، كان أول إجراء ضد المغرب، هو إقدام فرنسا، بعد انتخاب الرئيس الجديد، على دعوة الحزب الاشتراكي الحاكم إلى تقرير المصير في الصحراء المغربية، وبناء عليه، عقد الملك ندوة صحفية يوم 1 يونيو من نفس السنة، وطرحت عليه جريدة “لاكروا” السؤال التالي: ”صاحب الجلالة، إن المشاكل المرتبطة بنزاع الصحراء لا تأتي فقط من الدول الإفريقية، ولكنها قد تأتي من بعض الدول الغربية ومن بينها فرنسا، التي تتوفر على أغلبية جديدة، خاصة وأن الحزب الاشتراكي دعا إلى تقرير المصير بالنسبة للصحراويين.. فكيف سيكون رد فعلكم إزاء فرنسا؟”، لكن الحسن الثاني أجاب بالقول: ((ليس من الحكمة الخلط بين وضعية داخلية فرنسية وقضية إفريقية.. لقد غيرت فرنسا رئيسها، ولكنني لا أظن أنها غيرت سياستها حيال إفريقيا، وإضافة لذلك، وفيما يرجع للصحراء، لا أظن أن الرئيسين جيسكار ديستان وفرانسوا ميتران، يختلفان في اعتبار أن المشكل يتطلب حلا سياسيا.. لقد كان الرئيس السابق يؤكد لي وجوب إيجاد حل في إطار إفريقي، أضف إلى ذلك أن الأفارقة أظهروا اقترابا أكثر إلى الواقع، ولو قاموا بتحليل الطبيعة الحقيقية للبوليساريو كمنظمة تحرير، لكانوا قد فهموا أن الجبهة لا تتوفر على المعطيات التي تعرف بها منظمات التحرير، وأكاد أكون على يقين بأنه خلال الاتصالات التي ستتم بيننا، سواء مباشرة أو بكيفية غير مباشرة، فإن الرئيس ميتران يعرف أنه يتكلم من موقع قصر الإليزيه وليس من شارع سولفيرينو، وهذا شيء مهم، خاصة وأن الأمر يتعلق برجل عرف بخبرته السياسية)).   

وعندما قرر الرئيس الفرنسي الجديد زيارة الجزائر كأول وجهة إفريقية، طرحت العديد من التساؤلات حول تفضيله الجزائر على المغرب، وقد كان ذلك موضوع سؤال وجه للملك خلال ندوة صحفية عقدت يوم 27 نونبر 1981، ليجيب الملك الحسن الثاني: ((لماذا سأغار من ذلك؟ فالرئيس الفرنسي لا يعيش بين خليلاته؟ إنه يزور من يشاء، بل إنني تمنيت أن يبدأ بالجزائر، وسواء بدأ بزيارة المغرب أو الجزائر، فلا يمكنه أن يتحدث لهذا الجانب أو ذاك إلا عن السلام والتفاهم والتعاون، وخلال حملة الرئيس الفرنسي الانتخابية، تحدث عن زيارة الجزائر، فمن الطبيعي – كما قال ذلك بنفسه – أن يلتزم الرئيس ميتران بالوعود التي قدمها المرشح ميتران، وبعد هذا، يمكنني القول إننا نتحادث إما هاتفيا أو بواسطة مبعوثين شخصيين، حيث تجمعني والرئيس الفرنسي علاقات متقاربة وعلاقات خاصة من الوجهة السياسية إذا أمكن التعبير بهذه الطريقة)).

ورغم توتر العلاقات بين المغرب والحزب الحاكم الفرنسي، حيث طالب الحزب الحاكم وبلغة متعجرفة، بإطلاق سراح عبد الرحيم بوعبيد بعد اعتقاله سنة 1982، إلا أن العلاقات بين المغرب وفرنسا استمرت بصورة جيدة رغم استمرار فرانسوا ميتران في الحكم لولايتين متتاليتين، من سنة 1981 إلى سنة 1995. 

نيكولا ساركوزي // فرانسوا هولاند // إيمانويل ماكرون

جاك شيراك ونيكولا ساركوزي.. شهر عسل طويل بين المغرب وفرنسا

    في سنة 1995، أجريت انتخابات فرنسية جديدة كان من نتائجها فوز المرشح جاك شيراك، الذي كان يعتبر صديق المغرب، والذي قام بعد انتخابه بفترة قصيرة، بزيارة للمغرب يوم التاسع عشر من يوليوز 1995، التقى خلالها الملك الحسن الثاني، وكانت أول مناسبة يلقي فيها خطابا أمام الجالية الفرنسية في المغرب، كما أنها شكلت دفعة كبيرة للعلاقات الثنائية بين البلدين.. ومن تم بدأ الحديث عن شهر عسل بين المغرب وفرنسا.. فقد أجرى الملك الحسن الثاني حوارا مع جريدة “لوفيغارو” الفرنسية، يوم 29 أبريل 1996، وكان أول سؤال أثار الملك هو عندما سأله الصحفي بأن شهر عسل قد بدأ بين المغرب وفرنسا، في إشارة إلى العلاقة الجيدة بينه وبين الرئيس الجديد جاك شيراك، فأجاب الحسن الثاني بكلمة واحدة وهي ”ولم ذلك؟”، فعاد الصحفي وذكر بأن العلاقات بين البلدين كان يطبعها بعض الخلاف، ليجيب الملك بأنه ((كان هناك بعض سوء التفاهم مع فرنسا شبه الرسمية، لكن فرنسا الرسمية لم يكن للمغرب معها أدنى مشكل))، ولاحظ المحاور أن الملك يتفاهم مع الرئيس الجديد، وأكد الحسن الثاني أن ذلك صحيح، على اعتبار علاقة الصداقة التي تربط بينهما منذ عشرين سنة، وقد نشأ تفاهم بينهما، وعن سبب صداقتهما أوضح العاهل المغربي بأنها مسألة تربية، على اعتبار أن جاك شيراك رجل حريص جدا على اللباقة والتربية الحسنة، وهو ما يوجد عند ملك المغرب، وأضاف أنه عندما يحافظ المرء على مدى أكثر من أربعين سنة على العادات الحسنة التي تلقاها من مربيته أو من الذين سهروا على تربيته، فهذا يعني أن له ذاكرة حية، وعندما تكون للمرء ذاكرة حية، فإنه يتميز بالاحترام والاعتراف بالجميل والوفاء، وعليه، ألح الملك على أن الصداقة التي تجمعه بالرئيس الفرنسي هي مسألة تربية، وأضاف أن القاسم المشترك بينه وبين الرئيس الفرنسي، هو أنهما ترعرعا في ظل رفيقين للتحرير، وهما الجنرال دوغول والملك المغفور له محمد الخامس.

وأثناء لقاء صحفي ملكي يوم فاتح ماي 1996 للقناة التلفزية الفرنسية الثانية، ثمن العاهل المغربي العلاقات المغربية الفرنسية عندما أكد أن علاقات المد والجزر طبيعية بين كل الدول، وألح على أن المغرب وفرنسا لم يعرفا فترات عصيبة منذ زمن بعيد.

بعد وفاة الحسن الثاني، كانت أول زيارة لشيراك إلى المغرب بتاريخ التاسع من أكتوبر 2003، التقى خلالها الملك محمد السادس، ثم بعد ذلك زار ثلاثة مدن مغربية، هي فاس وطنجة والرباط، كما كان اليوم الأخير من زيارته للمغرب (11 أكتوبر)، مناسبة لإلقائه خطابا أمام البرلمان المغربي بغرفتيه الأولى والثانية، وإلى جانب هذه الزيارات الرسمية التي قام بها شيراك لبلادنا، تحدثت عدد من المصادر الصحفية عن زيارات متكررة له بعيدا عن الأضواء، خاصة لمدينة تارودانت.

استمرت العلاقات الممتازة بين المغرب وفرنسا، بعد أن خلف نيكولا ساركوزي جاك شيراك في قصر الإليزيه، حيث كان المغرب هو أول محطة يتوجه إليها خارج دول الاتحاد الأوروبي، وكانت بتاريخ 23 أكتوبر 2007، وخلال الزيارة أجرى ساركوزي مباحثات مع الملك محمد السادس، ووقع عددا من اتفاقيات التعاون بين البلدين، خاصة على مستوى قطاعات النقل والتعاون القضائي والضمان الاجتماعي والمعادن، حيث تجاوز الغلاف المالي لتلك المشاريع ثلاثة ملايير أورو، كما أنه كان ثاني رئيس فرنسي، بعد شيراك، يلقي خطابا أمام البرلمان المغربي.

فرانسوا هولاند وإيمانويل ماكرون وبوادر سحب البساط من تحت فرنسا لمصلحة أمريكا

    شكل فوز فرانسوا هولاند على نيكولا ساركوزي في الانتخابات الرئاسية التي جرت سنة 2012، مفاجأة للعديد من الدول ومن بينها المغرب، إذ طبع الأجواء بين البلدين توتر كبير، وخصوصا بعدما قامت الشرطة الفرنسية باستدعاء مدير المخابرات المغربية عبد الطيف الحموشي، للتحقيق معه من أجل مزاعم التعذيب، وهو الأمر الذي أدى إلى تشنج في العلاقات، وتجميد المغرب لاتفاقية التعاون القضائي مع فرنسا، ثم عادت بعد ذلك المياه إلى مجاريها بعد زيارة الرئيس الفرنسي للمغرب سنة 2015.

لكن الأمر مختلف تماما على عهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.. فمع اقتراب نهاية ولايته، تمر العلاقات المغربية الفرنسية بفترة “صمت مطبق”، ما يطرح تساؤلات عديدة حول مستوى العلاقات بين البلدين الشريكين على أكثر من صعيد، ومنذ الصيف الماضي، لم يتبادل الجانبان الزيارات الدبلوماسية، فيما تسببت قضية التجسس (بيغاسوس) وتشديد باريس شروط منح التأشيرات للمواطنين المغاربة، في تلبد سماء علاقات البلدين بالغيوم، كما أن المغرب لا يبدو أنه أصبح يعير اهتماما كبيرا للانتخابات الفرنسية وما ستنتج عنها، حيث لوحظ أن المغرب اتجه في السنوات الثلاث الأخيرة إلى أمريكا.. فهل هو تقارب مغربي أمريكي ظرفي، أم أن الأمر يتعلق بتوجه جديد على حساب فرنسا، ما سيؤدي إلى فقدان فرنسا لمصالحها بالمغرب ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى