هل يتذكر المغاربة معارك جيش التحرير وانتفاضة ايت باعمران في الجنوب
الرباط. الأسبوع
مرت أزيد من 66 سنة عن بطولات وعمليات جيش التحرير بالجنوب وانتفاضة القبائل المغربية ضد الاستعمار الاسباني والفرنسي، حيث خاضت قبائل الجنوب بالمملكة ملاحم بطولية في مواجهة المحتل الأجنبي الذي لم يدخر جهدا لبسط نفوذه وهيمنته على التراب الوطني قرابة نصف قرن، فقسم البلاد إلى مناطق نفوذ موزعة بين الحماية الفرنسية بوسط المغرب ،والحماية الإسبانية بشماله وجنوبه ،فيما خضعت منطقة طنجة لنظام دولي.
وقدم جيش التحرير في جنوب المملكة عدة بطولات ومعارك خالدة، كإنتفاضة الشيخ أحمد الهيبة بالجنوب سنة 1912، إلى معركة لهري بالأطلس المتوسط سنة 1914، ومعارك أنوال بالريف سنة 1921 ومعارك بوغافر بتنغير، ومعارك جبل بادو بالرشيدية سنة 1933، وغيرها من المحطات التاريخية الطافحة بالمواجهات والمقاومات ضد المحتل الأجنبي. وقدم أبناء القبائل الصحراوية وإخوانهم المجاهدون الوافدون من كافة الجهات تضحيات في عدة معارك بطولية على امتداد ربوع الساقية الحمراء ووادي الذهب. واكتسح أبطال جيش التحرير الربوع المجاهدة في الأجزاء المغتصبة من التراب الوطني بالأقاليم الصحراوية ليحققوا ملاحم بطولية وانتصارات باهرة لم تجد القوات الاسبانية أمامها إلا أن تتحالف مع القوات الفرنسية فيما سمي بعملية ايكوفيون. ومن هذه المعارك البطولية نذكر معارك الدشيرة والبلايا والمسيد وأم العشار والرغيوة واشت والسويحات ومركالة وغيرها من الوقائع التي ما من شبربربوع الصحراء الا ويخلد ذكرها وأبطالها.
وأشادت المندوبية في بيانها بالمحطات النضالية وملاحم وبطولات جيش التحرير في الأجزاء المغتصبة من التراب الوطني بالأقاليم الصحراوية أمام القوات الاسبانية، إلى جانب معارك القبائل الصحراوية المجاهدون على امتداد ربوع الساقية الحمراء ووادي الذهب، ومن بين هذه المعارك “الدشيرة والبلايا والمسيد وأم العشار والرغيوة واشت والسويحات ومركالة وغيرها”.
ومن أبرز المحطات النضالية التاريخية لجيش التحرير ضد الاستعمار الأجنبي، معارك قبائل أيت باعمران في نونبر سنة 1957 التي لقنت خلالها المحتل الاسباني درسا كبيرا، وكبدته خسائر فادحة في الأرواح والعتاد بالرغم من قلة عدة وعدد المجاهدين الباعمرانيين ومحدودية إمكانياتهم .ومن هذه البطولات الخالدة في تاريخ قبائل الجنوب معارك ” تبلكوكت، بيزري، بورصاص، تيغزة، امللو، بيجارفن، سيدي محمد بن داوود، الالن تموشا، ومعركة سيدي افني”، بحيث تمكن مجاهدو قبائل آيت باعمران من إجبار القوات الاسبانية على التمركز بسيدي إفني، كما أقاموا عدة مواقع أمامية بجوار المواقع الاسبانية كي لا يتركوا لقوات الاحتلال مجالا للتحرك.
وبمناسبة الذكرى 67 لعمليات جيش التحرير بالجنوب، والذكرى 66 لانتفاضة قبائل ايت باعمران وهذه المعارك البطولية، نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأسرة المقاومة خلال الأسبوع الحالي عدة مهرجانات خطابية ولقاءات تواصلية وندوات، للتذكير بالملاحم البطولية التي تنتصب محطات تاريخية بارزة ووازنة في مسيرة الكفاح الوطني من أجل تحقيق الاستقلال الوطني والوحدة الترابية والوطنية.