تحليلات أسبوعية

ملف الأسبوع | هل تعجل أزمة الطاقة العالمية بتنفيذ مشروع خط الغاز المغربي – النيجيري ؟

تداعيات الحرب الأوكرانية

منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، دارت عجلة الأحداث بسرعة كبيرة على الصعيد العالمي، وطفت عدة قضايا على السطح، لعل أبرزها أزمة الطاقة التي أصبحت دول الاتحاد الأوروبي تعاني منها في ظل اعتمادها على الغاز الروسي بصفة أساسية، حيث يغطي هذا الأخير ما يقارب نصف احتياجات دول الاتحاد الأوروبي، وهو الأمر الذي حال دون قدرة أمريكا والدول الأوروبية على فرض عقوبات اقتصادية قاسية على روسيا في ظل تبعيتهم لها على مستوى الأمن الطاقي.

ولمواجهة هذا المشكل، بدأ التفكير الفوري في التخلص من هذه التبعية لروسيا، في مرحلة أولى، عن طريق مطالبة والضغط على الكثير من الدول، ومنها دول الخليج والجزائر، من أجل رفع حصتها من إنتاج الغاز الطبيعي والبترول، وقد بيّن تعامل هذه الدول مع الضغوطات الأمريكية من أجل زيادة الإنتاج، كيف أن العالم أصبح مقبلا على تحول هام في تاريخه، وأن المعادلة ستتغير لا محالة، وبالتالي، سيكون هناك تغيير في موازين القوى،حيث ظهر أن حاجة أوروبا إلى الأمن الطاقي ستفرض عليها -دون شك – التفكير في الاعتماد على مصادر أخرى للغاز الطبيعي.. فهل سيمهد ذلك إلى دعم وتسريع مشروع خط الغاز النيجيري المغربي؟

 

تتمة المقال بعد الإعلان

أعد الملف: سعد الحمري

 

رغبة أمريكا في عدم نشوب نزاع بين المغرب والجزائر خلال أي توتر سببه روسيا، ليس وليد اليوم

تتمة المقال بعد الإعلان

    إذا ما عدنا إلى التاريخ القريب، فدائما ما نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية تبدي تخوفها من إمكانية نشوب حرب بين المغرب والجزائر، لا لشيء إلا لاعتبار أن ذلك يشكل مدخلا للنفوذ الروسي إلى المنطقة، ونجد أن وثائق المخابرات الأمريكية عبرت عن تخوفها من إمكانية نشوب نزاع مسلح بين البلدين سنة 1975 عند بداية قضية الصحراء المغربية، حيث لاحظت أن النفوذ السوفياتي كان في أوجه في تلك المرحلة، عندما كانت هناك أزمة يونانيةتركية في شرق حوض البحر الأبيض المتوسط، وكذلك كانت ليبيا التي كان رئيسها معمر القذافي عبارة عن أداة في يد السوفيات للتغلغل داخل القارة الإفريقية، وعلى هذا الأساس كانت أمريكا تعمل ضد تحول حوض البحر الأبيض المتوسط لساحة للصراعات، وهو ما كان يعني نفوذا أكبر للسوفيات في إحدى أهم المناطق في العالم.

وعندما بدأ اليوم التوتر الروسي الأوكراني، ظهر كم أن الولايات المتحدة الأمريكية حريصة على عدم نشوب نزاع بين المغرب والجزائر، وكيف أنها تضع الصراع المغربي الجزائري في ميزان الصراع الروسي الأوكراني، ومن أقوى الأدلة على ذلك، أنه في خضم بداية التوتر الروسي الأوكراني في شهر فبراير الماضي، وفي ظل اهتمام العالم بكامله بما كانت ستؤول إليه الأمور هناك، وجد وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن، وقتا لاستقبال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء المغربية، ستيفان دي ميستورا، لبحث آفاق هذا النزاع والحلول الممكنة، وهو ما يؤكدعلى اهتمام واشنطن الكبير بملف كان يعتبر حتى الأمس القريب ثانويا للغاية بالنسبة إليها.

وبعد اللقاء، قال المتحدث الرسمي باسم الدبلوماسية الأمريكية، نيد برايس، أن وزير الخارجية بلينكن بحث مع المبعوث الأممي تطورات ملف الصحراء، ونتائج جولته الأولى لدى الأطراف المعنية، ثم شدد على التزام واشنطن بدعم الجهود التي يبذلها دي ميستورا في قيادته للعملية السياسية الخاصة بالأمم المتحدة في ملف الصحراء،وفي الوقت ذاته، كشف أن المسؤول الأمريكي والأممي بحثا أيضا المشاركة الدبلوماسية مع الشركاء الدوليين لتعزيز عملية سياسية موثوقة تحقق حلا منطقيا ودائماللصراع الدائر في المنطقة.

تتمة المقال بعد الإعلان

لقد اعتبر استقبال وزير الخارجية الأمريكية للمبعوث الأممي مفاجأة حقيقية، ويعود ذلك إلى ثلاثة أسباب رئيسية وهي: أولا، تزامن الاستقبال مع انشغال واشنطن بالنزاع الروسيالغربي حول أوكرانيا، ثانيا، عادة ما كان مسؤولون مساعدون لوزير الخارجية الأمريكي هم الذين يتولون استقبال المبعوث الأممي ومعالجة ملف الصحراء معه، باستثناء حالة واحدة، عندما كان المبعوث جيمس بيكر، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، يعالج الملف على مستويات عليا في البيت الأبيض، وثالثا، كشف الاستقبال عن الأهمية التي توليها الولايات المتحدة لنزاع الصحراء وضرورة التقدم في البحث عن الحل.

أنبوب الغاز القادم من الجزائر عبر المغرب نحو أوروبا والذي توقف عن العمل

رفض الجزائر رفع زيادة حصتها من الغاز الموجه إلى أوروبا رغم الضغوط الأمريكية

    مع بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، ظهرت بعض النتائج الفورية لهذه الحرب، لعل أهمها عدم قدرة واشنطن على فرض قيود كبيرة على الاقتصاد الروسي، بسبب اعتماد دول الاتحاد الأوروبي بشكل كبير على الغاز والبترول الروسيين، وتأكد أن الولايات المتحدة تريد المزيد من إمدادات الغاز لحلفائها الأوروبيين، لتخليصهم من التبعية لموسكو، في ظل الحرب الروسية على أوكرانيا، ويأتي هذا في وقت أكد فيه الاتحاد الأوروبي عزمه على التخلي نهائيا عن الغاز الروسي على المدى القريب والمتوسط، مع العلم أن الغاز الروسي يمول السوق الأوروبية بأكثر من 40% من احتياجاتها في مجال الطاقة، وفي ذات الإطار، ذكرت صحيفة “إلموندو” الإسبانية، خبرا مفاده أن “الاتحاد الأوروبي وضع مخططا لتعويض الغاز الروسي، إذ بدأ بالتفاوض مع كل من قطر ومصر والجزائر وأذربيجان”.

تتمة المقال بعد الإعلان

ومن هنا بدت الضرورة ملحة لواشنطن من أجل حث بعض الدول على مضاعفة إنتاجها من الغاز الموجه لأوروبا، وكان من ضمن الدول المعنية بذلك،الجزائر والمغرب، على اعتبار أن هناك خطاللغاز كان يمر من الجزائر عبر المغرب ويصل إلى إسبانيا، غير أنه انقطع منذ شهر أكتوبر الماضي، عندما رفضت الجزائر تمديد العقد بينها وبين المغرب بسبب قطع العلاقات السياسية بين البلدين.

وفي هذا الإطار،((قامت نائبة وزير الخارجية الأميركي، ويندي شيرمان، بزيارة إلى كل من المغرب والجزائر وإسبانيا، حيث قادت وفدا أجرى جولة منالحوار الاستراتيجيبين البلدين حول القضايا السياسية الإقليمية والتعاون المشترك، وبعد نهاية الزيارة إلى المغرب، جددت المسؤولة الأمريكية دعم بلادها لمخطط الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب منذ سنة 2007 حلا نهائيا للنزاع حول أقاليم الصحراء، بمنحها إدارة ذاتية تحت السيادة المغربية،وقالت ويندي شيرمان: إن الولايات المتحدة تواصل اعتبار المخطط المغربي للحكم الذاتي جادا وذا مصداقية وواقعيا، وذلك باعتباره مقاربة تستجيب لتطلعات سكان المنطقة، وذكر البيان المشترك أيضا، أن الطرفين أعربا عن دعمهما الثابت للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، في قيادته للملف السياسي المتعلق بالصحراء، تحت رعاية الأمم المتحدة، ثم قامت بزيارة في الأيام التالية إلى كل من الجزائر وإسبانيا، حيث عقدت مع مسؤولي البلدين جولة من الحوار الاستراتيجي أيضا، وبعد نهاية الجولة، بدا أن الهدف الأساسي من زيارة المسؤولة الأمريكية للبلدان الثلاثة، هو بالضبط أنبوب الغاز الذي يمر عبر المغرب إلى إسبانيا، حيث فاتحت الدبلوماسية الأمريكية إسبانيا والمغرب والجزائر في مسألة إعادة فتح أنبوب الغاز الجزائري عبر المغرب)) (المصدر: عربي بوست / 13 مارس 2022).

وقالت صحيفة “إلموندو” في سياق متصل: ((إن إسبانيا رحبت بالاقتراح الأمريكي، مؤكدة أن إعادة تشغيل الأنبوب المغاربيالأوروبي سيعود بالنفع على إسبانيا وأوروبا في الظرف الحالي)).

تتمة المقال بعد الإعلان

وفيما يتعلق بالموقف الجزائري،فإن الجزائر – حسب موقع “عربي بوست” -لا تنوي فتح الصنبور المتحكم في تدفق الغاز عبر الأنبوب المغاربيالأوروبي رغم الضغوطات التي باتت تمارس عليها من طرف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، وبعيدا عن ربط أسباب رفض الجزائر إعادة تشغيل أنبوب الغاز المغاربي، فقد اعتبر موقع “عربي بوست” أن الجزائرترفض إعادة تشغيل الأنبوب لسببين: أولهما يتعلق بقدراتها الإنتاجية التي لا تسمح لها بتشغيل 3 أنابيب دفعة واحدة (ميدغاز، المغاربي-الأوروبي، الأنبوب الإيطالي)، بحيث سيكون عليها إنتاج قرابة 50 مليار متر مكعب سنويا، بينما إمكانياتها تسمح حاليا بإنتاج 40 مليار متر مكعب على أقصى تقدير،أما السبب الثاني،فله صلة بالعلاقات الجزائرية الروسية، التي قد تتوتر، وربما تنهار في حال فكرت الجزائر في لعب دور البديل لغازها، رغم أن الفارق في الإنتاج السنوي والإمدادات الموجهة لأوروبا غير متكافئة، إذ تصدر موسكو إلى القارة العجوز 40% من احتياجاتها الطاقية، بينما تصدر الجزائر لدول الاتحاد الأوروبي 11% فقط. 

أما السبب الثاني الذي قدمه موقع “عربي بوست” كسبب رئيسي يحول دون إعادة فتح أنبوب الغاز المغاربي، فهو مردود عليه من طرف موسكو نفسها التي رفعت الحرج عن الجزائر في هذا الباب، حيث قال السفير الروسي في الجزائر، إيغور بيلياييف:((إن العلاقات الجزائرية الروسية لن تتأثر بأي زيادة محتملة في ضخ الغاز الجزائري نحو أوروبا)).

وأوضح في حديثه مع صحيفة “ليكسبريسيون” الجزائرية الصادرة بالفرنسية، أن بلاده تنظر إلى زيادة ضخ الغاز الجزائري نحو القارة الأوروبية كـ”مسألة تجارية بحتة”، كما ذكر السفير أن “روسيا تحيي وتحترم موقف الجزائر فيما يتعلق بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يدين روسيا، والذي امتنعت الجزائر عن التصويت عليه”، وجاء ذلك في وقت تواصلت فيه السلطات في إسبانيا وإيطاليا مع الجزائر لبحث موضوع الإمدادات بالطاقة.

وبناء عليه، فإن السبب المباشر هو رغبة الجزائر في عدم استفادة المغرب من أنبوب الغاز، حيث كشفت الـ”إلموندو”، أن ((الجزائر حذرت مدريد من توفيرها لكافة حاجيات المغرب من الغاز عن طريق نقله عبر الأنبوب المغاربي الأوروبي”جي. إم. إي”)).. فقد اشترطت الجزائر على إسبانيا عدم تحويل الغاز الجزائري إلى المغرب بعد الاتفاق الثنائي بين الرباط ومدريد، وكان المغرب وإسبانيا قد توصلا في بداية شهر فبراير المنصرم، إلى اتفاق بشأن استخدام الغاز الطبيعي المسال منالمحطات الإسبانية من طرف المغرب لتزويد الغاز الطبيعي عبر خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي، غير أن الجزائرحذرت من فكرة إقدام إسبانيا على إرسال الغاز القادم من الجزائر لصالح المغرب بطريقة عكسية، عبر الأنبوب المغاربي الأوروبي”جي. إم. إي” الذي كان يستخدم لتصدير الغاز إلى أوروبا قبل أن تتوقف عن استخدامه في نهاية أكتوبر المنصرم.

لأول مرة.. بعض أعضاء مجلس التعاون الخليجي في خلاف مع أمريكا

ليست الجزائر وحدها من رفضت الضغوط الأمريكية.. بل السعودية والإمارات أيضا

    لا يبدو أن الجزائر وحدها من تعارض الضغوط الأمريكية الأوروبية لتوريد أوروبا بالغاز، فقد أصبح السياق الدولي يتسم بمعارضة العديد من الدول رفع حصتها في السوق الدولية من الطاقة، ومن ذلك ما أصبحت تعيشه أمريكا من مصاعب في هذه الأيام مع كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.. فقد قالت صحيفة “الغارديان” في هذا الصدد:((إن البيت الأبيض في مواجهة مع كل من الإمارات والسعودية لحل أزمة الطاقة العالمية في ظل الحرب المستمرة بأوكرانيا،حيث تحاول كل من أبوظبي والرياض الحصول على مقايضة كبيرة مع واشنطن، علما أن العلاقات الأمريكية مع الشرق الأوسط في أدنى حالاتها، ولم تشهد مثلها في العصر الحديث، لذا، فإن هناك تقديرات بأن هذا سيؤدي إلى إعادة النظام الإقليمي بطريقة تصب في مصلحة كل من الرياض وأبو ظبي)).

وذكرت نفس الجريدة، أنه ((في الرياض يشعر محمد بن سلمان أن الرئيس جو بايدن تجاهله منذ وصوله إلى البيت الأبيض، فجريمة قتل جمال خاشقجي على يد رجال استخبارات سعوديين في تركيا، والحرب في اليمن، واعتقاله لناشطي حقوق الإنسان، ومقاطعة قطر، جعلته “منبوذا” بالنسبة للإدارة، أما الخلافات مع أبوظبي، فهي صارخة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. فقد فوجئت إدارة بايدنبامتناعها عن التصويت في مجلس الأمن والذي نظر إليه الدبلوماسيون في نيويورك على أنه مقايضة “اخدمني أخدمك” مع روسيا ومقابل دعم موسكو لقرار تقدمت به الإمارات لتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية، وعبرت السعودية والإمارات عن غضبهما من قرار إدارة بايدن إلغاء قرار اتخذته إدارة دونالد ترامب بوضع الحوثيين على قائمة الجماعات الإرهابية الأمريكية، في وقت واصلت فيه الإدارة محادثات صعبة مع إيران لإحياء الملف النووي الذي خرجت منه إدارة ترامب في عام 2018.

وهناك أمور أخرى غير النفط واليمن وحقوق الإنسان، فالشعور القوي في الرياض وأبوظبي، هو أن نهج بايدن في المنطقة أصبح ناقدا للحلفاء التقليديين ومتساهلا مع إيران التي تظل عدوا لهما.

وقد أدى توتر العلاقات بين الرياض وواشنطن، إلى رفض ولي العهد السعودي الأمير محمد بنسلمان، تلقي مكالمة من الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخرا، بشكل بدا مهينا للرئيس الأمريكي))، في حين كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية مؤخرا، أن ((السعودية وجهت دعوة إلى رئيس الصين شي جين بينغ، لزيارتها، في وقت تشهد فيه العلاقات بين واشنطن والرياض توترا ملحوظا)).

وذكرت الصحيفة أن ((زيارة الرئيس الصيني للسعودية، التي ستكون أول زيارة خارجية لشي جينبينغ منذ بدء جائحة “كوفيد 19″، من المقرر أن تتم بعد شهر رمضان، وأن السعودية تحضر لاستقبال الرئيس الصيني بحفاوة بالغة على غرار زيارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للمملكة كأول دولة يزورها عقب توليه السلطة عام 2017، حيث عقد القمة الإسلامية الأمريكية، وذلك في تكريم لافت آنذاك للمملكة من قبل ترامب خالف به التقاليد الدبلوماسية الأمريكية بأن تكون الزيارة الأولى للرئيس بعد انتخابه،للمكسيك أو كندا أو إحدى الدول الأوروبية الكبرى الحليفة لواشنطن))..

دفع توتر الأجواء بين الرياض وأبوظبي من جهة وواشنطن من جهة أخرى،رئيس وزراء بريطانيا، بوريس جونسون، إلى زيارةمنطقة الخليج بدأها بالسعودية ثم الإمارات، وقد جاءت هذه الزيارةفي وقت تحاول فيه الدول الغربية الحصول على مزيد من واردات الطاقة وتخفيف اعتمادها على الغاز والنفط الروسي وإبطاء ارتفاع أسعارهما، نتيجة العقوبات التي فرضها الغرب على موسكو بسبب غزو أوكرانيا، وفي هذا الصدد، سبق أننشرت “الغارديان” تقريرا قالت فيه:((إن رئيس الوزراء بوريس جونسون، سيواجه مصاعب كبيرة في إقناع السعوديين والإماراتيين بزيادة معدلات إنتاج النفط))،وأشار التقرير إلى أن ((رئيس الوزراء يواجه انتقادات في الداخل وفي الخليج في محاولاته لرفع مستويات إنتاج النفط)).

تمويل خط الغاز المغربي النيجيري حل للمدى البعيد

    يظهر أن رفض رفع الإنتاج في مجال الطاقة من طرف بعض الدول لا يقتصر على الجزائر فقط، بل هو موجة عالمية في إطار محاولة رسم خريطة عالمية سياسية جديدة، حيث أن دول الخليج ترفض لحد الآن أي ضغط أمريكي في هذا الباب، ويبدو أن الحرب الروسية الأوكرانية ستطول على الأقل إلى بداية شهر ماي، وهو الأمر الذي من شأنه أن يجعل الاتحاد الأوروبي يفكر جديا في حلول على المدى البعيد لمشكل الغاز الطبيعي، ومن الحلول الجاهزة، دعم خط أنبوب الغاز النيجيري المغربي، الذي يعرف التباطؤ لعدة اعتبارات، أهمها مشكل التمويل، ومزاحمة الجزائر للمغرب.

لذلك، لا نرى أن الاتحاد الأوروبي سيدعم مرور خط الغاز النيجيري عبر الجزائر، على اعتبار أنه سيمر من مالي التي تعرف نفوذا روسيا كبيرا، كما أن التجربة ستجعل دول الاتحاد لا ترغب في أن تكون جل إمدادات الطاقة مارة عبر الجزائر فقط، وإذا مر من المغرب، فعلينا ألا نغفل أن موريتانيا والسينغال اكتشفتا كميات هائلة من الغاز الطبيعي، وهو ما يعني أن تضخ هذه الدول التي سيمر عبرها خط الأنابيب النيجيري المغربي، حصتها الموجهة للتصدير عبره، ومن هنا يمكن لدول الاتحاد الأوروبي أن تمول هذا الخط على المدى القريب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى