تسويات بين “ابن بطوش” ومصطفى السيد
العيون. الأسبوع
نهاية مكشوفة لمسرحية الخلاف القائم بين المرشحين لقيادة جبهة البوليساريو، كل من إبراهيم غالي والبشير مصطفى السيد، أعلنعنها في مخيمات تندوف خلال المؤتمر السادس عشر المنعقد أواسط شهر يناير الماضي.
وتحدثت مصادر مطلعة بمخيمات تندوف، عن دخول قيادات من الرعيل الأول المؤسس لجبهة البوليساريو على خط حالة النفور بين المرشحين، بعد نهاية المؤتمر السادس عشر، وذلك سعيا لتقريب وجهات النظر بين “ابن بطوش” الفائز بزعامة جبهة البوليساريو، ووصيفه البشير مصطفى السيد، موضحة أن المعنيين بالأمر توصلا لاتفاق لإنهاء الخلاف بينهما ولو جزئيا، مع إعادة مصطفى السيد للواجهة مجددا بعد عزمه اعتزال العمل السياسي.
وأكدت المصادر نفسها، أن الوساطة التي قادها عدد من قياديي البوليساريو ألزمت البشير مصطفى السيد بالتوقف عن انتقاد زعيم الجبهة، أو التعليق على قراراته أو معارضة سياساته، في حين يعود البشير مصطفى السيد للواجهة من بوابة “مستشار” لـ”ابن بطوش”، وهو ما يعد بمثابة شراء لصمت البشير، وترضية تحيل بالملموس على كون معارضته كانت مبنية على المصلحة الشخصية المرتبطة بالحضور كفاعل في جبهة البوليساريو، وإن كان ذلك بشكل صوري على ضوء تحكم “ابن بطوش” في زمام السلطة وتطويقه لأي معارضة موجهة ضده.
وكان البشير مصطفى السيد، المطلوب على ذمة قضايا تتعلق بانتهاكات جسيمة في مجال حقوق الإنسان والقتل والتعذيب، قد خسر معركته للحصول على زعامة الجبهة أمام إبراهيم غالي في أشغال المؤتمر 16، علما بأنه كان قد استبقه بحملة موجهة ضد “ابن بطوش” اتهمه فيها بالقصور والاكتفاء بـ”السيلفيات” وعدم نجاعة “حربه” الوهمية، وهو ما جعل علاقتهما تنهار وتتحول لحالة من الانقسام بين أنصارهما، سواء داخل مخيمات تندوف أو في أوساط الدائرة الضيقة لقيادات البوليساريو.
يذكر أن البشير مصطفى السيد، قد أدى يوم الثلاثاءالأخير، اليمين كمستشار لزعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، ما يحيل فعليا على تجسيد اتفاق “الترضية” على أرض الواقع.