تحليلات أسبوعية

المهدي بنسعيد | خط التماس بين “الحكم الذاتي” و”الريع السياسي”

       يعرف كثير من المناضلين المناضلة “الشرسة” سميرة كناني، المشهورة بصورها في شارع محمد الخامس بالرباط وهي تتعرض للضرب على أيدي قوات الأمن، لكن قليلون هم الذين يعرفون أن هذه المرأة هي أم البرلماني المهدي بنسعيد الذي دخل إلى البرلمان في إطار الكوطة الشبابية باسم حزب الأصالة والمعاصرة.

قمة التناقض تجسده وضعية المهدي بنسعيد، فهو برلماني باسم البام في إطار ما يمكن اعتباره ريعا للشباب(..)، وهو واحد من الشباب الذين كانوا ينشطون بالخارج ويروجون لمقترح الحكم الذاتي، بخلاف أمه التي تنشط في جمعية يتحكم فيها أنصار أطروحة “تقرير المصير”.

“الأسبوع” اتصلت بأحد المناضلين في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وسألته عن سر هذا التناقض، فأجاب مازحا، بأن النضال ليس وراثيا، “قد يكون الأب مناضل وابنه غير مناضل”، فكانت تلك طريقته لاختصار مسافات الفهم.

تتمة المقال تحت الإعلان

يحظى المهدي بعناية خاصة من لدن بعض القياديين في حزب الأصالة والمعاصرة، مثل خديجة الرويسي، التي تعطيه في بعض الأحيان إمكانية الحديث باسم الفريق وقراءة نصف السؤال في بعض اجتماعات اللجان، كما أن المهدي واحد من الشباب الذين التقطت لهم صور رفقة فؤاد الهمة، يظهر فيها وهو يحمل حقيبته مبتهجا(..).

سبق لهذا البرلماني الشاب أن قال بأن شبيبة العدالة والتنمية فيها “الفز” و”اللي فيه الفز كيقفز”، لكن هذا البرلماني قفز على كل الحدود، عندما ظهر وهو يعتصم قرب جسر الملك حسين احتجاجا على رفض السلطات الإسرائيلية دخوله للأراضي الفلسطينية، غير أن من غرائب هذا الاعتصام هو استمراره لفترة وجيزة تكفي فقط لنشر الخبر(..).

المهدي واحد من الذين يسافرون للدفاع عن أطروحة الحكم الذاتي بالخارج، وهو رئيس رابطة الشباب الديمقراطي التي طالما نفت عن نفسها صفة التبعية لحزب الأصالة والمعاصرة، قبل أن يظهر بأن كل ذلك مجرد “تقية سياسية”، بعد انتخاب المهدي عضوا في مجلس النواب باسم الأصالة والمعاصرة.

تتمة المقال تحت الإعلان

ويبقى أكبر إنجاز حققه المهدي في حياته هو “توريطه” للدولة في صفقة خاسرة، باسم الوطنية، عندما أعلنت رابطة الشباب الديمقراطي أنها ستصنع أكبر راية مغربية في العالم من أجل الدخول إلى كتاب “غنيس” للأرقام القياسية، بمشاركة 350 شابا وشابة، ليظهر أن راية المغاربة التي كلفت نقل 20 طنا من الثوب بواسطة المروحيات، مجرد راية صغيرة مقارنة مع راية “قطر” التي تم إنجازها فيما بعد على مساحة 101978 مترا مربعا.

وتبقى عائلة المهدي من العائلات الكبيرة نضاليا، لكن حجمه السياسي مازال صغيرا، رغم أنه تبنى الدفاع عن بعض المشاريع الكبيرة في الخيال فقط، مثل مشروع “تجريم التكفير”، الذي تستعصي ولادته في الوقت الراهن.

تتمة المقال تحت الإعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى