عصابات تجار السلاح والمخدرات تحكم قبضتها على تندوف
العيون. الأسبوع
تعيش مخيمات تندوف في الآونة الأخيرة على صفيح ساخن، بسبب ما تعرفه من تدهور خطير على جميع الأصعدة.. فبعد أيام من ارتفاع وتيرة احتجاجات مجموعة من المحتجزين بسبب استمرار معاناتهم جراء منعهم من حرية التنقل، وإبقائهم قسرا داخل سجن كبير يفتقد لأبسط مقومات الحياة، زاد الوضع اليوم سوء، بسبب ما عرفته المخيمات من انفلات أمني خطير، نتيجة قيام بعض العصابات المسلحة والمحسوبة على بعض قيادات جبهة البوليساريو، باستعمال الأسلحة النارية والبيضاء والقيام بالهجوم على مركز ما يسمى بالشرطة بـ”مخيم أوسرد”، نتجت عنه إصابة مجموعة من العناصر المحسوبة على “الشرطة”.
المضحك المبكي في الواقعة هو كيف لجهاز أمني تنتظر منه ساكنة المخيمات حمايتهم وحماية ممتلكاتهم، لا يستطيع حماية نفسه والدفاع عن مقر عمله أمام عصابات تصول وتجول دون حسيب ولا رقيب، وتقوم بكل ذلك تحت غطاء وحماية بعض قيادات الرابوني، وهي حالة فريدة تفضح وهن كيان الدولة المزعومة التي تدعي حماية السكان وتكذبه الوقائع والفوضى التي تعيشها المخيمات، التي أصبحت تحت رحمة العصابات المسلحة الذين يعيثون فسادا داخل المخيمات، مما تسبب في حالة من الرعب بين الأهالي، الذين يشاهدون كل يوم المطاردات الهوليودية في عموم المخيمات، تحت أعين قادة الجبهة الذين لا حول لهم ولا قوة، لأنهم هم أنفسهم أصبحوا رهينة لتجارة المخدرات والسلاح والبشر الذين يعتبرون أقوى منهم، بل ومنهم من هو متورط بشكل مفضوح مع هذه المافيات.
وهكذا أصبحت المخيمات عبارة عن سجن كبير، ورهينة لمافيا تستبيح كل شيء في سبيل الإثراء والبحث عن المكاسب المالية، تحت حماية النظام العسكري الجزائري الذي يقوم على أركان الفساد والإرهاب والإجرام.