المنبر الحر | منازلة بين التعليم في الماضي والحاضر

بقلم: شكيب جلال
التعليم في الماضي:
يختلف التعليم في الماضي عن الحاضر، حيث كان التعليم قديما يتميز بطريقة التلقين، وكان المدرس التربوي هو المصدر والشخص الوحيد القادر على تزويد الأشخاص بالمعارف والمعلومات الأساسية، وهذا يرجع إلى عدم توفر المعلم الخاص والشبكات العنكبوتية، فكان الاعتماد الكلي على المعلم التربوي فقط، وترتب عن هذا علو مهنة المعلم التربوي وتميزها بالمكانة العالية، وتمتعها أيضا بصفة مقدسة، حيث كان المعلم التربوي يحظى بالتقدير والاحترام من قبل الأشخاص المتعلمين وجميع أبناء المجتمع، وكانت العائلة أيضا تكرم المدرس وتأخذه وسيلة لتخويف الأبناء في حال شكواها منهم، وهذا يرجع إلى مكانة المدرس، فلم يكن معلما فقط، بل معلما ومربيا في نفس الوقت.
خصائص التعليم في الماضي:
1) التعليم سابقا كانت أدواته وإمكانياته ووسائله بسيطة، حيث كان لا يمتلك الإمكانيات الهائلة والكبيرة التي نلاحظها ونشاهدها اليوم بشكل كبير.
2) كان التعليم في الماضي يهدف إلى تعليم الطلاب جميع أنواع العلوم والمعارف بكل تفاصيلها.
3) المعلم في الماضي كان هو الأب والمعلم وولي الأمر في نفس الوقت، فكان هو الآمر الناهي في حياة طلابه، وهذا يرجع إلى تقديس طلابه له واحترامهم له، حيث كان لا يتجرأ أحد منهم على التطاول عليه.
التعليم في الحاضر:
أصبح التعليم في الوقت الراهن أكثر سهولة ودقة عن قبل، حيث كان الشخص المتعلم قديما إذا أراد أن يحصل على معلومة معينة، فعليه أن يذهب إلى المعلم التربوي ليحصل عليها، إذ كان المعلم التربوي قديما هو المصدر الوحيد للمعلومة، أما الآن، فقد تغيرت طرق التعلم وتطورت الأدوات والإمكانيات عن قبل، وذلك يرجع إلى احتياج الشخص المتعلم إلى آلة تكنولوجية تسهل عليه الوصول إلى المعلومة والتي تتمثل في جهاز لوحي.
اختلف التعليم في الماضي عن الحاضر، فالتعليم الآن تغير وتقدم بناء على التقنيات التكنولوجية الهائلة، حيث أدت التقنيات التكنولوجية إلى إحداث فارق كبير وشاسع بين التعليم في الماضي والحاضر، حيث أصبح التعليم الآن لا يتطلب مدرسا تربويا، بل أصبح تعليما ذاتيا.
خصائص التعليم في الحاضر:
1) التعليم في الحاضر يعتمد اعتمادا كليا على الأجهزة اللوحية والتقنيات الحديثة.
2) لم يعد المعلم هو مصدر المعلومة الوحيد كما كان الحال قديما، بل أصبحت هناك طرق وإمكانيات عديدة ومتنوعة تسهل على الطالب الوصول إلى المعلومة التي يريدها بشكل أسرع وأدق من ذي قبل.
3) أصبح التعليم لا يعتمد اعتمادا كليا على الحفظ والتلقين كما كان الحال سابقا، بل يعتمد على الحفظ والفهم معا كل منهما يكمل الآخر.
4) أصبح التعليم أعمق وأشمل من ذي قبل.