الشيخ حمزة: “البيعة” لخليفته جمال البودشيشي؟
بقلم رداد العقباني
كان الله في عون رجال الجنرال حسني بنسليمان، وفرقة الدرك الملكي المكلفة بمهمة السهر على أمن قرية “مداغ” الواقعة بنواحي بركان وغير بعيدة من مطار وجدة وحدود “جوج بغال” المغلقة، مدة زيارة أكثر من نصف مليون “حاج” لزاوية الشيخ حمزة بن العباس البودشيشي، بمناسبة ذكرى المولد النبوي هذه السنة، حيث تتزامن الذكرى بحدثين هامين: مرور قرن على وفاة الشيخ المختار بودشيش، جد الشيخ حمزة، ومناسبة تثبيت صفة الخلافة لنجله “جمال” عبر طقوس أقرب إلى “البيعة”.
توريث بدون حرج، لقيادة منظمة إسلامية نافذة داخل وخارج المغرب ولـ”طريقة” لها مشروعها ورجالها وطقوسها الخاصة، من صلوات وصيغة آذان وأوراد، لا يسمح المجال والظروف بذكرها، و”من أراد الشراب فليأت للباب. بيت من قصيدة مديح يتغنى بها البودشيشيون، معناه أن الراغب في معرفة الطريقة عليه دخولها من الباب ومجالسة أهلها”. والراغب في معرفة أسباب ترتيب الشيخ حمزة ضمن” الإخوان الجدد المكلفين بمهمة إضعاف حزب العدالة”، وقد فاز بمرتبة خامسة، بعد الشيوخ الفيزازي والمغراوي ومطيع والخطاب، وبعدهم جاء “محمد الخاليدي” زعيم النهضة والفضيلة، واحتل ادريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، الرتبة السابعة (تفاصيل الترتيب وأسبابه في كتابي “حزب العدالة والتنمية”).
شاءت الأقدار أن أقوم بزيارة الشيخ حمزة في سنوات الرصاص، ودخلت للزاوية من بابها الكبير بتوصية خاصة، لاكتشاف عالم “الطريقة”(..).
لكن في البداية، أريد التذكير بشهادة الشيخ عبد السلام ياسين رحمه الله، في الموضوع. يقول مؤسس جماعة العدل والإحسان(..) “التقيت شخصا يدعى عباس “وهو والد الشيخ حمزة” لم يكن أميا، لكنه كان ذا تكوين تقليدي. أصبحت تلميذا له وفهمت ما يعني الإسلام. لا أنكر أنني أخذت الكثير عن هذا الرجل. بعد وفاته حاول المريدون الاستمرار على الطريقة الصوفية. وفي سنة 1974 قررت الخروج من الطريقة”.
نهاية ما ترتب عن هذا الخروج وأسبابه معروفة(..).
بدوري أتذكر تجربة، قمنا بها في شهر غشت 1987 داخل جماعة الشيخ حمزة، حيث كنا ضيوفا لهذه “الطريقة”، مدة سبع أيام بمركزها العام بمداغ. بعد واجب المصافحة للمقدم والقيام بكل الأعمال الأخرى، من صلوات وابتهالات وذكر الأحاديث وغناء الأوراد، “جدبنا” بحضرة الشيخ حمزة (الصورة) ليلة السبت وبعد ذلك طلبنا “الإذن” بالانصراف والرجوع إلى “جاهليتنا ومشاكلنا(..)”، مع رجال ادريس البصري وزير الداخلية القوي آنذاك.
لابد من الإشارة، إلى أن “طريقة” الشيخ حمزة، لا تنحصر في الوعظ والإرشاد، ذلك أن الدرس الذي ألقاه أستاذ جامعي، في موضوع “لأبناك الإسلامية”، يقترب كثيرا من اهتمامات الإسلام السياسي. موضوع، كان مناسبة لتجاذب حديث خاص حوله مع الشيخ حمزة، في سابقة حسب مقربين منه، إذ لاحظت أني أصبحت أحظى باهتمام المريدين من رجال الدولة وفقيرات نافذات، منهن إحدى بنات الدكتور الخطيب، بسبب ما اعتبروه “بركة” الشيخ، مما اضطرني إلى اليوم، للصمت وعدم كشف جواب الشيخ حمزة على سؤال محرج، حول مصادر تمويل جماعته، وهل تنوي الجماعة إنشاء بنك إسلامي وأشياء أخرى(..).