تحليلات أسبوعية

تحليل إخباري | “الأسبوع” تنقل أجواء ما بعد تأمين معبر “الكركرات” من مدينة العيون

الناشرون المغاربة.. الحرب الإعلامية على المغرب موجودة ولا مجال للحياد

مسؤول رفيع المستوى يصرح :

  • سمحنا بدخول محسوبين على البوليساريو للقاء عائلاتهم في المغرب تجنبا لرفع مستوى الحقد

  • ماء العينين: إغلاق “الكركرات” شكل كارثة اقتصادية لبعض الدول الإفريقية وتدخل الجيش حقق نتيجتين كبيرتين

حجز محمد البريني، قطب الصحافة الاتحادية، مكانه صباح يوم الجمعة الماضية بمدينة العيون إلى جانب كل من رئيس الفيدرالية المغربية للناشرين، محمد مفتاح، والقطب الإعلامي محمد برادة، بحضور عدة قيادات إعلامية من مختلف المنابر الوطنية، ليلقي كلمة كان لها الأثر البالغ في نفوس الحاضرين، حيث قال:((نحن في حرب إعلامية تؤكدها الضربات التي نتلقاها من خصومنا))، ولأن اللقاء كان عبارة عن مبادرة من فيدرالية الناشرين لدعم المجهود الوطني، في ما بعد تأمين معبر “الكركرات”، فقد أوضح البريني أنه لا مجال للحياد في الصحافة عندما يتعلق الأمر بالقضايا الوطنية، قائلا: ((أنا لا أومن بالصحفي المحايد فيما يتعلق بالسيادة الوطنية والوحدة الترابية.. هناك حرية في معالجة المواضيع وفي الخطوط التحريرية، لكن لا مجال للحياد عندما يتعلق الأمر بالوطن)).

إعداد : سعيد الريحاني

    والواقع، أن كلمة البريني لم تكن سوى اختزالا رزينا لما أجمع عليه الحاضرون، وقد سنحت الفرصة لـ”الأسبوع” لتسمع تعليقات مسؤول رفيع المستوى في العيون، نبه بدوره إلى خطورة الحرب الإعلامية، حيث قال:((إن مجرد كبسولة فيديو يمكنها أن تترك أثرا كبيرا في صفوف المواطنين، الذين لا ينبغي التعامل معهم بمنطق الوثائق الأممية التي قد لا يفهمونها، بخلاف لغة الواقع القائمة على التواصل، والاعتبارات الإنسانية)).

((العيون مدينة آمنة مطمئنة)).. هكذا تحدث المسؤول المغربي، قبل أن يؤكد بعض المعطيات التي قد يجهلها المواطن العادي في التعامل مع المحسوبين على البوليساريو، حيث يسمح المغرب في بعض الأحيان لدواعي إنسانية، بدخول محسوبين على البوليساريو إلى المغرب لزيارة بعض أفراد عائلاتهم في المستشفى كما حصل مع والدة زوجة قيادي كبير في الجبهة، كانت والدتها في مستشفى الشيخ زايد بالرباط، ويؤكد هذا المسؤول بأن خطوات مثل هاته، تؤكد قوة المواقف المغربية، وتجنب تكريس الحقد(..).

نفس المصدر، يؤكد أنه يجب تغيير الانطباعات لدى المواطنين، عبر التواصل، وربط الماضي بالحاضر والمستقبل، حيث يجب الإلمام بتاريخ رموز الصحراء، وتاريخ القبائل الصحراوية..

