بورتريه الأسبوع

بورتريه | حميدو لعنيكري.. جنرال “شرطة القرب”

الرباط. الأسبوع

    توفي الجنرال حميدو لعنيكري، المدير العام للأمن الوطني السابق، بمدينة الرباط عن سن ناهز 84 عاما، وكان الراحل قد تقلد عدة مناصب ومسؤوليات عسكرية وأمنية، إذ يعد من أكبر رجالات الدولة الذين برزوا في العهد الجديد تحت قيادة الملك محمد السادس، حيث تسلق عدة مناصب مهمة في جهاز الدرك الملكي والأمن الوطني والقوات المساعدة.

وقد أشاد الملك محمد السادس في برقية التعزية والمواساة إلى أسرة الفقيد، بالمساهمات الوطنية الكبيرة للراحل، وتفانيه وانضباطه في خدمة مصلحة الوطن، وتفرده بالمسؤوليات العسكرية والأمنية الرفيعة التي شغلها، وتأكيده على القيم والمبادئ الوطنية، وولائه للعرش العلوي، وقال الملك أيضا: “إننا نستحضر بكل تقدير، ما كان يتحلى به الفقيد من غيرة وطنية صادقة، ومن انضباط وتفان ونكران ذات في خدمة المصالح العليا للوطن، واضطلاعه بواجبه الوطني بمختلف المسؤوليات السامية العسكرية والأمنية التي تقلدها، في وفاء راسخ لثوابت الأمة ومقدساتها، وتعلق مكين بأهداب العرش العلوي المجيد”.

فقد ظهرت شخصية الجنرال دوديفيزيون حميدو لعنيكري، عقب أحداث 16 ماي الإرهابية التي هزت مدينة الدار البيضاء، حيث كان له دور كبير في تفكيك الخلايا الجهادية والجماعات المتطرفة التي كانت تتكاثر داخل المجتمع المغربي، كما ظل اسمه مقرونا بـ”شرطة القرب” التي لقبها المغاربة بـ”كرواتيا” التابعة لجهاز الأمن الوطني، والتي كان حضورها قويا في مكافحة الجريمة وسط الأحياء السكنية، ومحاربة تجار المخدرات والسرقة بالعنف، حيث وجهت انتقادات له لاستراتيجيته الأمنية الجديدة، التي قوبلت وقتها بالرفض من قبل العديد من المواطنين الذين انتقدوا التدخلات القوية والعنيفة للفرق الأمنية الجديدة المسماة “كرواتيا”، ليتم تفكيكها وحلها فيما بعد بعدما تكاثرت الشكايات.

حميدو لعنيكري

ولد الجنرال لعنيكري سنة 1939 بمكناس، وسط أسرة بسيطة، وبدأ مساره العسكري سنة 1956 مع بداية الاستقلال، حيث تخرج من مدرسة هرمومو، ليبدأ مساه المهني في القوات المسلحة الملكية برتبة ملازم أول، ثم بدأ يترقى في السلم العسكري، خصوصا عندما لفت انتباه مجموعة من المسؤولين إليه في ستينات القرن الماضي، ونصحه بعضهم بالالتحاق بالدرك الملكي، ليقرر الانضمام لجهاز الدرك ويتخلى عن قبعته العسكرية، حيث نجح في مهامه ومسؤولياته ليرتقي في السلم بسرعة حتى أصبح قائدا للدرك الملكي في المنطقة الشمالية في بداية السبعينات.

وقد كان الجنرال لعنيكري شاهدا على المحاولة الانقلابية الفاشلة التي استهدفت الطائرة الملكية سنة 1972، حيث كان يشتغل تحت قيادة الجنرال الحاج عبد السلام، الذي تلقى تعليمات صارمة بمحاصرة القاعدة الجوية بالقنيطرة وتوقيف المتورطين مع أوفقير، ليلتحق بفريق الجنرال حسني بنسليمان، الذي كان قد عين قائدا للدرك الملكي، وارتقى عن جدارة واستحقاق في سلم المسؤوليات العسكرية، ثم تولى الراحل سنة 1977 مسؤولية القيادة العامة للدرك الملكي بالدار البيضاء، وبعدها أصبح مستشارا عسكريا لرئيس دولة الإمارات، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لمدة عشر سنوات.

وفي سنة 1979، سافر لعنيكري إلى دولة الإمارات في مهمة الإشراف على تأطير الحرس الأمني للراحل الشيخ زايد بن سلطان، ولما عاد إلى المغرب سنة 1989، باشر مهامه في جهاز الدرك، ثم انتقل للعمل في المديرية العامة للدراسات والمستندات “لادجيد” لمدة عشر سنوات رفقة مدير الجهاز الجنرال عبد الحق القاديري، قبل تعيينه في شهر شتنبر 1999 من قبل الملك محمد السادس على رأس المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (مخابرات داخلية).

وعقب أحداث 16 ماي 2003 الإرهابية، تم تعيين لعنيكري مديرا عاما للأمن الوطني مكان حفيظ بنهاشم، حيث أسس “شرطة القرب” وجهاز جديد لمكافحة المخدرات، ليتم إعفاؤه من منصبه سنة 2006، وبعد ذلك تم تعيينه مفتشا عاما للقوات المساعدة قبل أن يعفى من مهامه ويعاد تعيينه سنة 2009 قائدا للمنطقة الجنوبية للقوات المساعدة، ليتوقف مساره المهني بعد تعرضه لحادثة سير خطيرة في سنة 2011 ويتم إعفاؤه من منصبه سنة 2012 لأسباب صحية.

النشرة الإخبارية

اشترك الآن للتوصل كل مساء بأهم مقالات اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى