إطلاق حركة دبلوماسية لضخ دماء جديدة في الدفاع عن القضية الوطنية

عبد الله جداد. العيون

    لا حديث في الصحراء يعلو على تحليل الحركية التي قام بها ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، في ضخ دماء جديدة داخل أجهزة القناصلة الجدد الذين جرى توزيعهم على 16 مدينة في 6 دول، هي فرنسا وهولندا وإيطاليا وبريطانيا والسعودية وإسبانيا، والتي شملت 6 قنصليات من بينها قنصلية بيلباو التي نقلت إليها الرباط الدبلوماسي محمد بيد الله ابن مدينة السمارة المنتمي للأقاليم الصحراوية، خلفا للدبلوماسية النشيطة الصحراوية فتيحة الكموري، التي نجحت في مواجهة كل تحركات وأنشطة انفصاليي البوليساريو الذين ينشطون بشكل كبير في بيلباو.

ولا تخلو جزر الكناري التي تتكون من ثمانية جزر والتي عينت فيها الصحراوية فتيحة الكموري خلفا للصحراوي أحمد بنموسى، الذي ترك بصمات إيجابية لدى الجالية المغربية والإسبان، لسياسته في تدبير ملف قضية الصحراء، وقاد وفدا من كبار التجار والمستثمرين إلى الداخلة التي لم يعلم بقرار انتقاله وهو في مهمة بالصحراء، ومعلوم أن الجزر الممتدة على طول شريط الأقاليم الجنوبية لا تخلو من هيمنة المحسوبين على البوليساريو بمن فيهم منظمات ومؤسسات رسمية وغير رسمية تتعاطف مع الجبهة، وجعلت الجزر بما فيها لاس بالماس وتينريفي ولانزاروتي وفوينتبنتورا وبالما، معقلا لتحركاتها باعتبارها الأكثر ثقلا من الناحية الثقافية والاقتصادية وتضم جمعيات مدافعة عن الطرح الانفصالي، مستفيدين من الدعم السياسي والمالي الذي توفره هيئات ومنظمات محلية، بحكم انتشار النزعة الانفصالية في المنطقة.

ولا شك أن المهام الرئيسية للهيئات الدبلوماسية خارج المغرب وخاصة المتعلقة بكمال الحوضي القنصل العام في ألميريا، وسناء مروح القنصلة العامة في موريا، وإكرام شاهين القنصلة العامة في طراغونة، وكمال أريفي القنصل العام في فالانسيا، وفتيحة الكموري القنصلة العامة في لاس بالماس، ستكون من بين أبرز مهامهم الدفاع عن الوحدة الترابية للمغرب، وفتح أبواب التقارب الثقافي والاقتصادي والرياضي مع إسبانيا على الخصوص بعد تجديد رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، دعم بلاده لخطة الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية، وهو الأمر الذي دفع الجزائر إلى تجميد معاهدة “الصداقة والتعاون وحسن الجوار” التي ربطتها بمدريد طيلة 20 عاما، كما حرك نشاط أنصار البوليساريو في إسبانيا في محاولة للضغط على الحكومة للتراجع عن قرارها.