المنبر الحر

المنبر الحر | مؤشرات الحرب الدينية في الصراع مع إسرائيل

بقلم: الحسن العبد

    مما لا شك فيه أن إسرائيل معتادة على الكذب الإعلامي، فالاحتلال الصهيوني كما يؤكد جل الإعلاميين، معروف منذ القدم بتوظيفه للإعلام خدمة لسياساته ومصالحه، ولتغطية وتبرير ممارسات جيشه الوحشية، مع الترويج للموقف الرسمي الإسرائيلي في ظل تغييب الرواية الفلسطينية، وهذا ما يظهر جليا خلال الفترة الراهنة.

فقضية الإعلام في إسرائيل من القضايا الحساسة التي يهتم بها الإسرائيليون كثيرا، خاصة وأنها تمس ديمقراطية الدولة والأمن في آن واحد، ويكشف الدكتور أمل جمّال، أستاذ العلوم السياسية في جامعة تل أبيب، من خلال كتابه: “الصحافة والإعلام في إسرائيل”، حقيقة الإعلام الإسرائيلي وعمقه التاريخي والاجتماعي والسياسي والأمني، فمن خلال دراسة علمية متأنية يعرض الكاتب عبر فصولها الأربعة، العلاقة بين الإعلام ونظريات الواقع الاجتماعي والسياسي، مرورا بالصحافة المكتوبة ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة، إضافة إلى الحديث عن دور المؤسسة العسكرية والأمنية ومدى ضوابطها ورقابتها على وسائل الإعلام في إسرائيل، ويشير الكاتب إلى أن الإعلام الإسرائيلي تعددي، حيث تنتشر المؤسسات الإعلامية الكثيرة وتنشر وتبث ما يحلو لكل مشاهد تقريبا ومن وجهات نظر مختلفة، لكن الكاتب يؤكد – في نفس الوقت – أن الإعلام الإسرائيلي، وخاصة بعد تطوره في السنوات الأخيرة، يبقى أسيرا لسيطرة قوتين اجتماعيتين أساسيتين، هما نخبة أصحاب رؤوس الأموال، والنخبة السياسية والأمنية التي تسيطر على المؤسسات الرسمية، وهما القوتان القائمتان على سن القوانين المتحكمة في الإعلام، والمسيطرتان على تعريف الفضاء الوجودي للمجموع اليهودي في إسرائيل .

تتمة المقال بعد الإعلان

خلاصة القول، أن التشهير والدعاية كانا من أهم الآليات والأدوات التي استعملتها الحركة الصهيونية، ثم دولة إسرائيل لاحقا، من أجل تحقيق أهدافها ومواجهة المعركة القائمة بين إسرائيل والعالم العربي، وخاصة الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.

واليوم، وأمام أنظار ومسمع العالم، تزعم إسرائيل أن عناصر المقاومة الفلسطينية يقطعون رؤوس أطفالها، ونجحت في خلق صدمة هائلة لدى الرأي العام العالمي، كما يقول البعض، وحاولت أن تستغلها لتجريد الفلسطينيين مما تبقى من وطنهم وإنسانيتهم وحقهم في الحياة، وكرد فعل لتلك الأكاذيب التي تسوّقها، تجد إسرائيل لنفسها المبرر الأخلاقي الذي يدفعها لارتكاب حرب إبادة جماعية في غزة، حيث تقتل الأطفال والأمهات والمسنين..

 إن الصهيوصليبيين يعانون من خوف المستقبل، فدعم الآخرين لن يدوم، وبقاؤهم مرهون بحبل من الله وحبل من الناس، وحتى مجيئهم إلى أرض فلسطين مقدمة لقدر رباني، وإنا لمنتظرون للمقاومة داعمون، فنحن معهم قلبا وقالبا، بالنفس والجسد والمداد.

تتمة المقال بعد الإعلان

بالنسبة لبني صهيون، فبناء الهيكل يقتضي التحكم الكامل في القدس والمسجد الأقصى، وبدأت سلسلة من الاقتحامات للمسجد والاعتداء على المصلين الذي وصل إلى إهانة النساء ونزع لباسهن، في طغيان يعبر عن شخصية اليهودي عندما يحس بالتفوق والأمان.

لكن – وكما عايشناه – فبينما كان اليهود يحتفلون بيوم الغفران (6 أكتوبر)، وأنه يوم مبارك، فحتى حرب 6 أكتوبر 1973م كانت نصرا عربيا منقوصا، لأنه أفرز نصرا إسرائيليا بعقد اتفاقيات سلام مع مصر والأردن، مما مكنها من الاستفراد بمنظمة التحرير الفلسطينية وإخراجها من لبنان، وفق عدة مصادر.

نعم، في تلك الأجواء الاحتفالية، كانت تُوضع اللمسات الأخيرة على أكبر وأروع عملية عسكرية تشنها المقاومة الفلسطينية، وبدأت عملية “طوفان الأقصى” عبر هجوم صاروخي واسعِ النطاق شنته كتائب “عز الدين القسام”، الجناح العسكري لحركة حماس، إذ وجهت آلاف الصواريخ صوب مختلف البلدات والمدن الإسرائيلية..

فمعركة “طوفان الأقصى”، جاءت ردا على الانتهاكات الإسرائيلية في باحات المسجد الأقصى المبارك واعتداء المستوطنين الإسرائيليين على المواطنين الفلسطينيين في القدس والضفة والداخل المحتل، وتزامن مع إطلاق الصواريخ، كما تتبعنا، اقتحام بري من المقاومين عبر السيارات رباعية الدفع والدراجات النارية والطائرات الشراعية وغيرها للبلدات المتاخمة للقطاع، حيث سيطروا على عدد من المواقع العسكرية خاصة في سديروت، ووصلوا أوفاكيم واقتحموا نتيفوت، وخاضوا اشتباكات عنيفة في المستوطنات الثلاث وفي مستوطنات أخرى، كما أسروا عددا من الجنود الذين جرى سحبهم لغزة، فضلا عن اغتنام مجموعة من الآليات العسكرية الإسرائيلية.

وفي إطار محاولات واشنطن تمرير مخطط تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، قال وزير الخارجية الأمريكي إنه انتهى من جولة عربية شملت الأردن والبحرين وقطر والإمارات والسعودية ومصر، وعاد إلى الدولة العبرية للقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الجيش يوآف غالانت.

وفي تغريدة نشرها على صفحته بموقع “إكس”، قال: إن الأطراف التي تواصل معها خلال الأيام الماضية أكدت على أهمية منع انتشار الصراع وحماية أرواح الأبرياء وإيصال المساعدات لغزة.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي بلال التليدي، بأنه ثمة ملاحظة مطردة سجلها عدد من الخبراء العسكريين المعنيين بتحليل تداعيات ما بعد عملية “طوفان الأقصى”، تتعلق بتخبط إسرائيلي، وغياب أي رؤية أمنية أو عسكرية أو استراتيجية تنظم الرد الصهيوني على حركة المقاومة الإسلامية حماس، وبقية فصائل المقاومة الفلسطينية، فالعدوان الصهيوني يتجه كما العادة، لكن هذه المرة بشكل أكثر همجية، إلى المساحة المدنية (الأبنية السكنية، المساجد، المراكز الصحية، والمؤسسات التعليمية)، والأرقام التي تكشف عنها وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، تبين أن النسبة الغالبة من الشهداء والجرحى هم من النساء والأطفال.. فصبرا أهل غزة موعدكم وعد الله الحق، ووعد الصادق الأمين المصدوق ألا وهو فتح مبين زمن التمكين، والقدس عاصمة المسلمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى