شخصيات

حوار الأسبوع | محسوبون على البوليساريو يعترفون بمغربية الصحراء ويدعون إلى الشروع في تطبيق الحكم الذاتي

في حوار مع مسؤول في حركة "صحراويون من أجل السلام":

إذا طرح السؤال في مخيمات تندوف، هل أنت مع المغرب أم مع البوليساريو؟ فإن الجواب سيكون حتما بإشهار انتماء زائف للجمهورية الوهمية التي لا وجود لها، بحكم انتشار وسائل الترهيب، وأقلها خطورة هو قطع الإمدادات عن الأسرة والأطفال والنساء.. لكن الأمر لم يعد كذلك في السنين الأخيرة بعد ظهور “حركة صحراويون من أجل السلام”، حيث تستقبل هذه الأخيرة انخراطات غزيرة من لدن نخبة من أعضاء البوليساريو، فضلا عن المواطنين الذين لا حول لهم ولا قوة.. فهذا “الاتجاه الثالث” أصبح يشكل ملجأ يتسع للكثير من الأفكار بعيدا عن ثنائية “غالب ومغلوب”(..).

حاوره: سعيد الريحاني

    يقول محمد الشريف، مسؤول لجنة العلاقات الخارجية بحركة “صحراويون من أجل السلام”، وهو عضو سابق في البوليساريو، ومحسوب على ما يسمى الجهاز الدبلوماسي(..): ((نحن تيار جديد جاء ليزرع في الصحراويين ثقافة التعددية، واليوم تضم الحركة أزيد من 5 آلاف مناضل، وتجمع أعضاء من المنطقة بكاملها، بمن فيهم أعضاء من المخيمات)).

تتمة المقال تحت الإعلان

وبكامل الأريحية، يتلقى الشريف أسئلة “الأسبوع” رفقة بعض النشطاء من أصدقائه، فبعد ما يناهز ثلاث سنوات على التأسيس، سألته “الأسبوع”: ما الذي يمكن أن يشفع للحركة التي ينتمي إليها، بالاستمرار؟ فيجيب: ((هناك تفاعل كبير مع هذا الفكر السليم.. نحن نريد حلا بعيدا عن ثنائية “فائز ومغلوب”، فعند تأسيس الحركة راسلنا جميع الدول المعنية، المغرب والجزائر وموريتانيا.. وأصدقاء الصحراء في مجلس الأمن، وراسلنا الاتحاد الأوروبي والأحزاب في عدة دول مجاورة)).

إلى هنا يطرح سؤال: ماذا يعني “خيار ثالث” بالنسبة للصحراويين؟ فالأصل هو ثنائية “مع” أو “ضد”، لكن الجواب بالنسبة لمحمد الشريف، المسؤول السابق في البوليساريو، لا يتطلب أي عناء، حيث يقول: ((إن الأمر بكل اختصار هو حكم ذاتي موسع في المنطقة تحت سيادة المغرب، باعتباره وسيلة ناجعة لإنهاء مشاكل ومأساة أهل الصحراء، والخروج من هذا النفق المظلم))..

 ورغم أنه من “الاتجاه الثالث”، ورغم كل الحياد الإيجابي، لا يتردد محمد الشريف في اتهام كل من الجزائر والبوليساريو بعرقلة مسار القضية، ((لأنه لا الجزائر ولا البوليساريو تريدان الحل ونحن أصبحنا ضحايا..)).

تتمة المقال تحت الإعلان
الجزائر والبوليساريو مسؤولان عن عرقلة مسار قضية الصحراء

من هو الطرف الأكثر تفاعلا مع مقترحاتكم، هل هو المغرب أم الجزائر؟ تسأل “الأسبوع”، فيكون جواب الضيف بنفس السرعة: ((المغرب طبعا، وهو الملتزم باتفاق وقف إطلاق النار بخلاف البوليساريو، التي تخرق هذا الاتفاق وتواصل حربها من جانب واحد، علما أن الحرب تغيرت، بسبب التكنولوجيا الجديدة، ومن غير المقبول أن تكون هناك وفيات نتيجة القصف بالدرون في المنطقة العازلة، بسبب غياب جدية البوليساريو والجزائر في التعاطي مع الملف.. نحن نريد حلا سلميا، ونعتقد أن الحكم الذاتي الموسع عنصر جيد)).. هكذا يتحدث الشريف.

يدافع الشريف عن منظمته، وقدرتها على تحقيق مكاسب في الميدان، فعندما سألته “الأسبوع” بأن “الخيار الثالث” (قبول الحكم الذاتي) يفترض إقناع نخبة من قادة التيار المعادي للمغرب، هل نجحتم في إقناع القيادات في البوليساريو مثلا؟ قال: ((نظمنا السنة الماضية في جزر الكناري ندوة حضرها شيوخ القبائل من النخبة التقليدية، وتأكد أن خطابنا مقبول اليوم في الصحراء ولدى البوليساريو أيضا، رغم شيطنتنا في البداية، بدعوى أننا من صناعة المخابرات المغربية، لكنهم اكتشفوا (البوليساريو) فيما بعد، أن بعضهم أقرب إلينا، وأعطيك مثالا، أن الكاتب العام لمنظمتنا، الحاج أحمد، كان وزيرا سابقا في البوليساريو، بل إنه كان سفيرهم في فنزويلا لعدة سنوات)).

نفس المصدر تحدث عن زميله في الحركة والوزير السابق في البوليساريو، الحاج أحمد، بأن هذا الأخير ((استقال من منصب وزير عندهم بعدما شاهدهم وهم يسرقون الدعم” الذي يقدم لهم في فنزويلا من طرف الرئيس تشافيز، وهذا الشخص (الحاج أحمد) شاهد كيف قام بعضهم بشراء قطعان من الإبل بواسطة الدعم الذي كان مخصصا للأطفال والنساء)).

تتمة المقال تحت الإعلان

الفساد إذن، كان وراء انتماء وزير في البوليساريو لحركة “صحراويون من أجل السلام”، و((أنا شخصيا، وبصفتي ناشطا في جمعية “أنوار العدالة”، كنت سجينا لعدة سنوات في سجن الرشيد لدى البوليساريو، قبل أن أتمكن من الإقامة في بلد أجنبي(..) وكشفت كل هذه الانتهاكات.. وفي أحد الأيام، كانت معي زوجتي(..) ووجدنا في السوق داخل بلد أجنبي موادا تقدم على أنها مساعدات، فقمت بجلبها لبروكسيل، حيث توجد بعض المنظمات التي قدمتها في الأصل كمنحة، وأكدت لهم على ضرورة الإشراف على توزيع هذه المساعدات..

 

تتمة المقال تحت الإعلان

محمد الشريف في دردشة مع “الأسبوع”:

الجزائر بلاد منهكة والحل هو شروع المغرب في تطبيق نظام الحكم الذاتي فورا

 

تتمة المقال تحت الإعلان

♦ ما هو مستقبل حركة “صحراويون من أجل السلام”؟

» هناك صحراويين من المخيمات بدؤوا ينضمون لحركتنا، لكن الأمر لا يخلو من صعوبة، حيث تلجأ البوليساريو إلى قطع الدعم عنهم، وتم استعمال أسلوب قطع الإمدادات والمواد الغذائية من أجل الضغط عليهم..

♦ ما تعليقك على موجة الاعتراف الأوروبي بمغربية الصحراء؟

تتمة المقال تحت الإعلان

» لا بد أن نشير إلى تغيير كبير في خطاب اليوم، حتى داخل الأمم المتحدة، فبعدما كان يتم استعمال مصطلح “تقرير المصير” في بعض اللحظات، فقد أصبح الخطاب السائد اليوم هو “الدعوة إلى حل متوافق عليه”.. ومشكلة البوليساريو، أنها تعتبر نفسها ممثلا وحيدا للصحراويين، بينما الواقع نحن كحركة مؤهلون لتمثيل الصحراويين، ونحن قد قدمنا للتو من بروكسيل والتقينا هناك فعاليات من اليمين واليسار، وجميع الأطياف أكدت أن خطابنا خطاب مقبول، وجيد ومتماشي مع العصر..

♦ هل تظن أن أحد أهم مشاكل قضية الصحراء هو عدم معرفة الحقيقة من طرف بعض الأطراف الدولية؟

» فعلا، ونحن مفروض علينا التعايش مع المغرب الذي يعرف تطورات كبيرة في جميع الميادين، لأن الأمر يستحق التضحية من أجل المغرب العربي كاملا.

تتمة المقال تحت الإعلان

♦ لطالما حمل المغرب مسؤولية تعثر قضية الصحراء للجزائر، هل أنت متفق؟

» نعم، الجزائر هي التي تفسد الحوار، وهي الدولة الفاسدة، والسبب في قيامها بذلك هو عدم قدرتها على مجاراة المغرب فيما يتعلق باستثماراته وبنياته التحتية، بل إن جل الدول الإفريقية توجد فيها مقاولات مغربية، والمغرب يحتضن الطلبة من كل البلدان الإفريقية، بينما الجزائر التي تعتمد على أفكار الجنرالات في تدبير الغاز والبترول، مازالت بلدا منهكا ومتعبا ولا توجد فيها أي بنية تحتية.

 

♦ لكن الجزائر تعتبر نفسها قوة ضاربة؟

» أنا كنت في الجزائر وكنت دبلوماسيا مع البوليساريو واشتغلت مع سفارة البوليساريو في الجزائر، وأعرف أنها بلد منهك..

♦ ماذا تطلب من المغرب باعتبارك ناشطا صحراويا في هذا الملف؟

» المغرب عنده ما يكفي من الصحراويين، سواء في البوليساريو أو من المنتخبين والمواطنين، وحركة “صحراويون من أجل السلام”، لتنزيل مقترح الحكم الذاتي من جانب واحد، وجعله مثالا يقتدى به، لذلك يجب عليه أن يشرع في تطبيقه دون انتظار أحد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى