الاتحاد الاشتراكي يستعرض عضلاته التنظيمية في العيون
عبد الله جداد. العيون
عرس سياسي غير مسبوق عاشت على إيقاعه مدينة العيون باستقبالها لقيادة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الحزب الذي أعاد رسم خريطة جديدة لبسط نفوذه وتعزيز تحالفه مع حزب الاستقلال تحت شعار “رابح رابح”، وهو ما جعل الكاتب الأول إدريس لشكر، يفاجأ بالحشود الكبيرة من الجماهير الشعبية التي غطت جنبات قصر المؤتمرات الذي شهد يوم السبت 4 فبراير 2023 فعاليات مهرجان خطابي حول: “القضية الوطنية ورهان التنمية”، والذي كان حدثا استثنائيا بكل المقاييس، ألقى به لشكر عرضا سياسيا ذكر بالتطور التاريخي لقضية الصحراء والكفاح المسلح لاستكمال الوحدة الترابية، وانخراط جيش التحرير في العديد من المعارك الكبرى لتحرير الصحراء من الاحتلال الإسباني، مثل الدشيرة وأم لعشار والسويحات وأكادير أفلا، كما استعرض تطورات القضية في الأمم المتحدة، بدء من سنة 1962، أي قبل أن تستقل الجزائر عن الاستعمار الفرنسي، إلى أن انطلقت المسيرة الخضراء التي تكللت بانسحاب آخر جندي إسباني من المنطقة.
وأوضح الكاتب الأول الاتحادي كيف عملت الجزائر، التي كانت مدعومة من طرف قادة ليبيا، على استغلال الوضع الاقتصادي الذي تنعمت فيه بعد حرب أكتوبر 1973، والذي أدى إلى تخمة في الثروات، لتوظيف الأموال من أجل النيل من المغرب، لكن وحدة المغاربة وكفاحهم وتضحياتهم هي التي أدت إلى الحفاظ على الوحدة الترابية.
وبرزت أسماء قيادات صحراوية كان لها الدور الكبير في إعادة ميلاد حزب الاتحاد الاشتراكي بالصحراء وعلى رأسهم الشيخ ميارة مهندس الانتخابات الأخيرة، والسالك الموساوي، عضو المكتب السياسي للحزب وبرلماني بمجلس المستشارين، وحياة لعرايش المستشارة البرلمانية، وغيرهم كثير، حيث قال الموساوي، أن تنظيم هذا الملتقى الجهوي يأتي في إطار ظروف دولية ووطنية بالغة الحساسية، تنطوي على رهانات كبيرة وتحديات جسام، تفرض علينا جميعا مزيدا من اليقظة وتراص الصفوف وتقوية الجبهة الداخلية وتمنيعها بكل المقومات الضرورية لتعزيز صمود بلادنا في وجه كل المحاولات اليائسة الساعية إلى إضعاف مسارنا الديمقراطي ومسيرتنا التنموية.
وأضاف نفس المصدر، أن حزب الاتحاد الاشتراكي لم يتوقف أبدا عن إطلاق ومتابعة الديناميات التي تتطلبها كل مرحلة تاريخية كما هو الأمر في الظرفية الراهنة، حيث كان في مقدمة الصف الوطني للوقوف ضد الحملة المغرضة التي تتعرض لها بلادنا من طرف بعض مؤسسات الاتحاد الأوروبي، البرلمان الأوروبي على الخصوص، الذي خرج مؤخرا عن جادة صوابه وترك جانبا مشاكله الداخلية وتفشي مظاهر الإفلاس القيمي والأخلاقي ليحشر أنفه في الشؤون الداخلية للمملكة ويتطاول على السيادة المغربية واستقلالية السلطة القضائية ببلدنا، معتبرا أن “تنظيم هذا المهرجان الخطابي هو قرار اتحادي ذو رسائل ورموز قوية، فقضية صحرائنا المغربية قضية وجود، والدفاع عن الوحدة الترابية لبلادنا أولوية الأولويات بالنسبة لحزب وطني كالاتحاد الاشتراكي بقيادة الكاتب الأول، الذي يسير اليوم على نهج الوطنيين المقاومين، نهج الاتحاديين الذين ناضلوا من أجل التحرير والديمقراطية وإنجاز مهام التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة”.