ملف الأسبــــــوع | هل يفتح خادم الحرمين ملف ممتلكات المغاربة حول الكعبة الشريفة؟
شرعت السلطات السعودية مؤخرا في هدم عدد كبير من المعالم المحيطة بالكعبة، في إطار تنفيذ مشروع توسعة الحرم المكي، لاستقبال عدد أكبر من الحجاج، وتقول بعض المصادر إن خادم الحرمين الشريفين الذي يعطي عناية قصوى لهذا الحدث أعطى أوامره بضرورة معالجة كل المشاكل المتعلقة بملكية العقارات والأراضي التي سيتم “نزعها” من أصحابها.
لكن، يبدو أن الجرافات التي تم جلبها لعين المكان من أجل القيام بأشغال الحفر، لم تحفر الأرض فقط بل إنها “استخرجت” ملفات قديمة، أهمها ملف “الأراضي المملوكة للمغاربة” والمتواجدة بمحيط الكعبة الشريفة(..) هل يعقل أن المغاربة يملكون عقارات وأراضٍ في محيط الكعبة الشريفة وغيرها؟
الجواب الذي توصلت إليه “الأسبوع” على لسان “محمد الدكالي” رئيس جمعية “شعيب الدكالي” يؤكد وجود عقارات مملوكة للمغاربة في السعودية قرب الحرم المكي، ويوضح بأن المعني بالأمر هم عائلة شيخ الإسلام أبو شعيب الدكالي، المغربي الذي اشتغل في وقت من الأوقات كإمام للحرم، وعرف بمكانته العلمية المرموقة في ظل 5 سلاطين علويين هم: السلطان الحسن الأول، والمولى عبد العزيز، والمولى عبد الحفيظ، والمولى يوسف، والسلطان محمد الخامس.
المصدر نفسه يوضح أن عدد أحفاد شعيب الدكالي القاطنين في المغرب شرعوا منذ مدة في طرق أبواب الجهات المعنية من أجل الحصول على نصيبهم من الإرث الذي تركه جدهم “شعيب الدكالي” في السعودية، لكن السؤال يبقى مطروحا عن الطريقة التي حصل بها شعيب الدكالي على هذه الممتلكات.
يجيب “محمد الدكالي” وهو واحد من أحفاد شعيب الدكالي بأن جده كان متزوجا خلال فترة إقامته بالسعودية من إحدى بنات “محمد صالح محمد إسماعيل البو” وهو ينتمي إلى أحد أكبر العائلات في السعودية المعروفة بممتلكاتها الكثيرة، وتوضح “شجرة النسب” التي يستند عليها محمد في ادعائه بأن “محمد صالح محمد إسماعيل البو” المتزوج من “زين سالم باخدلق” كان له ولدان وخمس بنات؛ الأولاد هم: إبراهيم محمد وأحمد محمد صالح، أما البنات فهن: عيشة محمد صالح البو، وجميلة محمد صالح البو، ورقية محمد صالح البو، وهيف محمد صالح البو، ومصلحة محمد صالح البو.
وكان شعيب الدكالي قد تزوج من إحدى هؤلاء البنات وهي “جميلة محمد صالح البو” وأنجبت منه أربعة أولاد وبنت واحدة، وهذا هو أصل الحكاية، حسب ما يحكيه مصدر “الأسبوع”.
يقول “محمد الدكالي” إن أمله كبير في أن تتدخل الجهات العليا في السعودية لتفتح هذا الملف وتعطيه العناية اللازمة من أجل تعويض الأحفاد عن ممتلكات جدتهم السعودية الأصل، مِثْلَمَا حصل مع باقي أصحاب الممتلكات الأخرى الذين يحيطون بالحرم، كما يوضح بأن بعض أفراد العائلة بالسعودية كانوا قد شرعوا في الاتصال بإخوانهم في المغرب من أجل تسوية مشكلة الإرث، واستخراج رسم الإراثة منذ ما يزيد عن أربع سنوات وتم تفويض اثنين منهم للقيام بمهمة متابعة الملف أمام المحاكم والجهات المختصة في السعودية، غير أن وفاة أحدهما أثرت في السير العادي للملف، في انتظار أن يفتح من جديد هذه الأيام مع سفر “محمد الدكالي” إلى السعودية.
ويوضح عقد الوكالة المؤرخ بتاريخ 11 ماي 2005 تحت عدد 2185 والمسجل في قسم قضاء الأسرة بالمحكمة الابتدائية في الرباط، والمصادق عليه من طرف القسم القنصلي لسفارة المملكة السعودية في الرباط “أنظر المقتطفات” أن “أفراد العائلة” محمد بنعبد الله بنسودة ابن خديجة بنت أبي شعيب الدكالي وعبد العزيز بن عبد الله ابن أبي شعيب الدكالي ونادية بنت عبد الله بن أبلي شعيب الكالي وأمينة العبدي ومحمد بن عبد الله بن شعيب الكالي(..) قاموا بتوكيل فؤاد بن سالم بو، وإبراهيم بن محمد عمر بو، سعوديَيْ الجنسية كي “ينوبا عنهم مجتمعين أو منفردين في مراجعة كافة الدوائر الحكومية والشرعية والرسمية والجهات المختصة ذات العلاقة بما في ذلك أمانة العاصمة المقدسة والبلديات الفرعية والمحكمة الشرعية وهيئة التمييز وكتابات العدل، وفي الوقوف مع مهندس العاصمة المقدسة والبلديات الفرعية والمحكمة الشرعية وهيئة التمييز وكتابات العدل(..)”، حسب ما ورد في الوكالة المذكورة(..) علما أن كل الأسماء السالفة الذكر هم الورثة الموجودون في المغرب.
وكان ملف ممتلكات “عائلة شعيب الدكالي” قد مر من عدة محطات قضائية، لم يتسن للأسرة حتى الآن معرفة تفاصيلها بالكامل(..) مما أثر في معرفة قيمة هذه العقارات والممتلكات، اللهم بعض النسخ المتفرقة والتي تشير إحداها إلى أن قيمة أحد العقارات تبلغ 50 مليون ريال سعودي، ولكم أن تتصوروا قيمة هذا العقار الذي يعكس ضخامة الملف إذا علمنا أن 50 ريالا سعوديا، تساوي 150 درهما مغربيا.