الرأي | القومية العربية تُبعث من جديد في مونديال قطر
دبي. الإمارات
ما يحدث، من احتفالات صاخبة في شتى بقاع الوطن العربي بانتصار المغرب، ظاهرة لم ولن تجدها في أي بقعة في العالم.
أن يطلق الفلسطينيون الألعاب النارية، ويسجد السعوديون شكرا لله، ويهلل العراقيون فرحاً، ويصيح المصريون في المقاهي بحماس، ومثلهم في كل بلد عربي سعادة وفخراً من القلب بانتصار فريق لدولة أخرى تبعد عنهم آلاف الكيلو مترات لمجرد أنه تجمعهم وحدة اللغة والدين والثقافة والتاريخ المشترك، شيء يدعو للدهشة والتعجب، فهذا لا يحدث بأي شكل في مكان آخر.
فلن تجد مثلا يابانيا يحتفل بانتصار جارته كوريا الجنوبية التي تشاركه في الشكل والثقافة والجغرافيا، ولن تجد مواطناً من كندا سعيدا بصعود جارته أمريكا، أو مواطنا إسبانيا فرحا بانتصار فريق الأرجنتين الذي يتحدث لغته، وبالمثل البرتغالي مع البرازيلي.
ومستبعد جدا أن تجد مواطناً ألمانياً يترقب بصدق فوز منتخب أوروبي كفرنسا، أو مواطن أمريكي يتمنى فوز المنتخب الانجليزي بلد أجداده وموطن لغته الأم.
إنها القومية العربية والإسلامية، القومية الأقوى في العالم بلا منازع، قومية فطرية غير مصطنعة، عفوية لدى عامة الشعوب العربية والإسلامية والتي قررت الاشتراك في الاحتفالات بوازع داخلي وبدون توجيه او دعوات لذلك.
حالة الفرحة العارمة التي يعيشها العرب والمسلمون في هذه اللحظات تاريخية، ليس فقط لانتصار تاريخي أسطوري لأول مرة في منافسات كأس العالم، بل لأنه أقوى برهان على وجود أشياء حسبنا جميعًا أنه قد جرفها الزمن مع ما جرفه من بقايا خير وترابط فينا.
مبارك للمغرب انتصارها التاريخي، ومبارك علينا وحدتنا العربية والإسلامية التي ستترجم يوماً ما لواقع فعلي أكبر وأقوى من احتفال وفخر بانتصار في مباراة.