المنبر الحر

المنبر الحر | هل نحن شعب أزمة أم لدينا أزمة شعب ؟

بقلم: زهير أهل الحسين

    إذا أردنا أن نفهم البنية الذهنية للدولة والمجتمع المغربي، فعلينا أن نقلب الأمور كمن يضع حذاء رجله اليمنى في رجله اليسرى وحذاء رجله اليسرى في رجله اليمنى، وهو تصرف بقدر ما يحيل على المدرسة السوريالية، التي تتخذ من   اللاعقل واللامنطق أحد مبادئها، بقدر ما يحيل على قدر كبير من الحقيقة.

والغرض من هذه النظرة الأفقية، هو إذا كان المنطق يقتضي أن يكون التضامن سلوكا أخلاقيا متجذرا في الممارسة الإنسانية، يتيح لنا مساعدة من هم في حاجة إلينا كل حسب إمكانياته، عملا بمبدأ التناسب، دون انتظار الأزمات كي نقوم بتفعيل هذا المبدأ، فاللامنطق كمنطق، يقتضي أن تكون هناك أزمة مثل الكوارث الطبيعية أو الوباء، وآنذاك سترى الأموال تتساقط مدرارا وستلاحظ أن علماء الدين يصولون ويجولون في شرح قيمة التضامن في الدين الإسلامي، أما الدولة فتتعامل مع الفصل 40 من الدستور بمنطق تجزيئي، فإذا كان المشرع الدستوري ينص على أنه: “على الجميع أن يتحمل بصفة تضامنية، وبشكل يتناسب مع الوسائل التي يتوفرون عليها، التكاليف التي تتطلبها تنمية البلاد، وكذا تلك الناتجة عن الأعباء الناجمة عن الآفات والكوارث الطبيعية التي تصيب البلاد”، أي أنها لا تقوم بتفعيل الفصل خارج الإطار الأزماتي، بل تعتمد عليه فقط حين تداهمنا أزمة مفاجئة.

تتمة المقال تحت الإعلان

هذا الترابط بين الأزمة والتضامن، يوضح أننا نعيش أزمة شعب، أي شعب له سلوك مرتبط بالأزمات والمواقف الصعبة، وهنا أتذكر بيتا شعريا لأحمد مطر: “بالأمس مات جاري جوعا وفي عزائه ذبحوا العديد من الخراف”، والمغزى منه عوض أن يتضامن الجيران مع الجار في أوقاته الصعبة، يتضامنون معه عندما يكون قد فارق الحياة، آنذاك يصبح التضامن بدون هوية.

والمفارقة الكبرى، أنه بمجرد ما تختفي الأزمة، تعود حليمة إلى عادتها القديمة، حيث “كلها ينش على كبالتو”، ناهيك عن هيمنة منطق السوق على منطق القيم.

تتمة المقال تحت الإعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى