تحليلات أسبوعية

“مسار” التعليم.. والعودة إلى أيام يوسف بلعباس حين هدد التلاميذ النظام

 

 الرباط: سعيد الريحاني

لم يصدر حتى الآن عن الحكومة أي قرار حازم ليضع حدا للمظاهرات والاحتجاجات التي تشهدها مختلف المدارس المغربية في شمال البلاد وشرقها، ولم تتطوع أية جهة لتوضح للمتظاهرين “القاصرين” خطورة الانسياق وراء مظاهرات مخدومة(..)، ولا يعلم أحد كيف ستخرج البلاد من الفوضى التي تسبب فيها تبني نظام مدرسي اسمه “مسار”، أصر على تنفيذ بنوده الوزير بلمختار، الذي يبدو وكأنه يسير على خطى وزير تعليم سابق إسمه “يوسف بلعباس”، هذا الأخير أشعل نيران الفوضى في مختلف أنحاء المغرب سنة 1965 عندما تبنى مذكرة لم تلق أي ترحيب من لدن التلاميذ(..) وتطور الأمر إلى حد تهديد النظام(..)، بل إن تلاميذ ذلك الزمان أسسوا منظمة “23 مارس” كتمهيد لأعنف فصول المواجهة مع الملكية(..).

هكذا تستسهل الدولة مظاهرات التلاميذ، مثلما استهلت رشق الوزير بنعبد الله بالحجارة في أسا، ولاشك أن رئيس الحكومة بن كيران والذي كتبت عنه صحف موالية لجهات متفائلة(..) أنه مهدد بالقتل، يقيم في “دار غفلون”، وإلا لما تكلم باستسهال عن مسلسل الإصلاحات، حيث قال أمام نواب حزبه مؤخرا: “لهلا يسهل في هذه الانتخابات، ولهلا يسهل في قيادة الحكومة المقبلة(..).

ولا شك أن “برنامج مسار” أحد الإصلاحات التي ستكلف بن كيران كثيرا، ولكن ما الذي يضمن أن الغضب  من تطبيق هذا البرنامج سيقف عند حدود إسقاط الحكومة فقط(..) فتاريخ المغرب شاهد على أن مواجهة تلاميذ المدارس كانت تفضي إلى مواجهات مع النظام، حدث ذلك سنة 1965 وسنة 1981 وسنة (..).

“خطورة” تبني التلاميذ للمطالب السياسية تلخصها عبارات الحسن الثاني في خطابه الشهير يوم 22 يناير 1984، عندما “هل أصبح المغاربة طائشين”، قبل أن ينطق بالعبارات التي كانت سببا في إحياء مشاكل الريف(..)، حيث قال إن ما أوصل المغاربة لذلك الحد من المشاكل هم “الأطفال” و”الأوباش” والذين حدد أماكن تواجدهم في الناظور والحسيمة وتطوان والقصر الكبير(..).

وربما لن يخطر ببال الوزراء الحاليين ومنهم الذين طلبوا حماية الشركات الخاصة(..) أن تهور التلاميذ يمكن أن يصل إلى أبعد الحدود، حتى المحاولة الوحيدة والمعروفة لاغتيال وزير الداخلية القوي في عهد الحسن الثاني، ادريس البصري، خطط لها تلاميذ وطلبة خلال بداية الثمانينيات في الدار البيضاء، غير أن الذي انتهى فعلا كان هو هؤلاء التلاميذ الذين وجدوا أنفسهم في “درب مولاي الشريف”.

حكاية التلاميذ الذين حاولوا اغتيال وزير الداخلية لا يوازيها من حيث الرعب إلا حالات بعض التلاميذ الذين اختطفوا إبان سنوات الرصاص في ظروف ملغومة، ولم تستطع هيئة الإنصاف والمصالحة الكشف عن مصيرهم، أمثال “أتكو احمد بن علي”، الذي كان يدرس تلميذا داخليا في السنة الرابعة إعدادي بثانوية ولي العهد بورزازات خلال سنة 1974، قبل اختفائه، وكان مشهورا بعلاقاته مع تلاميذ من الأقاليم الجنوبية، اختفوا بدورهم سنة 1975 في ظروف غامضة، “المصدر: الموقع الرسمي للمجلس الوطني لحقوق الإنسان”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى