المنبر الحر

المنبر الحر | السلاح التكتوني أو الزلزالي

بقلم: عبده حقي

 

    كانت فعلا أطول ليلة في تاريخ المغرب الحديث، بعد أن اهتزت الأرض ليلة الجمعة 8 شتنبر محدثة أقوى زلزال عرفه المغرب الحديث وخلف عددا كبيرا من الشهداء والجرحى والخسائر المادية الجسيمة، كما طرح عديدا من الأسئلة التي لا زالت عالقة حول أسباب الزلازل، هل هي طبيعية أو من صنع الإنسان عن طريق السلاح التكتوني أو الزلزالي؟ وإلى أي حد يمكن إدراجها في خانة المؤامرة؟ وغيرها من الأسئلة.

تتمة المقال بعد الإعلان

في هذا المقال سنحاول الإجابة عن سؤال المؤامرة أو الصناعة كما حددها الخبراء المختصون في مجال الجيوفيزياء والزلازل ولا ندعي إطلاقا أن ما حصل في زلزال الحوز يندرج في باب المؤامرة، بل هو نتيجة اهتزازات تكتونية طبيعية قد تقع في أي دولة.. فما هو جهاز السلاح التكتوني أو الزلزالي؟ هو جهاز أو نظام افتراضي يمكن أن يؤدي إلى حدوث زلازل أو ثورات بركانية أو أحداث زلزالية أخرى في مواقع محددة عن طريق التدخل في العمليات الجيولوجية الطبيعية للأرض، تم تعريفه في عام 1992 من قبل عالم عضو في الأكاديمية الروسية للعلوم: بأنه “السلاح التكتوني أو الزلزالي هو استخدام الطاقة التكتونية المتراكمة للطبقات العميقة للأرض لإحداث زلزال مدمر”، وأضاف أن “تحديد هدف إحداث زلزال أمر مشكوك فيه للغاية”، على الرغم من أنه لم يتم تصنيع مثل هذا الجهاز، إلا أن الأسلحة التكتونية قد ظهرت أحيانا كأدوات حبكة فنية في بعض الأعمال الخيالية.

من الناحية النظرية، يعمل السلاح التكتوني الزلزالي عن طريق خلق شحنة قوية من الطاقة المرنة على شكل حجم مشوه من القشرة الأرضية في منطقة النشاط التكتوني، ويصبح هذا بعد ذلك زلزالا ناجما عن انفجار نووي في مركز الزلزال أو عن نبضة كهربائية هائلة، أما فيما يتعلق بمسألة ما إذا كان انفجار نووي يمكن أن يؤدي إلى حدوث زلزال، فقد كان هناك تحليل للتسجيلات الزلزالية المحلية على بعد بضعة أميال من التجارب النووية في ستينات القرن العشرين، في نيفادا، والتي أظهرت أن الانفجارات النووية تسببت في بعض الإجهاد التكتوني، كما تسببت التجربة النووية الخالية من العيوب تحت الأرض عام 1968 في انزلاق الصدوع لمسافة تصل إلى 40 كيلومترا.

هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية من جانبها، ذكرت أنها أحدثت صدعا جديدا يبلغ طوله حوالي 1200 متر، وهناك أيضا نظرية مفادها أن زلزال 1998 في أفغانستان، كان ناجما عن اختبارات نووية حرارية أجريت في مواقع التجارب الهندية والباكستانية قبل يومين إلى 20 يوما.

تتمة المقال بعد الإعلان

ومثل هذه الأسلحة، سواء كانت موجودة أو غير ممكن وجودها، تشكل مصدر قلق في كل الأوساط الرسمية، فعلى سبيل المثال، قال وزير الدفاع الأمريكي ويليام كوهين يوم 28 أبريل 1997 خلال مؤتمر “الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل والاستراتيجية الأمريكية” بجامعة جورجيا، أثناء مناقشة مخاطر التهديدات الكاذبة: “إن البعض ينخرطون حتى في نوع بيئي من الإرهاب، حيث يمكنهم تغيير المناخ وإثارة الزلازل والبراكين عن بعد من خلال استخدام الموجات الكهرومغناطيسية”.

واتفاقية عام 1978 بشأن “حظر الاستخدام العسكري أو أي استخدام عدائي آخر لتقنيات التغيير البيئي” هي معاهدة دولية صادقت عليها 75 دولة، ووقعتها 17 دولة أخرى، والتي “تحظر استخدام تقنيات التعديل البيئي للتسبب في الزلازل والتسونامي وظواهر أخرى غير محددة”.

بعض الظواهر التكتونية الطبيعية مثل زلزال هايتي 2010، غالبا ما نشأت عنها نظريات المؤامرة، التي تتعلق عادة بالقوات المسلحة للولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي سابقا، على الرغم من عدم تقديم أي دليل على هذا الادعاء، فبعد زلزال هايتي، ترددت أنباء على نطاق واسع تقول بأن الرئيس الفنزويلي السابق هوجو شافيز، أطلق مزاعم غير مدعومة بالأدلة مفادها أن الزلزال كان نتيجة لاختبار سلاح تكتوني أمريكي، كما أن صحيفة “برافدا” الصادرة في موسكو، ذكرت في الصفحة 1 بتاريخ 30 ماي 1992، أن “سلاحا جيوفيزيائيا أو تكتونيا قد تم تطويره بالفعل في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية على الرغم من اتفاقية الأمم المتحدة”، لكن كبير علماء الزلازل، اللواء بوشروف، من وزارة الدفاع في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، رفض بشكل قاطع أي تلميحات حول وجود الأسلحة التكتونية، في حين تمت تسمية قنابل “تول بوي” “وغراند سلام” البريطانية في الحرب العالمية الثانية، بقنابل الزلازل.. فقد جاء الاسم من طريقتها في تدمير الأهداف شديدة الصلابة عن طريق هز أساساتها كما يفعل الزلزال، ولم يكن القصد منها أبدا التسبب في زلزال فعلي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى