هل تتحول الصحراء المغربية إلى قاعدة للتجارة التركية نحو إفريقيا ؟
العيون. الأسبوع
المهتمون بسياسة تركيا يسجلون الموقف الجريء الجديد للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي كلف وكالة الاستثمارات التركية بفتح مكتب تجاري بالصحراء، في خطوة لتعزيز العلاقات الثنائية بين المغرب وتركيا، حيث سيكون هذا المكتب بمثابة قاعدة للصادرات التركية نحو بلدان إفريقيا، في أفق مباشرة تركيا للاستثمار بالأقاليم الجنوبية للمملكة خلال السنوات الخمس القادمة، وفق ما جاء على لسان سفيرها بالرباط، عمر فاروق دوغان، الذي أعلن عن قرب افتتاح سلسلة متاجر تركية لفرع لها بمدينة العيون، حيث جاء ذلك في سياق حديثه عن استعداد أنقرة للوساطة بين المغرب والجزائر معتبرا أن الأمر بخصوص ملف الصحراء يتعلق بـ”صراع مصطنع”.
وقال السفير التركي إن بلاده تعتبر بلدان شمال إفريقيا، بما فيها المغرب، “شعوبا مسلمة شقيقة وصديقة”، وأن “مشكلة الصحراء تؤلمنا لأننا في تركيا لدينا مشكلة مماثلة، وإذا كان هناك شخص يفهم شعور السلطات والشعب في المغرب، فحينها فقط يمكنه أن يفهم شعور السلطات والشعب في تركيا”، وشدد على أن بلاده تعتبر الأمر “صراعا مصطنعا يعود بالنفع على أطراف ثالثة هدفها إعاقة التنمية بالمنطقة بما في ذلك إعاقتها في المغرب”، وقال: “لهذا السبب أعطي أهمية كبيرة لسياسة اليد الممدودة التي يصر عليها الملك محمد السادس في خطاباته الأخيرة من أجل إيجاد حل لنزاع الصحراء، ونحن ننتظر أن تستجيب الدولة المجاورة (المقصودة هي الجزائر) لنداءات العاهل المغربي”.
وتابع الدبلوماسي التركي قائلا: “إن أنقرة مستعدة للمساعدة في عملية التقارب بين المغرب والجزائر، فنحن ندرك أنه ليس بالأمر السهل، لكننا نعتقد أنه يجب علينا التحلي بالجرأة واتخاذ الخطوة الأولى، لأننا إذا لم نفعل ذلك، فلن نتوصل أبدا إلى حل عادل”، وأضاف: “نحن نؤيد حل المشكلة في أسرع وقت ممكن، وأنا شخصيا لا أستطيع أن أتحدث عن نزاع الصحراء دون أن أُذكِّر بالدور التاريخي للمغرب في نشر الإسلام في غرب إفريقيا لقرون، يجب ألا ننسى أن العديد من الدول الحالية في هذه المنطقة كانت جزءً من المغرب، ولذلك، فإن هذا العنصر الديني المقدس هو الذي يجعلني أمتلك هذا الميل للمغرب في هذه الحالة”.