تحليلات أسبوعية

هل هي “الخيانة العظمى الناعمة” في مراكش بعد الدعوة العلنية للتدخل الأجنبي

المغرب يتحدى الأمم المتحدة وهؤلاء يطالبون بتدخلها

إعداد: سعيد الريحاني

   لنتأمل المحطات التالية: خلال نهاية شهر دجنبر الماضي، قام أحمد أرحموش، المحامي المفضل عند إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، بصفته رئيس الفيدرالية الوطنية للجمعيات الأمازيغية بجمع عدة نشطاء يتحركون باسم الأمازيغيين، ويتزعمون آليات الضغط الإعلامي، المعدة لهذا الغرض.. منهم من خلع البيعة من عنقه، ومنهم من زار إسرائيل أكثر من مرة، ومنهم من له علاقة بالمشكك في النسب الشريف.. ومنهم مغاربة وطنيون، والمبرر هو “تامونت” (الوحدة)، في أفق تشيكل حزب سياسي، بإمكانه مواجهة المد الأصولي، وداعش، وكان ذلك تنفيذا حرفيا لتوجهات مجموع “التينغ” mepi “تانغ الأمريكية”، وهو جزء من مخطط الهيمنة الذي يسمى “ميبي  

   بالتزامن مع ذلك، يتم تسريب صورة إلياس العماري، وهو يحمل علم الانفصال في كاتالونيا، وقد ظهر إلى جانبه، رشيد الرخا، رئيس التجمع العالمي الأمازيغي، ولأن الصحافة كانت قد أشارت إلى حضور، التجمع العالمي الأمازيغي في هذا اللقاء، فقد اضطر الرخا لإصدار، بيان تبرأ فيه من مبادرة أرحموش، وقال، لأصدقائه، الفرق بيننا وبين أصحاب أرحموش، أنهم يريدون ممارسة السياسة بينما نحن نريد أن نحكم(..)، وهو ما يظهر من خلال خريطة “تامزغا”، التي تتحدث عن دولة أمازيغية كبرى في شمال إفريقيا.

   من دجنبر السنة الماضية، إلى اليوم، تعددت اللقاءات التي تتخذ من الدفاع عن الأمازيغية شعارا لها، وكادت بعد الوقائع أن تتخذ أبعادا خطيرة، نظرا لجهل الحكومة بخيوط الملف، حالة الشهيد “إزم” مثلا(..)، علما أن القاسم المشترك بين جميع التحركات، هو تغييب العلم المغربي، مقابل حضور رمز تفناغ، ولم لا الراية الأمريكية أيضا.

   المحطة الثالثة:

   أياما فقط بعد ظهور إلياس العماري في كردستان، وهو الإقليم العراقي الذي يطالب بالانفصال، تظهر المجموعة الكاملة للنشطاء المدنيين، والنشاط المدني أصبح أخطر من النشاط العسكري فيما يتعلق بتخريب الدول(..)، كل من رشيد الرخا، والمحسوبون على المجموعة الأمريكية للتفكير، وما يمكن تسميتهم بـ “الراديكاليين الأمازيغيين” يظهرون في مراكش، وهم يحملون أيضا علم الانفصال الكردستاني، والخطير هذه المرة، هو أنهم حملوا لافتة تلخص كل شيء، وتقول اللافتة بشكل صريح (منشورة في الصفحة الأولى)، “نحن الشعب الأصلي بالمغرب ندعو الأمم المتحدة لحماية حقوقنا في ملكيتنا لأراضينا وثرواتنا الطبيعية”.

