أسرار أول دعوة علنية لذبح المغاربة ومشروع تحويل المغرب إلى “بورما”
أنصار مخطط تقسيم المغرب يفقدون أعصابهم
إعداد: سعيد الريحاني
وقفت “الناشطة” الأمازيغية مليكة مزان، المعروفة بتحركاتها العنصرية، أمام كاميرا الهاتف، لتقول بالتزامن مع إعلان القضاء العراقي عن عدم دستورية إجراء استفتاء في إقليم كردستان، رغم أن خطة التقسيم تسير بشكل محبوك(..)، (وقفت) لتقول بدون أدنى حرج، “نحن كأمازيغ في شمال إفريقيا، يمكن أن نتواطأ مع الشيطان ومع إسرائيل، لنخرج العرب من شمال إفريقيا، فكما أخرج المسيحيون، العرب الهمجيين من الأندلس، نحن سنطلع أبوكم من شمال إفريقيا..”، وظهرت مليكة في نفس الفيديو التحريضي، الذي فرض اعتقالها فيما بعد، تطبيقا للقانون، ولحمايتها(..)، وهي تقول بلهجة مصرية ركيكة، “نحن لا نريدكم يا عرب في شمال إفريقيا ولا في مصر.. نحن الأمازيغيين سنذبحكم هنا يا عرب واحدا واحدا وخصوصا الخليجيين..”.
ورغم أن مليكة مزان، لا تعترف بالله، بسبب ولائها لـ “الإله ياكوش”، حسب عقد “النكاح” الذي نشرته في وقت سابق والذي يجمعها بناشط أمازيغي آخر، هو أحمد عصيد، إلا أنها كانت تقول “أعوذ بالله منكم يا عرب”، والواقع أن من يسمع مليكة، التي تدعو إلى ذبح المغاربة من طرف المغاربة(..)، سيعتقد أن المغرب يشهد تفاصيل حرب طائفية مروعة، في حين أن الواقع يكذب ذلك، كما أن العلاقة بين الأمازيغ والعرب في المغرب، بخلاف دول أخرى، لم تكن مبنية على الغزو، بل كانت مبنية على البيعة والمصاهرة، بل إن جهل مليكة مزان بالتاريخ، هو الذي جعلها تتحدث عن العرب كـ “غزاة” للأندلس تم طردهم؟ ألا تعلم مليكة أن الجيوش التي غزت الأندلس، كانت تحت قيادة القائد الأمازيغي المغربي، طارق بن زياد؟ (المصدر: الفتنة التي زرعها الفرنسيون.. أكاذيب الحركة الأمازيغية في المغرب/ عبد الرحمان فريقيش).
كلام مليكة مزان، ورغم أنه ليس مقبولا، لا من الناحية القانونية ولا من الناحية المنطقية، حيث تؤكد بلسانها خدمتها للمخطط الصهيوني لتقسيم المنطقة، وإعادة استعمار إفريقيا(..)، عرف انتشارا سريعا عبر جل المواقع الإلكترونية، قبل أن يبدأ تقسيم الأدوار بين النشطاء المتطرفين باسم الحركة الأمازيغية، فأول من هاجم مليكة كان هم أصدقاؤها، فـ ((في هذا السياق، قال أحمد أرحموش، ومنسق “الفيدرالية الوطنية للجمعيات الأمازيغية في المغرب من أجل المواطنة”: “إن مليكة مزان، لا تمثلنا ولا تشاركنا، لا جمعية ولا تنظيما، ولا مواقفا”، مضيفا: “لا يعقل أن أي شخص يأتي ويقول أنا أمثل الأمازيغ.. هاذشي ماشي فثقافتنا”.. وارتباطا بذلك، قال عبد الله بادو، رئيس “الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة” (أزطا): “إن هذه التصريحات مرفوضة، أيا كان مصدرها، خاصة أنها تدعو للعنف، وهو ما يتعارض مع القانون الدولي لحقوق الإنسان”)) (المصدر: موقع لوسيت أنفو).
وتبقى قمة التناقض في تصريحات أرحموش وهو المحامي المفضل لدى الأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة، إلياس العماري، في كونه لا يعترف بانتماء مليكة إلى التنظيم الذي يمثله، بينما الواقع يكذبه، فقد كانت مليكة جزءا من مشروع “الحزب الأمازيغي” الذي كان يسعى أرحموش لتأسيسه، تحت لواء الراية الأمريكية في مراكش، في مخالفة صريحة لقانون الأحزاب الذي يمنع تأسيس الأحزاب على أساس عرقي، بل إن الكلام الذي قالته مليكة، ليس في الواقع سوى “تنزيلا” فعليا لما تضمنته الأوراق التي ناقشتها المبادرة السابقة لأرحموش، في إطار مشروع “ميبي” (مبادرة الشراكة للشرق الأوسط)، وهو جزء من برنامج السياسة الخارجية الأمريكية، لذلك لا غرابة أن تقرأ في مشروع الحزب العرقي، أو شيئا أكبر من الحزب(..) الذي حاول أرحموش، تنفيذه في إطار العمل بتوصيات مجموعة “التينغ تانغ” ما يلي: “.. كرر الوافدون على شمال إفريقيا، نفس الاستراتيجية ونفس الأسلوب السياسي للوصول إلى التحكم في السلطة وإقصاء الأمازيغ منها، ومقاومة هويتهم وثقافتهم، ولم يستطع الأمازيغ تطوير آليات عملهم سواء من الناحية التنظيمية أو من الناحية الفكرية والإيديولوجية للوقوف ضد الظلم..”، أليس هذا تحريضا، أليست الأوراق التي حاول من خلالها أرحموش التنظير لمشروع حزب، تحريضية، وتتضمن تزويرا مفضوحا للتاريخ، حيث الأمازيع والعرب، ظلوا دائما وحدة متجانسة؟ (المصدر: “من ورطة الربيع العربي إلى شرارة الربيع الأمازيغي”/ كواليس التحضير لتأسيس أكبر حزب أمازيغي في المغرب بدعم أمريكي.. “الأسبوع” عدد31 دجنبر 2015).
لنفترض أن مليكة التي صدرت الأوامر باعتقالها ووضعها في سجن الزاكي بسلا، حمقاء أو مريضة نفسيا، هل يمكن للأحمق أن يكون عضوا في منتديات “التينغ تانغ” وحاضرا ضمن فعاليات مشروع “تامونت”. الواقع أن بعض المواقع الإلكترونية، اعتبرت مليكة “مريضة نفسيا”، وهو ما يمكن تفسيره بأنها محاولة لتبرئتها قبل التحقيق معها، طالما أن قلم القضاء مرفوع عن المجانين(..).
حديث مليكة مزان والغرض منه إثارة الفتنة بين المغاربة، ليس المطلوب معاقبتها عليه قانونيا فحسب، بل يجب الانتباه إلى أبعاده، فزوجة الناشط أحمد عصيد على شريعة “الإله ياكوش”، لا تعترف بقانون الأحوال الشخصية المغربي (مدونة الأسرة)، هي نفسها، المرأة التي نصبت نفسها “أميرة” على الدولة المرتقبة في شمال إفريقيا، ولم يعاقبها أحد، وهي نفسها المرأة التي قالت أنها “تتمنى قضاء ليلة في حضن العزيز عليها، أفيخاي”، وأفيخاي لمن لا يعرفه، هو المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الذي تواصل بشكل علني مع مليكة مزان، وبعث لها رسالة قال فيها: “مساء الخير سيدتي المناضلة، كل الشكر والعرفان لك على دفاعك عن دولة إسرائيل، كما نشكر جهودك الطيبة في الدفاع عن قضية الكورد والأمازيغ..” (المصدر: رسالة أفيخاي إلى مليكة).
تصوروا، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي يتحدث مع مليكة ومع من يدور في فلكها، وهو يعرف أن مليكة، لا تعترف بالنظام المغربي، ليدعم مشروعها في إثارة الفتنة بين المغاربة، بشكل علني، ثم تأتي مليكة لتقول اليوم، أنها مستعدة لوضع يدها في يد إسرائيل، أليس حريا، القول أن مليكة أداة من أدوات إسرائيل لتقسيم المنطقة، أليست مليكة نفسها هي التي دعت في وقت سابق إلى تسليح “الأمازيغ” وهي دعوة مباشرة لتأسيس “جيش البشمركة في المغرب”.
قد يقلل بعض المتتبعين من شأن كلام مليكة، إما باعتبارها “تخرف”، أو باعتبارها “مريضة نفسيا”، لكن التأويل السطحي لكلام مليكة، يغفل جزئية مهمة، وهي أن مشاريع ذبح المواطنين في العالم تحت مسميات مختلفة، لا يقوم بها في البداية، المواطنون المحليون، بل الأرجح أن “طرفا” ثالثا هو الذي يتولى التنفيذ بعد أن تنطلي الحيلة على الجميع، بل إن هذا الطرف الثالث، هو الذي يقوم فيما بعد، بالتخلص من “بيادقه”..
ألا يعلم أصحاب الفهم السطحي لكلام مليكة، أن “اليد الثالثة”، هي التي عاثت في الأرض فسادا في كل الدول التي شهدت ما سمي بالربيع العربي، وهي التسمية التي يتم إطلاقها على “الربيع الصهيوني” الذي تم التخطيط له في إسرائيل وخارجها(..)؟ ألا يعلمون أن كلام مزان هو مجرد تأسيس لمشروع مفترض، على غرار ما يحدث في “بورما” مثلا، حيث تقوم الحكومة الإسرائيلية بتصدير الأسلحة إلى حكومة ميانمار، لمزيد من ذبح وتشريد المسلمين بأبشع الطرق، هؤلاء المسلمين الذين تخلى عنهم العالم بأسره، في مواجهة المجازر، بل إن الأمم المتحدة التي يفتخر بعض المغاربة بالاحتماء بقوانينها، لم تفعل أي شيء لحماية الإنسان المسلم في بورما، ولن تفعل أي شيء إذا وصلت الفتنة إلى المغرب، فما يهم في المخطط، هو تقسيم المغرب بغض النظر عن الأداوات(..)؟
إن تطرف “الحركة الأمازيغية” هو الذي دفع عالما كبيرا مثل الفقيه المقاصدي، أحمد الريسوني، إلى التعبير عن توجسه من تنامي التيار الأمازيغي المتطرف من داخل النقاش العمومي على حساب السواد الأعظم من الأمازيغ، الذين قبلوا بالإسلام دينا لهم، ويتعايشون مع المغاربة بمختلف أطيافهم بشكل عادي منذ قرون من الزمن، لكن إصرار النزعة التي تحقد على العروبة والإسلام، يشكل خطرا حقيقيا على مستقبل السلم الاجتماعي للمغاربة، لأن ذلك ينطوي على تهديد صريح للإسلام والوطنية، مذكرا باعتزاز المغاربة والعرب بالتراث الأمازيغي الغني، باعتباره يدخل ضمن المشترك لدى الإنسانية والإسلام والذي لا يقبل المزايدة من فئة تصر على اختلاق مشكل غير واقعي، وتريد الزج بالمغرب في حرب “الهوتو والتوتسي” التي خلفت خسائر فادحة في الأرواح نتيجة حرب عرقية لم تحسن التقدير إلا بعد فوات الأوان. (المصدر: هبة بريس: 3/3/2013).