تصريحات المسؤول المغربي تكاد تؤكد أن الخطوات المغربية التي تحققت مؤخرا، لم تكن صدفة، إذا تم وضع الرجال المناسبين في الأماكن المناسبة، حيث أن تحرك الجيش المغربي لحماية معبر “الكركرات” كان محفوفا بترحيب شعبي كبير في الصحراء، ويقول واحد من أبناء الصحراء، هو الشيخمحمدإمامماءالعينين، القنصل الفخري للكوت ديفوار بالعيون، أن ((تدخل القوات المسلحة الملكية، كان تدخلا حكيما وقانونيا وشرعيا، بعد أن استنفذ المغرب كافة الطرق على مستوى الأمم المتحدة والعلاقة مع الدول الإفريقية، ومع ذلك يجب التنويه بحل المشكل دون اللجوء لاستخدام القوة..)).

محمد إمام ماء العينين، وهو من العائلة الكبيرة ماء العينين، والذي ورث البيعة أبا عن جد، قال في تصريحات خص بها “الأسبوع”، أن ((البيعة بالنسبة لعائلة الشيخ ماء العينين بصفة عامة، ليست مجرد قول بالفم، بل بالعمل، وهو ما ورثناه أبا عن جد، وقد ورثها عن جدي المباشر، الشيخ ماء العينين الذي حصل على الكثير من الأوسمة، من طرف المغفور له محمد الخامس ومن المرحوم الحسن الثاني.. فولائنا للعائلة الملكية ليس مجالا للمزايدة، والوطن لا يجب أن يكون باللسان، بل بالفعل، حتى في الاقتصاد، يجب إثبات الوطنية بالغيرة على الاقتصاد المغربي والعمل على تنميته)).

وبلغة المجرب الاقتصادي، قال ماء العينين أن التحرك المغربي في “الكركرات”، شكل خطوة جد مهمة بجميع المقاييس، لأن إغلاق المعبر تسبب في كارثة اقتصادية ليس على المستوى الوطني فقط، بل حتى على المستوى الإفريقي، وبالنسبةلبعض الدول الأوروبية أيضا، فالمغرب معروفبتنوع صادراته نحو العمق الإفريقي عبر موريتانيا، إما بتصدير مواد فلاحية أو مواد أولية تعتمد عليها المصانع في السنغال وموريتانيا ومالي، وهي معامل تشغل مئات الأشخاص المرتبطين في عملهم بالمغرب.. فقد توقفت هذه المصانع عن العمل، حسب قوله.

وبخصوص تأثير إغلاق معبر “الكركرات” على أوروبا، قال نفس المصدر:((هناك شركات موريتانية تصدر السمك نحو أوروبا عبر بوابة “الكركرات”، ولكم أن تتصوروا الكارثة التي حلت بهذه المعامل.. إذن مكن تحرك الجيش في الصحراء من تحقيق نتيجتين مهمتين: أولهما تأمين المعبر وتعبيد الطريق، حيث كانت وسائل النقل تقضي ما يزيد عن ساعة في طريق غير معبدة، ما يكرس التخوف واللاأمن في المنطقة العازلة بين المغرب وموريتانيا(..))).

محمد إمام ماء العينين، القنصل الفخري للكوت ديفوار بالعيون رفقة وزير الخارجية بوريطة

وفيما يتعلق بالدينامية التي خلفها افتتاح قنصليات بعض الدول الإفريقية والعربية في مدينتي العيون والداخلة، قال ماء العينين وهو القنصل الفخري لدولة الكوت ديفوار بالعيون: ((عندما نتكلم عن العيون، فأنتم تشاهدون أن المدينة التحقت بركب المدن الكبرى، سواء من ناحية الرحلات الجوية بالمطار، حيث أن هناك رحلتين إلى ثلاث رحلات جوية يوميا، ولاشك أنكم لاحظتم كيف أنها أصبحت تستقطب المهاجرين، ومن تم، فإن خطوة تأسيس قنصليات بالعيون تبقى خطوة مهمة بالنسبة لهذه الدول، التي تؤكد بقرارها هذا، اصطفافها إلى جانب مغربية الصحراء، بعيدا عن الإشاعات التي يروجها مرتزقة البوليساريو، ففتح قنصلية بلد معين تثبت للمجتمع الدولي مغربية الصحراء، كما تثبت لمهاجري هذه الدول أنهم في مدينة شقيقة وآمنة..)).

وفي معرض جوابه عمن يدعي عدم وجود جاليات مرتبطة بهذه القنصليات، كذب ماء العينين هذه المعطيات، وأعطى مثالا بالكوت ديفوار، حيث قال أن مهاجري هذا البلد يقدر عددهم بنحو 1000 مهاجر في العيون، وضعفهم يوجد في مدينة الداخلة، ونفس الأمر بالنسبة للقنصليات الأخرى، علما أن هذه القنصليات لا ترتبط فقط بالجاليات، بل بما تقوم به من أعمال وشراكات اقتصادية في مختلف الميادين.

وكانت مدينة العيون قد استقبلت عشرات المنابر الإعلامية الوطنية في الفترة الأخيرة، على هامش تحرير معبر “الكركرات”، والنموذج من الاجتماع الموسع الذي عقدته فيدرالية الناشرين بعين المكان، وختمته ببلاغ يؤكد الاستمرار في المعركة الإعلامية ضد خصوم الوحدة الترابية، والبداية كانت بإدانة أسلوب الاستفزاز النابع من بعض الزملاء في الجزائر، إذ يقول بلاغ الفيدرالية: ((يتأسف ناشرو الصحف المجتمعون بالعيون، لانزلاقات زملائنا في بعض الصحف الجزائرية، إلى الحد الذي جعلهم يؤسسون جمعية للدفاع عن الانفصال، وندعوهم إلى الكف عن إشعال الحرائق، والالتزام بشرف المهنة والعمل يدا في يد كعناصر بناء في أفق الوحدة المغاربية.. نحن حفدة مؤسسي الصحافة المغربية التي واجهت الاستعمار بالكلمة الحرة وأدت الثمن من أجل البناء الديمقراطي، سنواصل نفس الطريق من أجل استكمال وحدتنا الترابية، فقد نختلف على كل شيء، ولكن الصحراء المغربية تجمعنا دائما)).

يذكر أن تحرك الجيش المغربي لتأمين معبر “الكركرات”، واكبه تحرك شعبي كبير من مختلف أطياف المجتمع المغربي، بل إن هذه الخطوة كانت مطلوبة أكثر من أي وقت مضى، لاسيما وأنها ارتبطت بتحرك سلمي وتكتيكي حظي بدعم دولي كبير.

ومن جانبه، أكد المغرب أنه حريص على حماية ترابه ومواطنيه بنفس القدر الذي يحرص فيه على الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، وهو ما تلخصه المكالمة الأخيرة التي أجراها الملك محمد السادس مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، حيث أكد الملك محمد السادس أنه ((على إثر فشل كافة المحاولات المحمودة للأمين العام، تحملت المملكة المغربية مسؤولياتها في إطار حقها المشروع تماما، لاسيما وأن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها ميليشيات البوليساريو بتحركات غير مقبولة.. وقد أعاد المغرب الوضع إلى طبيعته، وقام بتسوية المشكل بصفة نهائية، كما أعاد انسيابية حركة التنقل))، وفي نفس المكالمة، أكد الملك تشبث المغرب الراسخ بوقف إطلاق النار، كما تظل المملكة عازمة تمام العزم على الرد بأكبر قدر من الصرامة، وفي إطار الدفاع الشرعي على أي تهديد لأمنها وطمأنينة مواطنيها.

تعليق واحد

  1. De croire en la neutralité des journaleux hypocrites du soit disant voisin de l’est c’est une faute grave ils sont tous pour leurs maîtres dictateurs même si de l’autres côtés ils pleurent qu’ils sont
    persécutés jour et nuit par le régime Charlots de la moradia parce que tous ils ont la maladie incurable du Maroc qui fait ravages dans leurs têtes c’est la raison pour laquelle il faut que tout les journalistes de nôtres pays soient mobilisés pour la cause nationale

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى