تحليلات أسبوعية

ملف الأسبوع | سيناريوهات إنهاء الأزمة المغربية الإسبانية

إن المتتبع للعلاقات المغربية الإسبانية يجد أن ما يطبعها، هو الأزمة ونهاية الأزمة، مع استمرار بعض المشاكل.. ومؤخرا تسيطر على العلاقات بين البلدين حالة الأزمة بفعل تطورات ظهرت مؤشراتها مع سخط إسبانيا على الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه نهاية السنة الماضية، ثم انكشفت جليا بعد فضيحة استضافة الجارة الشمالية لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي فوق أراضيها من أجل الاستشفاء وبأوراق مزورة، لتدخل العلاقات بين الجارين في أزمة دبلوماسية خانقة ما زالت مستمرة إلى اليوم، إلا أنه بدأت تظهر في الأفق بوادر الانفراج، أو نهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة إن صح التعبير، وقد بدا ذلك واضحا من خلال إقدام إسبانيا على خطوة ظهرت كالمؤشر الكبير الذي عبر عن رغبتها في إنهاء هذه الأزمة، وذلك عندما تمت إقالة وزيرة الخارجية الإسبانية ومدير ديوانها، على اعتبار أنهما المسؤولين المباشرين عن تدبير عملية دخول زعيم البوليساريو إلى الأراضي الإسبانية بأوراق مزورة، غير أن ما زاد من تأكيد ظهور بوادر حقيقية لفتح صفحة جديدة بين البلدين، هو الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب يوم 20 غشت 2021، والذي جاء فيه: ((إن المغرب يحرص على إقامة علاقات قوية، بناءة ومتوازنة، خاصة مع دول الجوار، وهو نفس المنطق الذي يحكم توجهنا اليوم في علاقتنا مع جارتنا إسبانيا. صحيح أن هذه العلاقات مرت في الفترة الأخيرة بأزمة غير مسبوقة، هزت بشكل قوي الثقة المتبادلة، وطرحت تساؤلات كثيرة حول مصيرها))، وأضاف الملك ضمن نفس الخطاب، أن البلدين قاما بعمل جبار من أجل تجاوز المرحلة، عندما قال: ((غير أننا اشتغلنا مع الطرف الإسباني بكامل الهدوء والوضوح والمسؤولية، فإضافة إلى الثوابت التقليدية، التي ترتكز عليها، نحرص اليوم على تعزيزها بالفهم المشترك لمصالح البلدين الجارين)).

وأكد العاهل المغربي على وجود مفاوضات، وأوضح أنه تابع تطوراتها حيث قال: ((وقد تابعت شخصيا، وبشكل مباشر، سير الحوار، وتطور المفاوضات، ولم يكن هدفنا هو الخروج من هذه الأزمة فقط، وإنما أن نجعل منها فرصة لإعادة النظر في الأسس والمحددات التي تحكم هذه العلاقات، وإننا نتطلع بكل صدق وتفاؤل، لمواصلة العمل مع الحكومة الإسبانية، ومع رئيسها معالي السيد بيدرو سانشيز، من أجل تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة في العلاقات بين البلدين، على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل، والوفاء بالالتزامات)).

لكن، ما هي الخطوات التي سيقوم بها البلدان في سبيل إنهاء هذه الأزمة؟

تتمة المقال تحت الإعلان

أعد الملف: سعد الحمري

    لقد كثر الحديث مؤخرا عن زيارة قريبة لرئيس الحكومة الإسبانية إلى المغرب، أو وزير خارجيته، كما تتداول الصالونات السياسية والمنابر الإعلامية أخبارا عن قرب عودة السفيرة المغربية إلى مدريد، وأخرى تقول إنه سيتم تسمية سفير جديد، وكذلك الأمر بالنسبة للجانب الإسباني، وفي ظل الغموض الذي يلف القضية، نقترح قراءة كيف تمكن البلدان من تجاوز آخر أزمتين بينهما، ونقصد أزمة جزيرة ليلى سنة 2002 وأزمة يوليوز سنة 2007 بسبب زيارة العاهل الإسباني خوان كارلوس وعقيلته الملكة صوفيا إلى سبتة ومليلية المحتلتين.

المخرج من أزمة جزيرة ليلى جاء بمبادرات مغربية

تتمة المقال تحت الإعلان

    بدأت أول أزمة مغربية إسبانية على عهد الملك محمد السادس سنة 2002، بسبب ما يعرف بقضية جزيرة ليلى، وذلك عندما قامت دورية من الدرك الملكي بالهبوط فوق الجزيرة الصغيرة من أجل مراقبة تجارة التهريب والهجرة غير الشرعية، فردت عليها إسبانيا بتدخل عسكري جندت له كل عتادها الثقيل من أجل صخرة صغيرة فوقها نفر من الدركيين المغاربة، عندها اندلعت أزمة حادة بين البلدين، لم تنته إلا بعد تدخل الولايات المتحدة الأمريكية كوسيط بين الطرفين وانتهى الأمر باتفاق بينهما.

بدأ الحديث، كما اليوم، عن الطريقة التي من الممكن أن تنهي الخلافات بين البلدين، وبعد مرور شهرين على الاتفاق حول جزيرة ليلى، تقرر أن يقوم محمد بنعيسى، وزير الخارجية المغربي، إلى إسبانيا، وذلك يوم 23 شتنبر 2002، إلا أن اللقاء تأجل بسبب شكوى قدمتها وزارة الخارجية المغربية بفعل توقف طائرة هيلكوبتر إسبانية فوق جزيرة ليلى بشكل خرق الاتفاق بين البلدين، وحصل ذلك قبل يوم واحد من زيارة بنعيسى المقررة، غير أن رغبة المغرب في إنهاء الخلاف، جعلت الملك محمد السادس يتحرك بعد حادثة غرق باخرة إسبانية في سواحل إقليم غاليسا، منتصف شهر نونبر 2002، ليقرر منح الصيادين في المنطقة إمكانية الصيد في المياه المغربية لمدة ثلاثة أشهر، وهي الالتفاتة التي استغلتها الحكومة الإسبانية، واعتبرتها مؤشرا وإشارة إيجابية، حيث قال نائب رئيس الوزراء الإسباني: “إنه أمر نقدره حق قدره”.

ولم يتأخر الأمر، حتى قام وزير الخارجية المغربي، يوم 11 دجنبر، بزيارة إلى مدريد، وتم الإعلان عن فتح صفحة جديدة في العلاقات، وتمخض عن الزيارة تكون خمس لجان ترأسها عن الجانب المغربي، الطيب الفاسي الفهري، كاتب الدولة في الخارجية، ورامون خيل كاساريس، كاتب الدولة في الخارجية الإسبانية، وشملت مجالات العمل، القضايا السياسية والهجرة وتحديد المجال البحري والقضايا الاقتصادية والثقافية والمجتمع المدني، وبذلك صارت الطريق معبدة للقاء آخر بين الوزير بنعيسى ونظيرته آنا بلاثيو في الرباط، نظرا لإلحاح وزيرة الخارجية الإسبانية على ضرورة عودة السفراء إلى مكانهما.

تتمة المقال تحت الإعلان
بوريطة

هكذا عاد سفراء البلدين إلى عملهما..

    عجلت وزيرة الخارجية الإسبانية بزيارة إلى المغرب يوم 30 يناير 2003، واجتمعت بالملك محمد السادس بأكادير، وهناك طلبت من جلالته إعادة السفير المغربي إلى مدريد، وبالفعل استجاب الملك لطلبها، حيث عاد السفير المغربي إلى مدريد يوم 3 فبراير 2003، أي بعد 15 شهرا من الغياب، ورجع السفير الإسباني، فيرناندو أرياس سلغادو، إلى الرباط، وكان ذلك بمثابة المؤشر الإيجابي على عودة العلاقات بين البلدين إلى مجراها الطبيعي.

كما أن مأساة 16 ماي 2003 الإرهابية، قربت بين البلدين، عندما بعث خوسي ماريا أثنار، برسالة تعزية إلى الملك، وأكد عزم بلاده على الوقوف إلى جانب المغرب في محاربة الإرهاب، ثم إن المغرب استغل حادثة غرق مهاجرين سريين، نهاية شهر أكتوبر 2003، بسواحل إقليم قادس، للإعلان عن إنشاء مديرية لمراقبة الحدود وخلق مرصد للهجرة، وهو ما يعكس تحولا في التعاطي مع هذا الملف.

تتمة المقال تحت الإعلان

انتهت الأزمة واستمرت أسباب الخلافات العميقة

    غير أن مؤشر إنهاء الأزمة بين البلدين، كان من طرف رئيس الوزراء الإسباني خوسي ماريا أثنار، الذي استقبل إدريس جطو، الوزير الأول المغربي، في مزرعة كينتوس دي مورا، التي وصفتها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس، بمثابة منتجع “كامب ديفيد”، وهذه المزرعة لم يستدع لها رئيس الوزراء الإسباني إلا رئيس وزراء بريطانيا طوني بلير والرئيس الأمريكي جورج بوش الابن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أما رابع الشخصيات المهمة فقد كان الوزير إدريس جطو الذي استقبله فيها يوم 5 نونبر 2003.

بعد أربع ساعات من الاجتماع، خرج الرجلان أمام الكاميرات ليوضحا أن الأمور تغيرت بين البلدين، وأن الصداقة والتعاون سيكونان أمتن وأقوى من الفترة السابقة، وليوحي أثنار بأن كل شيء على ما يرام، فلم يتردد في أن يكون أول رئيس حكومة أوروبي يعلن دعمه، أمام عدسات الكاميرات، لترشح المغرب لاحتضان مونديال 2006.

تتمة المقال تحت الإعلان

ورغم التصريح الإيجابي الذي عبر عنه أثنار خلال المؤتمر الصحفي، إلا أنه خلال الاجتماع، حصلت بعض النقاشات بين الرجلين أبرزت عمق الأزمة، حيث أن نقاشهما بشأن قضيتي الهجرة والصحراء المغربية، كان سلبيا.

بعد شهر كامل على زيارة إدريس جطو إلى إسبانيا، قام أثنار بزيارة إلى المغرب، يوم 8 دجنبر 2003، حيث كان برفقته سبعة وزراء يمثلون القطاعات الحيوية، وما إن حل بالمغرب حتى عنونت صحيفة “aujourd’hui le Maroc” المقربة من دوائر الحكم بالمغرب، صفحتها الأولى بـ”أثنار الرجل الذي يكره المغرب”، وقالت الجريدة في مقال حول الموضوع: إن شيئا لم يتم حله في القضايا التي كانت سببا في اندلاع الأزمة بين البلدين منذ البداية”.

كان رد فعل أثنار على الهجوم بأن قدم تصريحا لوكالة المغرب العربي للأنباء، عبر من خلاله عن كونه صديقا للمغرب، وأنه يشتغل بتفان في هذا السياق، وأكد أنه يطمح بأن تكون العلاقات بين البلدين قوية جدا، كما صرحت وزيرة الخارجية بأن اللقاء جاء ليفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، وما يؤكد البرود من الجانب المغربي، أن إدريس جطو لم يحضر الندوة الصحفية التي عقدت عقب انتهاء أشغال القمة العليا المشتركة، وكان ذلك يعني إشارة غير ودية تجاه خوسي ماريا أثنار الذي بقي وحيدا أمام الميكروفون يجيب عن أسئلة الصحافيين.

تتمة المقال تحت الإعلان

أما اللقاء الذي جمع بين الملك محمد السادس وأثنار، فقد كان الأول من نوعه منذ المواجهة في جزيرة ليلى، وكان باردا، وهو ما كشف عنه الملك محمد السادس خلال حوار صحفي مع صحيفة “إلباييس” الإسبانية، نشر في 16 يناير 2005، عشية زيارة عاهلي إسبانيا إلى مراكش، عندما سأله الصحافي إيغناسيو سيمبريرو، عن احتفاظه بذكرى طيبة عنه حيث قال: ((لا يمكنني قول ذلك، سيكون الأمر تبسيطيا جدا، فكل منا يعمل لصالح بلده، صحيح أنه كان من الممكن أن تكون العلاقات أفضل، وصحيح أنني لا أحتفظ بذكرى طيبة.. لقد أتيحت لي فرصة اللقاء به قبل النزاع الذي باعد بيننا وبين إسبانيا، وأقر أن علاقاتنا كانت عادية كفاية، وما حدث بعد ذلك ألقى بظلاله على هذه العلاقات، لقد أصبت بخيبة أمل لانعدام الثقة إزاء المغرب)).

هناك تشابه بين أزمتي 2002 و2021، في عمق الأزمتين وفي طول مدة قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، لكن هل سيكون حل الأزمة الآنية كالسابقة، أي أزمة 2002، مع استمرار أسباب الأزمة، أم سيكون هناك حل دائم لأسباب الأزمة وهما سبتة ومليلية وقضية الصحراء المغربية؟ وهل سيتم استقبال رئيس الحكومة الإسباني ببرودة كما استقبل خوسي ماريا أثنار؟

سانشيز

الخروج من أزمة 2007 كان بعودة السفيرين

تتمة المقال تحت الإعلان

    هزم خوسي ماريا أثنار في انتخابات 2004، وصعد مكانه ثباتيرو، وعلى خلاف حكومة أثنار، بدأت الأمور بين البلدين على نحو أفضل مع الحكومة الجديدة، وكان المغاربة جد متفائلين بهذا الرجل وبنظرته إلى المغرب، حيث كان يعتبره الشريك الاستراتيجي المهم، وبناء عليه، دخل الجاران، المغرب وإسبانيا، على عهده، شهر عسل طويل الأمد، إلى أن انقطع حبل الود بسبب زيارة العاهل الإسباني خوان كارلوس وعقيلته الملكة صوفيا، إلى سبتة ومليلية المحتلتين خلال شهر يوليوز 2007.

وقد كان الرد المغربي على هذه الخطوة، هو غضبة ملكية أتت بالسفير المغربي عمر عزيمان، ومعه كوادر السفارة المغربية بمدريد، إلى الرباط، فيما قرر الإسبان الإبقاء على السفير لويس بلاناس بالعاصمة المغربية وتتبع التطورات عن كثب، تماما كما حدث بعد سحب السفير عبد السلام بركة خريف 2001. سحب المغرب سفيره من مدريد إذن، وجاء في البيان أنه استدعي لمدة غير محددة.

وبعد نهاية الأزمة، بدأ التفكير في طريقة لعودة السفير تحفظ ماء وجه الطرفين، فكان المخرج من المأزق، هو أن يقوم وفد إسباني برئاسة وزير الخارجية ميغيل أنخيل موراتينوس، بتسليم رسالة إلى وزارة الخارجية المغربية، وروج لها على أساس أنها اعتذار إسباني عما حصل، لكنها كانت رسالة تحمل أفكارا عامة تدعو إلى ضرورة تقوية العلاقات الثنائية بين البلدين، وهكذا طويت الصفحة بأن أصدرت وكالة المغرب العربي للأنباء، خبرا تؤكد من خلاله عودة العلاقات بين الدولتين.

عندما صرح السفير المغربي بمدريد أن زمن الطابوهات في العلاقات بين البلدين قد انتهى..

    خلال استقبال عمر عزيمان بمقر وزارة الخارجية الإسبانية، في شهر يناير 2008، كان وزير الخارجية الإسباني في قمة السعادة، وخاطب هذا الأخير نظيره المغربي أمام رجال الصحافة في رغبة منه لتصل كلماته لهم، قائلا: ((لقد قلت لي يا سيد عزيمان، أننا سنستأنف العلاقات بكل تحفيز..))، فما كان من عمر عزيمان إلا أن يجيبه بصوت خافت: ((بتحفيز سنعمل على تطبيق بنود الأجندة، وسيزور وفد مغربي مهم مدريد خلال الأسبوع المقبل))، إلا أن عودة عزيمان إلى مكتبه بمدريد، لم تكن كالسابق، فبعد استئناف عمله بأيام قليلة، أدلى بتصريح قوي لصحيفة “إل بيريوديكو” الكتالانية، صرح من خلاله بأن زمن الطابوهات في العلاقات بين البلدين قد ولى ولن يعود، غير أن ما قاله عزيمان، وما كان ينوي القيام به، اصطدم فعليا بعائق، تمثل في كون ولاية حكومة ثباتيرو، وكانت تلعب في الوقت الضائع، قد تبقى من عمرها شهران لا أقل ولا أكثر.

غونزاليس

صمت مغربي عن ملف سبتة ومليلية مقابل دعم إسباني في قضية الصحراء المغربية

    بعد الانتخابات الإسبانية في مارس 2008، فاز ثباتيرو بولاية ثانية، وخلال زيارته إلى المغرب في يوليوز من نفس السنة كأول وجهة خارجية له منذ تشكيل الحكومة الجديدة ولقائه بالملك محمد السادس بوجدة، كان منتظرا أن تثار قضية سبتة ومليلية التي كانت ما تزال حية في الأذهان، كشفت وثائق “ويكيليكس” عن تقرير مؤرخ بـ 22 يوليوز 2008، قال فيه: ((اللقاء ذاته بين ثباتيرو ومحمد السادس تجنب الإثارة العلنية لموضوع مدينتي سبتة ومليلية والجزر التابعة لهما، رغم وجود أخبار عن الخوض في الموضوع ضمن جلسات التباحث المغلقة التي ضمت كبار المسؤولين المدبرين لشؤون البلدين، خصوصا وأن لقاء وجدة تم بعد 9 أشهر من زيارة الملك الإسباني خوان كارلوس للثغرين المذكورين))، وأضاف ((تجنب المغاربة والإسبان الحديث علنا عن ملف سبتة ومليلية، لا يعد إلا دليلا على حرص البلدين على توطيد علاقتهما القوية أصلا، وأن القفز عن ذات الملف جاء بهدف التركيز على التطور السريع للعلاقات الاقتصادية، والتدبير الجيد لملفات الهجرة والأمن)).

ورغم الحديث عن إمكانية تباحث الموضوع خلال انعقاد القمة العليا المشتركة بين البلدين، فإنه خلال انعقادها في دجنبر 2008 بمدريد، برئاسة الوزير الأول المغربي عباس الفاسي، ورئيس الحكومة الإسبانية ثباتيرو، إلا أنه لم تتم إثارة الموضوع، وتم التركيز على القضايا الاقتصادية فقط، ويعود سبب صمت المغاربة عن الحديث عن سبتة ومليلية، لرهانهم على دعم إسبانيا لمبادرة الحكم الذاتي التي كانت إسبانيا قد طرحتها.

وهكذا تم حل هذا الخلاف، واستمر أصل المشكلة، وهي سبتة ومليلية وقضية الصحراء قائم الذات، ومؤخرا جاء في الخطاب الملكي، أن الهدف من المفاوضات التي أطلقت بين البلدين، من أجل إعادة النظر في الأسس والمحددات التي تحكم العلاقات بينهما.

هل يتجه المغرب إلى تعيين سفير جديد بمدريد ؟

    حدث خلاف آخر بين المملكتين خلال حكومة ثباتيرو الثانية، وهو أزمة أميناتو حيدر، وكان المخرج من الأزمة هو تدخل فرنسي، وبعد نهاية الأزمة، أحدثت الرباط تغييرا في منصب السفير، حيث تم تعويض عمر عزيمان بسفير جديد هو أحمد ولد سويلم، وهو الذي كان أحد آخر الملتحقين من جبهة البوليساريو بالمغرب في يوليوز 2009، وهو شخصية على دراية تامة بأسرار المنظمة الانفصالية، وكان تعيينه يعني أن المغرب ماض في إشراك الصحراويين العائدين في المناصب الحساسة بشكل يتماشى مع خطة الحكم الذاتي، وهو الأمر الذي وضع إسبانيا في موقف حرج، حيث أنها لم توافق على الاسم المقترح إلا بعد مرور سنة من اقتراحه.. فهل سيحرج المغرب إسبانيا هذه المرة أيضا بتعيين سفير من الملتحقين من جبهة البوليساريو بالمغرب ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى