تحليلات أسبوعية

تحليل إخباري | صراع شعو وإلياس العماري يكشف حقيقة القياديين الذي دخلوا “حركة الهمة” وهم سكارى

مفاجأة الصيف.. هل كانت “حركة لكل الديمقراطيين” مشروعا لدعم الملكية أم للانقلاب عليها؟

شعو قاطع افتتاح البرلمان من طرف الملك كان يقول للعماري وبنشماس: “خذوا فلوس الطاكسي واذهبوا للدوزيم”..

إعداد: سعيد الريحاني

 “هل ساهم سعيد شعو، بارون المخدرات(..) في تمويل حركة لكل الديمقراطيين، التي انطلقت سنة 2008؟”.. هكذا سألت “الأسبوع”، ليجيب قطب ريفي تحفظ على إدراج اسمه، بـ “أن الهمة (أحد مؤسسي الحركة)، لا يعرف سعيد شعو، ولم يسبق له أن شارك في أي نشاط دعت إليه هذه الحركة، بل إن شعو الذي أصبح برلمانيا عن حزب العهد في الانتخابات التشريعية لسنة 2007، لم يكن يحضر جلسات البرلمان إلا في حالات نادرة”.

نفس المصدر، أكد أن “جرأة” سعيد شعو على الغياب، وصلت إلى حد التغيب عن افتتاح السنة التشريعية 2008-2009، التي تميزت بخطاب ملكي، أعلن فيه الملك محمد السادس تحديد موعد الانتخابات الجماعية التي نظمت يوم 12 يونيو 2009، وقتها تحدث الملك عن إحداث المجلس الاقتصادي والاجتماعي، والهيئة المركزية للوقاية من الرشوة.. ليطرح السؤال: لماذا كان شعو يختار الغياب؟

يؤكد المصدر الذي لم يفصح عن اسمه، أن الاحتمال الوحيد لوجود علاقة بين سعيد شعو و”حركة لكل الديمقراطيين”، قد يكون من خلال علاقته مع قريبه إلياس العماري، غير أن هذا الاحتمال ضعيف(..)، لأن شعو لم يكن راضيا على تحركات إلياس العماري وحكيم بنشماس في الريف وقتها، لكونهما كان يدبجان التقارير التي يتم إرسالها إلى جهة معينة(..)، رفض مصدر “الأسبوع” تحديدها(..)، غير أنه أكد وجود خلاف كبير بين شعو والعماري وبنشماس، حتى أنه التقى أحدهما ذات يوم في الرباط، وقال له بلهجته الريفية الصارمة: “لا تكتف بإنجاز التقارير، بل، خذ فلوس الطاكسي واذهب إلى الدوزيم وقل ما يحلو لك..”.

مصدر “الأسبوع” كشف مفاجأة من العيار الثقيل حول الاستقطابات التي عرفتها “حركة لكل الديمقراطيين”، حيث تم الاتصال ببعض الوجوه، التي صارت فيما بعد قيادية في حزب الأصالة والمعاصرة، قبل أن يفرض عليها الاحتكاك التنظيمي تراجعا كبيرا، وتم الاتصال بهم في الفندق المعلوم(..) وهم في حالة سكر، حسب تعبير مصدر “الأسبوع” الذي قال: “إن فلان اتصل بفلان وفلان وفلان وهم في حالة سكر، فاقترح عليهم الالتحاق بحركة لكل الديمقراطيين، لكن الناس لا يعرفون أنهم مجرد انتهازيين”.

وكان الخلاف الكبير بين سعيد شعو كبرلماني باسم حزب “العهد”، وجد نفسه قسرا في حزب الأصالة والمعاصرة(..) وبين إلياس العماري وحكيم بنشماس كوسطاء جدد(..)، قد تزامن مع صراع آخر اندلع بين “حركة لكل الديمقراطيين”، وبين خمسة أحزاب هي: “الوطني الديمقراطي” و”العهد” و”مبادرة المواطنة والتنمية” و”البيئة والتنمية” و”رابطة الحريات”، كانت قد قررت الاندماج فيما بينها لتأسيس حزب الأصالة والمعاصرة، استمرارا للمسلسل الذي بدأه الهمة في البرلمان، عبر لائحة “الكرامة”، التي شكلت رفقة برلمانيي الأحزاب سالفة الذكر فريقا برلمانيا(..) انضاف إليه فيما بعد، فريق التجمع الوطني للأحرار، الذي كان يرأسه المنصوري آنذاك، وتم الإعلان عن الفريق المشترك في 29 شتنبر 2008، وقتها أشرف الهمة على الاندماج في ما بين هاته الأحزاب من الفندق المطل على نهر أبي رقراق بالرباط، لكنه لم يكن يتوقع أن “كثرة الاندماجات” التي لا يعرف أحد ما إذا كان هو المبادر إليها، أم أنه تورط فيها من الجهة التي اقترحتها عليه(..)، ستزرع أول بذور الفشل في مشروع الأصالة والمعاصرة، الذي حصد أول هزيمة، في الانتخابات الجزئية التي جرت بتاريخ 19 شتنبر 2008، حسب ما حددته وزارة الداخلية التي فتحت باب التباري لمل ستة مقاعد شاغرة بمجلس النواب، منها أربعة مقاعد برسم الدائرة الانتخابية المحلية (آسفي الجنوبية) التابعة لإقليم آسفي، ومقعد واحد برسم كل من الدائرة الانتخابية المحلية (جليز النخيل) التابعة لعمالة مراكش، والدائرة الانتخابية (تزنيت) التابعة لإقليم تزنيت، لكن نسبة المشاركة لم تتجاوز 27 في المائة، و”لم يستطع حزب الأصالة والمعاصرة الظفر سوى بمقعد يتيم كان في الأصل لسعيد بنمبارك الذي ألغي له، ويتم إعادة انتخابه من جديد باسم حزب الهمة، ولم يتمكن العريس، صلاح الوديع، المعتقل السياسي السابق ومرشح الحزب بآسفي الجنوبية، من الفوز بالمقعد رغم مراهنة الحزب عليه كأحد الدعامات القوية، بالإضافة إلى الحبيب بلكوش في دائرة جليز مراكش، حيث كان الحزب الجديد يراهن على المرشحين الجدد لقيادة الفريق البرلماني داخل قبة البرلمان، خاصة في المواجهات الكلامية والمناظرات والسجالات للحفاظ على عذرية فؤاد عالي الهمة، الذي هوى في سجالات صغيرة أفقدته الكثير من وقاره كصديق مقرب من الملك” (المصدر: موقع هسبريس الأحد 21 شتنبر 2008).

أول هزيمة انتخابية للأصالة والمعاصرة مؤرخة في شتنبر 2008، كان سببها الحرب بين أعضاء “حركة لكل الديمقراطيين”، وباقي “محترفي” السياسة الذين حبلت بهم الأحزاب الصغيرة التي وافقت على الاندماج في مشروع الهمة، خاصة “الحزب الوطني الديمقراطي”، وحزب “العهد الديمقراطي” اللذين كان يتزعمهما كل من عبد الله القادري ونجيب الوزاني(..)، وتؤكد مصادر “الأسبوع”، أن الهمة وجد نفسه في قلب نقاشات ساخنة حول التزكيات، فبينما كان أعضاء الأحزاب (الأحزاب الخمسة المذكورة في أول النص) يرشحون بعض الأسماء المؤهلة للفوز، كان أعضاء “حركة لكل الديمقراطيين” يفرضون مرشحين آخرين، غالبا ما يكون مصيرهم الفشل، لكنهم كانوا يحصلون على دعم منقطع النظير، للتسلق في هياكل الحزب الجديد، دون شرعية انتخابية(..) كما حصل مع إلياس العماري نفسه، فهل كنتم تتصورون يوما أن ينجح إلياس العماري كمنتخب في الريف لو بقي فيه سعيد شعو؟ طبعا لا، “إن إبعاد شعو عن الريف، هو الذي فسح المجال لصعود إلياس بالطريقة المعروفة”.. هكذا تحدث فاعل حزبي في منطقة الريف، سألته “الأسبوع”، عن رأيه في المسار الذي دخلته قضية سعيد شعو، ليقول “إن الأمر برمته، يزكي الطرح القائل بوجود صراع كبير بين إلياس العماري وابن عمته (شعو)”.

الصراع بين سعيد شعو، الهارب من المغرب منذ سنة 2010، وإلياس العماري، والذي جرى على أطراف “حركة لكل الديمقراطيين”، لازالت ملامحه على الأرض إلى اليوم، فسعيد شعو، كان من أنصار فريق الرجاء الحسيمي لكرة القدم، وهو الفريق الذي أدى “إقباره” لصعود نجم فريق شباب الريف الحسيمي، الذي تمكن بفضله إلياس العماري (رئيسه الشرفي) من دعم فوزي لقجع، لينتقل هذا الأخير من رئيس لفريق نهضة بركان إلى رئيس للجامعة الملكية لكرة القدم التي كان يترأسها علي الفاسي الفهري، قبل أن تتحول الخطة إلى خطة كبرى للسيطرة على أندية كرة القدم الوطنية بشكل كامل(..)، في هذا الصدد، تؤكد مصادر “الأسبوع”، أن بعض أنصار سعيد شعو في المجال الرياضي، انتقلوا (بعد اعتقادهم أن الحرب وضعت أوزارها) إلى عضوية جمعية “أريد”، التي يتحكم فيها إلياس العماري.

ولمن لا يعرف جمعية “أريد” التي يترأسها اليوم، الإعلامي عبد الصمد بنشريف بعد أن أوشكت على “الانفجار”، هي الذراع الجمعوي لحزب الأصالة والمعاصرة، وهي نفسها الجمعية التي قيل الكثير عن تمويلها(..) وعن أنشطتها ورؤسائها(..)، وكان سعيد شعو قد دخل في حرب مباشرة مع أقطابها بعد أن أسس ناديا للمستثمرين الريفيين، وكلها وسائل تفضح صراع الهيمنة على منطقة الريف، لغاية في نفس يعقوب(..).

اليوم، تكاد جل التقارير الإعلامية تتفق على أن سعيد شعو، بارون مخدرات، لا سيما بعد أن هاجمته وزارة الخارجية المغربية، متهمة إياه بدعم حراك الريف(..)، لكن قليلون هم الذين سيتساءلون، لماذا تحول سعيد شعو من جبهة “أنصار مغربية الصحراء” إلى مطالب بانفصال “جمهورية الريف”؟ و”قد نظم شعو ذات يوم، نشاطا حول مغربية الصحراء بحضور وزير الثقافة الحالي، محمد الأعرج”، يؤكد مصدر “الأسبوع”.

إن حالة سعيد شعو، كواحد من خصوم إلياس العماري، تفتح بابا كبيرا للتأمل بين ما صرح به للصحافة كونه جاء إلى المغرب لخدمة المشروع الملكي رغم التحذيرات(..)، وبين تصريحاته كزعيم لـ “جمهورية الريف” المزعومة، بل إن الأسئلة الذي تطرح نفسها وبإلحاح، هي: لماذا تأسست “حركة لكل الديمقراطيين” أصلا؟ وماهي الإضافة التي أضافتها للخمسة أحزاب المذكورة سلفا والتي لم يكن أحد يشك في وطنيتها رغم ضعفها(..)؟ وما علاقة ذلك بالحروب التي شهدها حزب الأصالة والمعاصرة، والتي حولته من حزب “يسخن” به المستشار الهمة أكتافه إلى حزب يحارب إمارة المؤمنين؟ ما هو الشيء الذي اكتشفه المؤسس، فؤاد عالي الهمة، وجعله يستقيل من الحزب بـ “وصفه حزبا منحرفا”.

بين “حركة لكل الديمقراطيين” واستقالة الهمة من الأصالة والمعاصرة

شعو في سجن 5 نجوم ولن يسلم للمغرب ولجنة التضامن تتبرأ منه بسبب اختياراته الانفصالية

بتاريخ 17 يناير 2008، وفي أوج التحضير للانتخابات الجماعية لسنة 2009، صدر أول بلاغ “مبهم” لحركة “مبهمة” لا تتوفر على وصل إيداع قانوني، تحت عنوان: “بلاغ صحفي من أجل حركة لكل الديمقراطيين”، وفي غياب أي وثيقة رسمية، تداولت وسائل الإعلام صيغة فضفاضة لمشروع وصف بـ “جبهة الفديك الثانية” و”حزب الملك الجديد”.. ليقال إن الموقعين على المبادرة في نسختها الأولى هم: عزيز أخنوش، صلاح الوديع الأسفي، مصطفى الباكوري، أحمد اخشيشن، حبيب بلكوش، فؤاد عالي الهمة، حسن بنعدي، رشيد الطالبي العلمي، محمد الشيخ بيد الله، خديجة الرويسي، حكيم بنشماس.

وفي سنة 2009، أصبح سعيد شعو، واحدا من البرلمانيين الذي حملهم تيار الحركة إلى البرلمان، لكن الرجل تحول إلى هارب من المغرب سنة 2010 بتهمة الاتجار الدولي في المخدرات، وبين بيان “حركة لكل الديمقراطيين” ودخول شعو للبرلمان، وبين استقالة فؤاد عالي الهمة من حزب الأصالة والمعاصرة سنة 2011، تطرح عدة أسئلة حول الدور الذي لعبه إلياس العماري.. فهل كان إلياس يعرف نوايا شعو؟ هل شعو الذي دعم مبادرة الحكم الذاتي، ينتقم فقط بسبب إبعاده من الريف؟ ما هي ظروف تأسيس “حركة لكل الديمقراطيين” ولأي هدف؟ هل أسسها الهمة، أم أنه تورط فيها باقتراح من الجهة المعلومة(..)؟ وهل يعقل أن يكون حزب الأصالة والمعاصرة الذي جاء لخدمة مشروع الملك، هو الذي يقف اليوم في وجه كل من يدعم الملك؟

بين هذا وذاك، تأسست سنة 2011، لجنة لدعم سعيد شعو، يترأسها الدكتور نجيب الوزاني، الذي يحظى باحترام الهمة، لكن هذه اللجنة اختارت أن تصمت اليوم، وأغلق الوزاني هاتفه النقال في وجه الصحفيين(..) ليقول مصدر مطلع، “إن اللجنة كانت تدعم شعو في قضيته(..)، لكنه عندما اختار الحديث عن الجمهورية الريفية، وجدها تختلف معه في هذا الأمر غير المعقول”.

أما بخصوص مطالبة المغرب بتسليمه، كمتابع في قضية مخدرات، فقد أكدت مصادر “الأسبوع”، أن اعتقاله في هولندا، يعني فقط أنه وضع تحت الحراسة في إقامة يتمتع فيها بكل احتياجاته من تلفزيون وأكل وشرب وهاتف نقال وكمبيوتر، مع إجراء بسيط، وهو إخباره بأن كل الاتصالات التي يجريها عبر الهاتف أو الأنترنيت مسجلة.. وتظهر مؤشرات عدم تسليم شعو للمغرب من خلال تصريح المحامية الهولندية القوية التي لجأ لها شعو، إيناس ويسكي، التي تقول: “إن شعو سيرفض التعاون، وسيلجأ إلى كل المساطر القانونية، من ابتدائية واستئناف، وأيضا أعلى درجات الطعن، وسيطالب بمحاكمته في هولندا وعدم تسليمه للمغرب”.. ما ينبئ بطول المحاكمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى