تحليلات أسبوعية

ملف الأسبوع | أسرار اللعبة الخطيرة لـ “جند الخلافة” في المغرب

 إعداد: عبد الحميد العوني

 

40 مليون دولار و83 “داعشي” مغربي في ثكنات الجيش الجزائري وتحذير من اختراق إرهابيين لعملية إجلاء مغاربة ليبيا

تتمة المقال تحت الإعلان

 

كشف مصدر غربي، أن 83 عنصرا مغربيا من “داعش”، يوجدون في سجون الثكنات العسكرية في الجزائر، وسمح جيش الجارة الشرقية بمرور 191 مغربيا من التنظيم الإرهابي للعودة إلى المملكة من أصل 213 عائدا، كما قال وزير الداخلية المغربي، لفتيت.

وحضر ضابط أمريكي جولة في هذه السجون لنفي الخبر، لكن تخوفات “شديدة” بدت في الأوساط الغربية، من تسليح محتمل لعناصر “داعشية” تقاتل في الوقت المناسب إلى جانب البوليساريو، التي طالب بجنسيتها، مغربي من المعتقلين 19، المتهمين بتجارة المخدرات  في سجون الجبهة.

تتمة المقال تحت الإعلان

وحذر وزير الخارجية الجزائري، مساهل، من هذا التطور المخيف، حين قال: “إن التهديد حقيقي” واصفا عودة المقاتلين الأجانب بـ “الخطر على المنطقة” في الندوة الصحفية بالقاهرة إلى جانب زميليه، سامح شكري وزير الخارجية المصري، والتونسي خميس جيناوي.

والجلسة التي جمعت الوزراء، حذر من خلالها مساهل، من عودة العمليات إلى المغرب، إثر إجلاء حكومة الرباط لمغاربة ليبيا، والتي لا يمكن فيها ضبط “عودة داعشيين” يريدون تفجير المملكة، وفي الغد القريب يتهمون الجزائر، رافضا التعاون الثنائي مع جارته الغربية بخصوص أسماء محتملة، ومعلومات مؤكدة من داخل ليبيا.

وفي اللقاء، برأت الجزائر نفسها من تهور هذه الخطوة التي يقدم عليها رئيس حكومة إسلامي، وفي ظل تدهور العلاقات الثنائية، إذ لا يمكن، حسب تعبيره، تحميل الجزائر أكثر مما تحتمل.

تتمة المقال تحت الإعلان

واستطلعت “الأسبوع” مصادرها لتقصي التهديد الذي ورد على لسان وزير الخارجية الجزائري، المعروف بتصريحاته النارية ضد الوجود المغربي في إفريقيا، متهما بنوكه بتبييض أموال المخدرات، وربما يأتي التحذير الأمني لتخفيف الصدمة وطي صفحة التصريحات الأخيرة ضد المملكة، موضحا في العلن: أن المعلومات ” الاستخبارية ” تؤشر إلى عودة عناصر التنظيم إلى منطقتنا.

وانطلقت الدولة الإسلامية في العراق والشام (ولاية الجزائر)، قبل ثلاث سنوات، تقول “الواشنطن بوست” الأمريكية (28 يناير 2015)، وهو التنظيم المعروف في وقت سابق بـ “جند الخلافة في أرض الجزائر” حسب الإعلام الفرنسي (فرانس 24/ 24 شتنبر 2014).

واحتفظت الجزائر بمغاربة “داعش” الذين انتموا، أو لهم علاقات مع هذا التنظيم الجزائري المعلن، ويرفضون الانتماء القطري، وقد بلغ مخططهم الـ 1100 يوم، منذ اختطافهم للفرنسي، هيرفي غورديل، ويفكرون حاليا في إطلاق “ولاية المغرب الأقصى”.

تتمة المقال تحت الإعلان

وأعلنت بريطانيا صدق هذه التهديدات، وسبق لها أن أعلنت “داعش” ولاية الجزائر “تنظيما إرهابيا” بقيادة “غوري عبد الملك”، وهو الاسم الحربي والمستعار لخالد أبو سليمان الذي انشق عن زعيمه “عبد الملك درودكدال” والمقتول في عملية للجيش الجزائري، لكن هذه المواجهة الحاسمة، انتهت بعودته إلى العمليات في 20 فبراير 2016، بعد الدعم الذي تلقاه التنظيم بعودة “الداعشيين” وإرسالهم من طرف أبي بكر البغدادي، ويتخوف الجزائريون من 100 اسم مغربي على الأقل التحقوا بليبيا وينتظرون عودتهم إلى المغرب، لأن عملية التنظيم في جبل شقشوط بالبويرة، والتي كذبتها الحكومة، أذاعها واحد من العائدين المغاربة، حسب معتقل من التنظيم، سقط في يد الجيش الجزائري يوم 20 ماي 2015.

المغاربة يقودون “كتيبة الغرباء” في تنظيم “داعش” ولاية الجزائر

يخاف الجيش الجزائري “مغاربة داعش”، لأنهم يعودون إلى الجزائر لقلب نظام الحكم، ولا يريد المنتمون من المغاربة إلى “قافلة الغرباء” العودة إلى المملكة، بل التغيير في الجزائر.

تتمة المقال تحت الإعلان

وإن تخوفت الرباط من إعادة توجيه بنادق “داعش” إلى المملكة، من نزاع الصحراء، خصوصا من المعتقلين “الدواعش” في ثكنات الجيش الجزائري، فإن الجزائر تخاف عمل هؤلاء في “كتيبة الغرباء” التي يقودونها من الخلف لقلب نظام الحكم، وتستر قايد صالح  عن قتل جنوده الثلاثة الذين أعلنت عنهم وكالة “أعماق”، كما تتستر الحكومة في الجارة الشرقية عن المعتقلين من عناصر “داعش” المارين إلى المغرب أو العائدين إليه.

تقول “سيت إنتلجنس غروب”: هناك “غموض شديد” بشأن قتل جنود جزائريين، ورفضت السلطات الرسمية الجزائرية، تأكيد قتل “الداعشيين” المغاربة في “كتيبة الغرباء” وفي عملية خاصة لجنود جزائريين، وبجمع عناصر العملية، فإن الحادثة جاءت “تمشيطية” للجيش الجزائري، كما تؤكد الرواية الرسمية.

والسؤال: من خلف “عبد الملك غوري”؟ ومن يقود “ولاية الجزائر” في “داعش” بانتقال عملياته من قسطنطينية إلى البويرة؟

تتمة المقال تحت الإعلان

تعلن مواقع استخبارية غربية، عن قائد مغربي ـ ويرجح الفرنسيون أنه تونسي ـ لـ “جند الخلافة”، لأن “كتيبة الأنصار” في 9 أفراد قرروا الالتحاق بولاية الجزائر لفرض قيادة الجزائريين، وانتقال الخلافة إلى أبي بكر البغدادي الذي قال بتولية مغربي التزاما بمقولة “القاعدة” (المغرب الإسلامي).

ويستفيد الجزائريون من إعلان ولاية الجزائر دون “ولاية المغرب” منذ 2014، كما يقول هارون نرليف، من مؤسسة واشنطن لسياسات الشرق الأوسط.

وأظهرت صور تطوع مغاربة للعودة إلى المملكة وبناء “ولاية”، لكن أبا بكر البغدادي، عكس “القاعدة”، فرض “ولاية الجزائر” عوض “المغرب” الذي استخدمته “القاعدة”، وفضل قيادة المغاربة عكس ما كان عليه الحال سابقا مع تنظيم “القاعدة”، لأن الإقليم دعي “المغرب الإسلامي” بقادة جزائريين.

تتمة المقال تحت الإعلان

وفرض هذا التوازن بين المغاربة والجزائريين، من تنظيمي “القاعدة” و”الدولة الإسلامية”، وعلى السلطات في الجزائر إنكار بعض العمليات ونتائجها، بطريقة “دراماتيكية”.

وخشي وزير الخارجية الجزائري، المرور المحتمل لما بقي من 160 شخصا مغربيا من تنظيم الدولة في طريق عودتهم إلى المملكة لهذه السنة، من العاصمة المصرية.

ويعتقد الخبراء، أن حساسية العلاقات بين البلدين، سببت في مثل هذا التحذير الذي لن يجد، في نظر البعض، آذانا صاغية في الرباط، فينتهي الوضع إلى أمرين: وصول التهديدات إلى المغرب، وهو تطور سلبي لا يعفي مسؤولية الجزائر، أو اعتبار تصريحات مساهل من دون قيمة، تبعا لباقي كلامه عن تبييض البنوك المغربية لأموال المخدرات في إفريقيا.

وتحاول أطراف الدفع بالوزير الجزائري إلى تصريحات صادمة لإبعاده عن منصبه.

 لماذا لم يطلق أبو بكر البغدادي “ولاية المغرب”؟

بالإضافة إلى ما سلف، فإن انتقال تنظيم الدولة من “المجموعات” إلى “الولايات”، لم يكن خيارا لـ “داعش” التي قبلت ببيعة مجموعات مسلحة: “جند الخلافة” في الجزائر و”مجلس شورى شباب الإسلام” في ليبيا و”أنصار بيت المقدس” في سيناء، وقال أبو بكر البغدادي بـ “جند الخلافة” عينا لضرب نظام إمارة المؤمنين في المغرب والنظام العلماني في الجزائر، وأضاف غوري لفظ “ولاية الجزائر” وساهم أصحابه في نهايته في إحدى المواجهات مع الجيش الجزائري.

وفعلا، قتل مغاربة “جند الخلافة” “عبد الله غوري” الذي قال بولاية الجزائر في الدولة الإسلامية، وشطبها البغدادي مرتين، قبل أن تنهي حياته.

و”جند الخلافة” بهذا الإصلاح، حصرا، و”أنصار بيت المقدس” الذي يجمع سيناء وغزة وإلى القدس و”مجلس شورى شباب الإسلام” الذي يستهدف من ليبيا تونس ومصر و”تنظيم الدولة” في شبه الجزيرة العربية، ولايات كبرى، لا تقبل شعارات الدول و”الأسماء القطرية” أو ربط الولايات بالخارطة التي أعلن فيها أبو بكر البغدادي الخلافة، جامعا سوريا والعراق.

وأراد “تنظيم الدولة” في إحدى تكتيكاته الحربية، قيادة المغاربة لـ “جند الخلافة” في الجزائر ليحاربوا قدر محاربة إخوانهم الجزائريين في “كتائب الجند” في المغرب، لكن إغلاق الحدود الجزائرية ـ المغربية، منع توسع عمليات “داعش” ومجال تأثيرها بطريقة واضحة ومباشرة، من القطرين الجزائري والمغربي، وتصريح مساهل من القاهرة، جاء خوفا من منع مستوى التنسيق المنخفض لسنوات بين المغرب والجزائر، ووصف وزير الخارجية المغربي، بوريطة، العلاقات الثنائية لأسبوعية “جون أفريك” بـ “الميتة”.

 في الجزائر، يمكن إدارة حرب استنزاف

إن تطور حرب “داعش” في الجزائر بقيادة مغربية، أقرها أبو بكر البغدادي، إلى حرب استنزاف ضد الجيش الجزائري الذي يحتجز 83 “داعشيا” من المملكة، قادمين من العراق وسوريا وليبيا، هو السيناريو الذي يخيف الوزير مساهل وبلاده، وقد عبر عن جملة تخوفات في القاهرة، لإدارة الوضع في ليبيا بعيدا عن المغرب، فالاجتماع الثلاثي (التونسي ـ المصري ـ الجزائري) تحول إلى طبيعة أمنية بفعل المعلومات الموثقة التي قدمها الوزير الجزائري، جازما أن استهداف الرباط، يسبق القاهرة في “جند الخلافة”، حسب وثيقة 3 ماي 2017.

وفي حادثة يرويها التقرير، فإن أبو أسامة المغربي، رفض أن ينادى زعيمه البغدادي “أميرا للمؤمنين” لهذا العصر، لحمله البغدادي في كنيته، وصدع بالحسيني القرشي، في وجه الولاة، ولذلك، فالخلفيات كبيرة في داخل التنظيم.

ووفاء بتكتيك الدولة: “انتظر وتمدد”، فإن ما يحدث حاليا لـ “جند الخلافة” مدروس ومخيف لأمن المنطقة، بتعبير الوزير مساهل الذي صدم مجتمعيه، ورفض أن يذكر اسم المغرب فقال “الجار الغربي”، وقال بتمدد التهديد عبر الجزائر نحو غرب البلاد.

ورفضت “نيويورك تايمز” في وقت سابق (23 دجنبر 2014) القول بـ “جند الخلافة”، بل وصفت التنظيم بـ “المتورط في قطع رأس رهينة فرنسي”.

وأخذت وسائل الإعلام الغربية مسافة من الخلافات الجزائرية المغربية التي وصلت إلى تنظيم الدولة، وأقسم قايد صالح بقتل رئيس “جند الخلافة” تلبية لطلب فرنسي من لودريان، وزير الدفاع الفرنسي السابق.

وقتل “غوري” في نفس المنطقة التي ولد فيها عام 1977، وقد جند 80 في المائة من المغاربة المتوجهين إلى العراق بتمويل منه، وأفقد قتله التنظيم، مساحة من المناورة التي استثمرها بين 2007 و2011.

وحسب الجريدة الأمريكية، وبتوقيع صحافيها، أمير جلال أردومي، فإن 90 يوما كانت كافية لقايد صالح، كي يصل إلى قتل رئيس “جند الخلافة”، لكن الوزير مساهل يتخوف حاليا، من حرب استنزاف ضد الجيش الجزائري، وهي مسألة فيها نظر، للقدرات التي يمتلكها الجيش الجزائري، والحسابات المغلقة والمعمول بها إقليميا.

 “جند الخلافة” الذي وفر الدعم اللوجستيكي لمغادرة المغرب نحو “تنظيم الدولة” لم يرغب في استضافة جهاديين مغاربة

من الإحصائيات التي أظهرت صعوبة قبول جهاديين مغاربة، فوق الأراضي الجزائرية، أن الجيش يزيد من كثافة هجوماته، حال توصله بمعلومات عن وجود مغاربة رغم عبورهم إلى ليبيا أو تركيا.

ولهذه الحساسية المفرطة، فضل “جند الخلافة” نقل المغاربة الذين التحقوا به إلى تركيا بنسبة 98 في المائة، بل قررت قيادة “غوري” التي وصلت مصاريفها اليومية، إلى مليون دولار، في 2014، أن تضم تجنيد المغاربة، وعدم إبقاء أي مغربي في كتيبته الخاصة وحرسه، وإن حاصرته “كتيبة الغرباء” ليومين.

ونصح العدناني ـ الناطق الرسمي باسم أبو بكر البغدادي ـ “غوري” بتجنيد المغاربة، فأضاف “ولاية الجزائر” للقول بصعوبة هذا الأمر تنظيميا.

وحاليا، يخشى الجزائريون من المغاربة الذين مروا عبر طريق “غوري” إلى تركيا للعودة عبر نفس الطريق والاستقرار في الجزائر، بينما المغاربة في “داعش” ليبيا أو العراق وسوريا وفي الجزائر معروفون بـ “الذئاب”، يفكرون بشكل فردي، داخل مجموعات صغيرة، وينفذون عمليات لاستهداف الغربيين ويتحفظون عن قتل الشيعة، إلا في حال الدفاع عن موقع محدد.

وتدرك السلطات الأمنية في المملكة هذا السلوك، وتحاول تفكيك خلايا “شبه جماعية” أو “فردية”، خوفا من هؤلاء “الذئاب” المنفردة.

 “جند الخلافة” استهدف فرنسا ونجح في عمليات قادها المغاربة

نجح “داعش” في ضرب فرنسا، في محاولات مكثفة، بفضل “جند الخلافة”، فرع التنظيم في الجزائر، فالعدناني يقرر و”جند الخلافة” يمول ويجند والمغاربة يخاطرون.

وكانت التفجيرات في فرنسا جامعا للمغاربة والجزائريين في التنظيم الأم أو الفرع، حيث شملت “مرحلة ما بعد غوري” إدارة العمليات من المركز.

ومن الغريب أن التحقيقات والتحليلات، لا تربط التفجيرات في أوروبا بـ “جند الخلافة”، رغم أنها المخططة والممولة والقاعدة الخلفية لكل تحركات “الجهاديين المغاربة” فوق التراب الأوروبي.

والآن، لا شيء يصدر من الموصل، والعمليات الفرنسية في العراق وسوريا غير قوية بما يكفي، ولذلك، نظر الجميع إلى الجانب الغربي الضعيف في معادلة الحرب ضد “داعش”.

بالمقابل، تتجه الأمور إلى النيجر ومالي لاستهداف الأمريكيين، مع توسيع دائرة الاستهداف، دون الاقتراب من المغرب، المصدر الأول لـ “العنصر الانتحاري” في العالم.

ويواصل “جند الخلافة” العمل على أوروبا بمناورة بديلة وإعادة تقدير للأهداف في الأفق القريب، وتدفع فرنسا الثمن في مالي مباشرة من خلال حياة عناصرها العسكرية والمدنية في شوارعها، لمشاركتها في الحرب على التنظيم الذي تقهقر إلى حدود بعيدة، لكن اللعبة لا تزال خطيرة، فـ “جند الخلافة” يواصل تحشيد المغاربة للالتحاق بصفوف التنظيم في عمليات منفردة فوق التراب الأوروبي، ولا يمنع ذلك من إعادة توجيه هؤلاء الجهاديين، ويمكن إدماج “الأهداف المغربية الصرفة” في المستقبل القريب.

من جهة ثانية، يمول التنظيم “الذئاب المنفردة”، كتكتيك ناجح في استقطاب المغاربة منذ 2011 وهو الذي ما زال متواصلا.

وقد يأتي انتكاس التنظيم في مركزه، عاملا مساعدا لتوسيع دائرة الأهداف، لأن تنظيم “القاعدة” عد المغرب “منطقة عبور” نحو أوروبا، وتنظيم “الجند”، منطقة تجنيد لعمليات تسمى “الذئاب المنفردة” فوق التراب الأوروبي.

 تمويل بـ 120 مليون دولار يشمل تجنيدا لمغاربة والتخطيط لعمليات

تقول وكالة الأنباء الأسترالية في قصاصة لها بمساعدة “أ. ف. بي”، أن “جند الخلافة” وصلت ميزانيته إلى 120 مليون دولار في السنوات الثمانية الأخيرة، وجرى توجيه 30 في المائة من المبلغ المرصود في ميزانية “جند الخلافة” لتجنيد مغاربة من داخل المملكة، باتجاه تركيا أو مغاربة في أوروبا، لتنفيذ عمليات طبقا لدعوة “العدناني”، الناطق الرسمي والخليفة الأول لأبي بكر البغدادي، لكن الفتوى مستمرة بعد طي صفحة تنظيم العراق، لأن الهياكل “الطارئة” عادت للاشتعال مجددا.

ومن المهم القول، أن “جند الخلافة”، تنظيم مغربي كما تورد وثائق عثر عليها في الموصل، وموقعة من أسامة المغربي ومن الخليفة في دائرة “البيعة”، وقد يكون الوضع مدعاة للتخوف من تنظيم سري “نائم”، أو أن المسألة تتعلق بالجزائر والمغرب في الخارطة المعتمدة في نظام “الخلافة”، وليس تخصيص 40 مليون دولار بالأمر السهل، لأن المخابرات الفرنسية أوردت المبلغ والمغرب كدائرة استهداف، حين كشفت لوكالة “أ. ف. بي” عن تمويلات “جند الخلافة” بطريقة تؤكد خطورة المخططات المعتمدة.

مخابرات “إم. آي. 6” البريطانية، أول مخابرات وضعت “جند الخلافة” تنظيما إرهابيا يستهدف المغرب، فانتهى إلى تجنيد مغاربة يستهدفون أوروبا

لـ “جند الخلافة” مخطط سري في المغرب دفع “إم. آي. 6” إلى اعتباره تنظيما لا يخص “ولاية الجزائر” إلا للمناورة، وأنه يجند المغاربة لتنظيم “داعش”، قبل إعادة توجيههم ضد الأهداف الأوروبية، وحاليا، يعلن وزير الخارجية الجزائري، الخطورة المتوقعة على المنطقة من العائدين من مناطق القتل في سوريا والعراق، لإشعال المنطقة، ويتوقع أن تكون “الخلايا” النائمة بعدد صادم.

وفي حقيقة الأمر، كان موت “غوري” ومصادرة هاتفيه المحمولين، غير مجديين بما يكفي، لكن بعض المعلومات، أكدت حصول الجزائر على مسؤول التجنيد والتمويل، ورقم السبيكة الذهبية التي تحولت قبل مقتل رئيس التنظيم إلى جهة محددة.

وفي تبادل للمعلومات التي تستفيد منه بريطانيا، جاءت التقديرات على الشكل التالي:

“جند الخلافة” مول تحرك 60 مجندا دفعة واحدة، وأمن طريقا عبر الحدود الغربية للجزائر (المغربية) وطريقين لـ 21 يوما نحو ليبيا.

وطلب البريطانيون تفاصيل إضافية عن الحدود مع المغرب، لكن المؤكد أن “جند الخلافة” مول عمليات مغاربة انتحاريين في أوروبا.

وفي توضيح الوزير مساهل في القاهرة، فإننا أمام خطر داهم إن تحولت الأهداف إلى أهداف مغربية أو جزائرية أو تونسية.

وسيؤثر، بلا شك، دخول العنصر الانتحاري لـ “داعش” في المعادلة عبر العائدين، في العنف المتحكم فيه بالجزائر، وقد يحرك الخلايا النائمة في المغرب لينتقل التنظيم من دائرة التجنيد إلى “العمليات”.

يقول تقرير حساس: “إن قتل زعيم جند الخلافة، جاء بطريقة معزولة (انتقاله عبر سيارة إلى جانب صديقيه إلى المدخل الشرقي للعاصمة الجزائرية، في النقطة الكيلومترية 60، على الساعة 22 و30 دقيقة بالتوقيت الجزائري، في يوم الإثنين الذي قتل فيه، وتوصل الأمن بمكالمة من مجهول تظهر عليه اللكنة المغربية، وتدخل الجيش”.

إذن، ادعاء الجيش الجزائري أنه وصل إلى “غوري” في حملة تمشيطية، ليس حقيقة، ولذلك تخوفت الأجهزة الجزائرية من التحول الذي سيطرأ بوصول العائدين من “داعش”، فالأولون “جبناء وفارون”، والآن، هناك عائدون مهزومون ومنتقمون، وأموال وقواعد “موجودة”.

وما يخيف، هي خارطة المخاطر القادمة التي نبه الجزائريون إليها بعد توصلهم بمعلومات “مؤكدة”، تفيد أن “جند الخلافة” سيتلقى “بعضا وسبعين من القادمين من ليبيا”، ولم يعرف أحد إلى الآن هويتهم، وقد يكونوا فئات مختلطة كما كان القتال في العراق وسوريا، وقد يكونون من جنسيات غير مغاربية.

وتتابع موسكو، بعد التحذير الجزائري، وصول منحدرين روس إلى المنطقة، وتواصل باقي الدول استجلاء أسماء مغاربيين حاملين لجنسيات غربية، كما تتابع بريطانيا “الدواعش” المغاربة الذين قد ينتقلون في الدفعة التي حذر منها الوزير مساهل، لأن ما يجري، تطور خطير في المنطقة، يؤثر جوهريا على أمن المغرب.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى