منتدى الداخلة يغضب الجزائر ويكرس التعاون مع إسبانيا
عبد الله جداد. الداخلة
يعتبر منتدى المغرب-إسبانيا للاستثمار بالداخلة بمثابة القشة التي قسمت ظهر بعير الجزائر وجعلتها تخرج من جديد عن صمتها من خلال تصريح الدبلوماسي الشارد، عمار بلاني، “المكلف بنزاع الصحراء والمغرب العربي”، والمختص في إثارة الأزمات وتلويحه بالحرب على المغرب في مناسبات سابقة.
ففي الوقت الذي رخصت فيه إسبانيا بمشاركة ما يفوق 160 من أكبر المقاولات في مجالات مختلفة، اعتبر الخطاط ينجا، رئيس مجلس جهة الداخلة وادي الذهب، ذلك بمثابة أول مشاركة حقيقية بعد قرار الحكومة الإسبانية الاعتراف بمغربية الصحراء وتأييد الحكم الذاتي، وهو أفضل رد لإسبانيا على الجزائر التي قررت بشكل أحادي تجميد عمليات التجارة الخارجية للمنتجات والخدمات من وإلى إسبانيا.
منتدى الداخلة حقق جميع أهدافه الاستثمارية والاقتصادية، وعمق الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر وإسبانيا، بعد أن اعتبرت الحكومة الجزائرية مشاركة مدريد في هذا المنتدى بمدينة الداخلة، يومي 21 و22 يونيو الجاري، أنه سيفاقم الأزمة الموجودة أصلا بين مدريد والجزائر، وسيساهم في جعل الأمور أسوأ مما كانت عليه سابقا، فيما تقوت ثقة الإسبان بجدوى الاستثمار بالداخلة بعد التجربة الناجحة لبعضهم الذين اعتبروا الداخلة واجهة للمبادرات الاستثمارية الناجحة، حيث كان رد وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، على القرار الجزائري حين قال بأن الحكومة الإسبانية ستدافع بقوة عن مصالحها الوطنية في ضوء قرار الجزائر بإلغاء معاهدة صداقة وتعاون منذ 20 عاما، بمثابة شحنة قوية عززت من ثقة الإسبان في اكتشاف المؤهلات الاقتصادية والسياحية والفلاحية بالداخلة.
واكتفى وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، بتقديم كلمته عن بعد بسبب التزامات حكومية، معتبرا أن الأقاليم الجنوبية للمملكة، لا سيما جهة الداخلة، قادرة، بفضل قدرتها الإنتاجية من الطاقة الخضراء وانتقالها التدريجي للصناعات الثقيلة، وتوفر الرأسمال البشري المؤهل، على احتضان استثمارات في مجال إنتاج الجزيئات الخضراء، خاصة الهيدروجين، حيث بلغت قيمة الصادرات المغربية إلى إسبانيا 7.3 ملايير أورو، فيما بلغت الواردات المغربية من إسبانيا 9.5 ملايير أورو.
وشدد الخطاط ينجا على أهمية النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية الذي أطلقه الملك محمد السادس سنة 2015، مبرزا أن برنامج التنمية المندمجة للجهة، المنبثق عن هذا النموذج التنموي الجديد، يتضمن إنجاز سبعة برامج هيكلية تتعلق بالتنمية المجالية، وذلك في عدة مجالات تهم بالأساس البنية التحتية للموانئ والطرق، والطاقة، والفلاحة، والصيد البحري، والسياحة، والتكوين، والثقافة، والبيئة، مبرزا أن المجلس الجهوي سبق أن صادق على برنامج للتنمية يقوم على رؤية تقدم فرصا واعدة من شأنها ضمان اندماج اقتصادي تدريجي ومستدام للجهة، مضيفا أن هذه الرؤية ترتكز على أربعة محركات للتنمية، تهم السياحة البيئية والطبيعية، والطاقات المتجددة، والصيد البحري، والتجارة والخدمات اللوجستية.
وما ميز هذا المنتدى وأثار اهتمام الإسبانيين، هو إتقان الوزير الاستقلالي مزور، ورئيس مجلس جهة الداخلة، الخطاط ينجا، والتجمعي محمد الزبدي، للغة الإسبانية، مما سهل التواصل بين المغاربة والإسبان.