عبد الله جداد. العيون
خلفت تصريحات نبيلة منيب، البرلمانية عن الحزب الاشتراكي الموحد، سخطا عارما في أوساط الصحراويين عمت كافة الأرجاء، ومن البرلمانيين الممثلين للأقاليم الجنوبية الذي حضروا وكانوا شهود عيان، فضلا عن النقل المباشر لتصريح يعتبر سابقة في البرلمان المغربي يتهم الصحراويين بالفساد الذي سببته بطائق الإنعاش الوطني، حين قالت: ((إفساد الساكنة الصحراوية بـ”الكارطيات”، التي لا ترقى إلى الحد الأدنى للأجور، بل هي مساعدة اجتماعية تقدمها الدولة للفئات الهشة والمعوزة من ساكنة الأقاليم الجنوبية للمملكة)).
وقد صادف ذلك ترأس محمد الصباري، نائب رئيس مجلس النواب، المنحدر من الأقاليم الجنوبية، لجلسة البرلمان يوم الثلاثاء الأخير، حيث وجد نفسه بين نارين صديقتين، هل سيدافع عن زلة لسان منيب، أم عن أبناء الصحراء المتواجدين في الجلسة، والذين هددوا بالانسحاب من البرلمان أو تطبيق النظام الداخلي للمجلس؟ فيما هدد فعلا النواب الصحراويون بالانسحاب من الجلسة البرلمانية وسط رفض رئيس الجلسة منحهم الكلمة للرد على مداخلة منيب، وهو الأمر الذي تتبعه الرأي العام.
واشتدت المواجهة بين منيب اليسارية وبين عدد من البرلمانيات من الأقاليم الجنوبية للمملكة، خلال جلسة مناقشة تقرير مراقبة مؤسسة التعاون الوطني، التي حضرتها وزيرة التضامن والأسرة عواطف حيار.
وردا على تصريحات منيب، طالبت برلمانية عن فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، بسحب عبارة “إفساد الساكنة الصحراوية بالكارطيات”، وقالت: “يبدو أن النائبة البرلمانية لديها معلومات مغلوطة عن الساكنة الصحراوية وعن المنطقة”، وتساءلت: ما معنى إفساد المجتمع الصحراوي بـ”الكارطيات”؟
وضمن تدخل لها خلال نفس الجلسة، قالت برلمانية عن فريق التجمع الوطني للأحرار: “في إطار الاحترام التام للقوانين واحترامنا كمكون صحراوي لا يتجزأ عن المجتمع المغربي، نعلم أن المعارضة على مدار مملكتنا المغربية، كانت دائما بناءة وتساهم في بناء مغرب جديد، بدل تخريب المغرب عبر مغالطات لا نسمح بها”، وشددت على “ضرورة حذف عبارة إفساد الساكنة الصحراوية بالكارطيات من محضر الجلسة”، وهددت بالاحتجاج قائلة: “لطالما كان مغربنا موحدا تحت قيادة الملك محمد السادس، ولا نسمح بتمرير المغالطات(..)، فالمعارضة بناءة وليست هدامة، وكل واحد يحترم نفسه ويحترم هذه المؤسسة”.
هذا، واضطرت منيب إلى أخذ الكلمة لتوضيح بمثابة اعتذار قالت فيه: “بالفعل هناك محاولات إفساد ليس للساكنة الصحراوية فقط، بل لساكنة جهات أخرى، بأغراض سياسية وانتخابوية”، مشيرة إلى أن إثارتها للموضوع ليس الغرض منه المس بالساكنة الصحراوية، متأسفة عن “سوء الفهم”.