المنبر الحر | المرأة المغربية في رحاب مدونة الأسرة
بقلم: سيدي المختار العلوي
لا يمكن الحديث بإسهاب والتطرق بموضوعية لقضية المرأة المغربية دون استحضار والأخذ بعين الاعتبار المرأة كإنسانة، والمرأة كما أرادها الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم في ظل الإسلام، وتبعا للاستشارة والاستلهام من روح الديانات وجوهر العقيدة والمعتقدات السائدة ومعين العادات والتقاليد الموروثة والمتداولة، وكذلك مع الأخذ بعين الاعتبار المرأة كما تريدها الديمقراطية والحكامة الجيدة وعوامل الجودة والكفاءة والمساواة والحرية والإنصاف والعدالة مع مراعاة النظرة والعبرة والفهم والإنتاج الإنساني وقيمه الحديثة العابرة للقارات، والتي أفرزت ما يلمسه العالم اليوم ككل ونحن المغاربة بمعيتهم ومعهم، وتجعلنا في هذا السياق والتيار الجارف ندون ونعدّل من أجل التخفيف من حدة ومفارقة مقاربتنا ومعادلتنا لنموذجنا التنموي، ومحاولة فهمنا لما يجري في ظل تناسل مجموعة من المشاكل الغريبة عنا انطلاقا من شبكات التواصل الاجتماعي وتغلغلها في الحياة الشخصية للأسر وعمت معظم الأسر بعد أن دخلت دهاليز المحاكم وقضاء الأسرة والجمعيات المتخصصة، وأصبحت مادة دسمة لعدد من البرامج الإذاعية والتلفزية والمنابر الإعلامية، بل اقتحمت الحياة اليومية لحديث الناس وفي المقاهي والإدارات والتجمعات العائلية واللقاءات الفكرية.
فمن ذروة اليأس وقلب الظلمات، وفي زمن قياسي عسير ما زال المغرب يخرج فيه من نكسة الزلزال، بزغ الأمل والعطف الملكي للتخفيف من هذا الواقع الذي ارتفع، وذلك بغية تخليق الحياة العامة للأسرة وإعادة الاعتبار للمسار التربوي وتفعيل الجانب المادي والمعنوي والأمني والقانوني والفقهي والقضائي لهذا الموضوع شكلا ومضمونا، وعلى أرض الواقع.
في ظل هذا التوجه، لا يسعنا إلا أن ننوه بالمرأة، عربية وأمازيغية وريفية وصحراوية ونساء المدينة والقرية، والمسؤولين والفاعلين في المجال، وبالتالي، كل هرم التسلسل الاجتماعي، بحيث يتفق الجميع في المغرب والعالم، أن المرأة بالنسبة للرجل: أم، أخت، زوجة، ابنة، جدة، جارة، صديقة، إنسانة غريبة أجنبية، وقد تكون ضيفة، بل أكثر من هذا، إن المرأة في الدراسات السوسيولوجية الحديثة هي نواة خلية الأسرة الحاضنة للأسرة الصغيرة والكبيرة.
واليوم، أصبحت المرأة فاعلة ورافعة للمجتمع سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ومدنيا ومهنيا ورياضيا وثقافيا وفنيا وبيئيا ودبلوماسيا وإعلاميا ودينيا وروحيا وتربويا ووطنيا.
نقول هذا، ونكتبه ونتحمل مسؤوليتنا في ذلك، لنستحضر نماذج وأمثلة حية للمرأة الصالحة النموذجية المتميزة التي تلطف مناخ وظروف المعيشة المثلى لزوجها في جميع الاتجاهات، وتوفر أكثر مما تفكر، وتعيش لأولادها وتقاوم الصعوبات في سبيل إسعاد الآخرين وتترك البسمة في وجوههم حتى لو دعت الضرورة بدون أب ولا معين، في الوقت الذي تقدم أخرى البسمة والسعادة لزوجها دون إغفال إسعاد الآخرين ليشعرون بقيمتهم بعد أن زرع الله في نفسها قيم المحبة والرعاية والثقة الربانية.. لهذا نحن نفتخر بسيداتنا المغربيات الصالحات المرضيات زوجاتنا وأمهاتنا وأخواتنا وبناتنا.
فتحية تقدير لزوجتي نعيمة التي ضحت معي وأمي عائشة، شكرا لآبائنا وأجدادنا الذين ساهموا في تربيتنا، كما نشيد بالدور الكبير الذي يقوم به الملك محمد السادس منذ اعتلائه العرش، من أجل النهوض بوضعية المرأة المغربية ونتمنى أن تقتدي به وتحذو حذوه الحكومة والمجتمع المدني وجميع المتدخلين، لخلق نهضة عارمة للأسرة المغربية لتبقى الحماية الاجتماعية للمغرب المتماسك المتضامن.