الجيش المالي يتدرب عند الجيش المغربي

يواصل المغرب مساهمته في دعم دولة مالي لمواجهة، كما تقول الأوساط المغربية، لمكافحة الإرهاب والتطرف الذي تعرفه هذه الدولة الإفريقية. وبعد الدعم الذي قدمه المغرب لمالي في المجال الروحي والديني، جاء الدور على التأطير العسكري، حيث تعكف القوات المسلحة المغربية حاليا على تدريب مئات الجنود الماليين من أجل مكافحة التطرف والإرهاب في مالي.
ويأتي تدريب الجنود الماليين يأتي «من أجل تعزيز التعاون بين المغرب ومالي لمحاربة التطرف سواء عبر تأطير الأئمة الماليين الذين توافدوا بالمئات إلى المغرب من أجل الحصول على تأطير وتلقينهم المذهب المالكي، أو عبر تدريب الجنود الماليين على مواجهة الماليين خصوصا وأن مالي مازالت مرتعا لمجموعة من الفصائل المتطرفة، والتي تتخذ من مالي قاعدة لتنفيذ عملياتها». وكشفت مصادر رسمية مالية أن أكثر من 200 جندي مالي يتواجدون في المغرب من أجل الحصول على دورة تدريبية على يد القوات المسلحة المغربية لمدة ثلاثة أشهر، بعد أن حصل 400 جندي مالي على نفس التدريب خلال فترة سابقة، وأن هذا التدريب يهتم بالأساس بتقنيات مكافحة الإرهاب، وكيف يمكن تحديد أماكن تموقع العدو والجماعات الإرهابية، وطرق مواجهته في الصحراء، والتدرب على حرب العصابات، ويشير المصدر نفسه إلى أن هؤلاء الجنود المدربين في المغرب يشكلون طليعة الجنود الماليين الذين ستكون مهمتهم مواجهة التنظيمات الإرهابية التي تنشط في صحراء مالي. وأنهى المغرب تدريب أكثر من 500 إمام مالي خلال الأشهر الماضية، طبقا للاتفاق الذي عقده الملك محمد السادس مع الرئيس المالي إبراهيما ببكر كايتا، بشأن التأطير الروحي للأئمة الماليين، قبل العودة لبلادهم وإعادة نشر ما تلقوه في المغرب. ويتنافس المغرب والجزائر على دور إعادة الاستقرار لدولة مالي وتسوية الصراع بين الحكومة المالية والمعارضة لمواجهة التنظيمات المتشددة. وقالت المصادر إن انتقال المغرب إلى مرحلة التدريب العسكري للجنود الماليين، مؤشر على أن الرباط تريد تعزيز حضورها في منطقة الساحل ليس من خلال البعد الروحي والديني وإنما حتى عبر الوسائل العسكرية.
عرب أندكس