   والخطير في الدعوة للتدخل الأجنبي، أنه يمكن اعتبارها كرد فعل، وضربة من الداخل لمل حدث في القمة الخليجية، التي تميزت بخطاب ملكي قال فيه الملك محمد السادس بأن بان كيمون، مجرد “رهينة بين أيدي بعض مساعديه ومستشاريه، بينما يكتفي بتنفيذ الاقتراحات”، وبأنه يشن على المغرب حربا بالوكالة، وكان الملك محمد السادس، قد استقبله الخليجيون في نفس القمة، بطريقة أكبر من استقبالهم للرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي يستعد لمغادرة البيت الأبيض تاركا مكانه، لأول رئيسة أمريكية هيلاري كلنتون.

   الملك محمد السادس، والذي يتزعم شخصيا مبادرة صناعة تحالف دولي جديد من أجل المغرب(..)، كان واضحا في تحدي الأمين العام للأمم المتحدة، كما كان واضحا في حديثه عن مخطط لتقسيم المغرب، موضحا أن الربيع العربي ساهم في إنتاج “خراب ودمار ومآسي إنسانية”، بعد تسبّبه في “خريف كارثي يستهدف وضع اليد على خيرات باقي البلدان العربية، ومحاولة ضرب التجارب الناجحة لدول أخرى كالمغرب”.

   ومن ذلك، جاء الدعم المباشر لقضية الصحراء المغربية، وحسب بيان صدر في ختام القمة المغربية الخليجية الأولى من نوعها، أكد قادة دول مجلس التعاون على موقفهم الداعم لمغربية الصحراء، ومساندتهم لمبادرة الحكم الذاتي فيها، والتي تقدم بها المغرب أساسا لأي حل لهذا النزاع الإقليمي، وأكد الملك محمد السادس أمام قادة الخليج أن ما يمسهم يمسنا.

   لا أحد يمكنه أن يجادل في شجاعة الموقف الخليجي، المساند لمغربية الصحراء والحكم الذاتي، في ظل هذا الطوفان من التخاذل الدولي والإفريقي(..)، لكن عدة أطراف تسعى لتدمير هذا التقرب، دون أن تقدم بديلا، كما توجد أطراف أخرى تعارض انفتاح المغرب على روسيا مثلا، لكنها لا توفر بديلا، ليطرح السؤال عما إذا كانت هذا الهجوم تدخل في إطار استراتيجي للنيل من المغرب.

   ولا يقف الهجوم على الثوابت المغربية، باستعمال الرموز الأمازيغية التي تعد قاسما مشتركا بين كل المغاربة، على تنظيم أنشطة مناوئة ناعمة(..)، بل إن الفرقعات الإعلامية، تكلفت بصناعة بعض الوجوه، لمحاولة تعويد المغاربة على رؤيتها، قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية(..) بعد إعطائهم بعض الشرعية، هل تعتقدون، أن قضية الناشط أحمد عصيد والناشطة مليكة مزان، مجرد علاقة مفترضة بين رجل امرأة، هل تعتقدون أن المشكل هو أنها علاقة غير شرعية، هل تعتقدون أن الدعاية للإله ياكوش، الذي تزوجا بشريعته هي المشكل..؟

   لنفترض، أن مليكة نامت مع عصيد، ولنفترض أنه نام معها، ولنفترض أن هذه العلاقة المفترضة، أو الحقيقية، نتج عنها حمل، ماذا سيستفيد المغاربة؟ فالمحاكم تشهد يوميا مئات القضايا من هذا النوع، ولكن في قضية عصيد ومليكة ينبغي الانتباه، للرسائل الممررة، فكل منها تحاول ضرب “مدونة الأسرة”، أي ضرب الجانب القانوني للأحوال الشخصية، فكل من عصيد ومليكة نشرا عقد زواج على “شريعة” الإله ياكوش، أي أنهما لا يعترفان بالمدونة، ولا يعترفان بأصحابها(..)، وقد استغلا هذا العقد، للترويج لـ “أكوش”، وهو مقتطف من كلمة، “أموراكوش”، وهو الاسم الأصلي لمدينة مراكش، وانظروا كيف تحولت جميع الأنشطة الأمازيغية بقدرة قادر إلى مراكش، ولمن لا يعرف التاريخ، عليه أن يقرأ فقط ما معنى مراكش، ليعرف الغاية من التحركات في هذه المدينة بالضبط، فـ “مراكش اسم أصله أمازيغي “أموراكوش”، مركب من كلمتين “أمور” و”أكوش”، أي أرض الله.. بناها السلطان المسلم يوسف بن تاشفين عام 462 هجرية الموافق لـ 1070 ميلادية (على ما جاء في البيان المغرب والحلل الموشية)، كعربون محبة لزوجته زينب النفزاوية… هكذا تقول الحكاية، ولكم أن تتصوروا أن مليكة تعتبر نفسها بمثابة نفزاوية جديدة، أليست هي من دعت إلى مبايعتها أميرة، بعد خلعها لبيعة الملك(..)”.

   إن الضرب تحت الحزام، لا يقف عند حدود مطالبة الأمم المتحدة، بالتدخل في بلد يشهد السلام(..)، بل إن العودة للتاريخ القريب، تؤكد أن هناك بعض الأنشطة التي تضرب المبادرات الملكية في الصميم، دون أن تتحرك أية جهة، ألم يسلم رشيد الرخا رفقة وفد كبير عن التجمع العالمي الأمازيغي صباح الأربعاء 25 مارس 2015، تقريرا بوجود الميز العنصري في المغرب(..)، كرد فعل على الاستقبالات الملكية للمسؤولين الدوليين لحقوق الإنسان..

   لا يمكن جمع جميع النشطاء في دائرة واحدة، ولا شك أن هناك وطنيين، لا سيما بعد تحمس بعضهم لأكل التفاحة(..)، وممارسة العمل السياسي في حزب التجديد والإنصاف، الذي يوجد على رأسه شاكر أشهبار، لكن الخيط رفيع جدا، بين ممارسة العمل السياسي، والنشاط المدني المدعوم من الخارج، ما معنى إذن، أن يشارك الراغبون في ممارسة العمل السياسي الحزبي المنظم بمقتضى قانون الأحزاب في مظاهرة تهاجم كل الثوابت الوطنية، وتهين رموز البلاد، وهو ما يحتم اليقظة في المستقبل، فالربيع العربي تبعه خريف مدمر، والخريف المدمر يمر حتما عبر اللعب على وثر الأمازيغية، باستعمال وسائل الترهيب: “الأممية الجديدة”، مثل “حق الشعوب في تقرير مصيرها”، و”حقها في الثروات”.. يكفي أن ننظر إلى ليبيا أو سوريا، لنعرف من يستغل فعلا هذه الثروات بعض سقوط الأنظمة، حيث يتحول المواطنون إلى مجرد لاجئين، مثل القطيع، في بلدان أخرى تتاجر بقضيتهم عن طريق الصورة والصوت(..).

 

‫3 تعليقات

  1. كل من يرفع في هذا الوطن الحبيب أي نوع من الأعلام العرقية أو المذهبية أو الطائفية فهو خائن لهذا الوطن الذي لا نعرف له إلا علما واحدا وهو العلم الأحمر اللون تتوسطه نجمة خماسية خضراء وما عداه فإننا نتبرأ منه ونتبرأ ممن حمله ونعده خائنا لدينه ولوطنه وينبغي محاسبته ومحاكمته لأنه يدعوا إلى زعزعة أمن البلاد وضرب وحدته واستقراره ولن نسمح له أمام الله وأمام الوطن.

  2. AU FOND DE CHAQUE AMAZIGH-BERBERE SE TROUVE UN JUIF

    ? lHOUSSAIN AZERGUI ‘ LE CONNAISSEZ VOUS

    DE CULTURE AMAZIGH ET LAIC CE JOURNALISTE REVENDIQUE CETTE PART DE SON HISTOIRE ET DE SON IDENTITE PLUSIEURS FOIS MILLENAIRE

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى